الحدث- محمد غفري
يرى مراقبون فلسطينيون أنّ حركة حماس، مضطرة لدفع "أثمان سياسية باهظة"، ستطلبها مصر، من أجل "تطبيع العلاقات" بين الجانبين، وذلك بعد زيارة حماس إلى العاصمة المصرية القاهرة الأسبوع الماضي، لتحمل معها أملاً بفتح "صفحة جديدة" من العلاقات الثنائية بين الطرفين، مما ينعكس إيجابا على سكان قطاع غزة المحاصرين.
ومنذ نحو أسبوع بدأت تظهر ملامح هذه "الصفحة الجديد" بين حماس والنظام المصري، سواء بالتصريحات الرسمية التي تغازل بها الحركة دور مصر التاريخي في دعم القضية الفلسطينية، أو بإزالة عدد من اليافطات من شوارع غزة، التي تحمل شعار الإخوان المسلمين المغضوب عليهم من قبل السيسي حاكم مصر الحالي.
وفي الوقت الذي تؤكد فيه المصادر المحلية من قطاع غزة، أن حماس أزالت شعار الإخوان المسلمين من يافطاتها في شوارع القطاع، تخرج الأخيرة لتنفي بدورها القيام بذلك بحسب ما جاء على لسان عدد من القادة والمتحدثين.
هل أزالت حماس شعار الإخوان؟
عقب زيارة وفد حركة حماس إلى القاهرة، أكدت مصادر محلية من قطاع غزة، أن حركة حماس أزالت شعار الإخوان المسلمين من يافطتها المنتشرة في شوارع القطاع.
وأوضح مصدر محلي في اتصال هاتفي مع "الحدث"، اليوم الأربعاء، أن عددا من اليافطات لحركة حماس كانت منتشرة في شوارع غزة، منها تحديداً في منطقة "السرايا" وسط القطاع، يوجد بها صور للقسام وشعار لحماس والإخوان.
وأضاف المصدر، أن حماس بعد زيارتها الأخيرة لمصر قامت بإزالت هذه اليافطات، واستبدلتها بيافطات جديدة لا تضم شعار الإخوان المسلمين، كتب عليها عبارات موجهة إلى النظام المصري، تطالب باستعادة الشبان الأربعة المفقودين في سيناء، والتأكيد على عدم تدخل حماس في الشأن الداخلي لأي دولة عربية، وأن سلاحها موجه فقط إلى العدو الإسرائيلي.
إلا أن القيادي في حركة حماس يحيى موسى اتهم الاحتلال الإسرائيلي وأعوانه بالوقوف وراء الترويج لأخبار عارية عن الصحة تستهدف بحسبه المس بالعلاقة الفلسطينية المصرية.
وقال موسى في تصريح خاص بـ "الحدث"، إن ما أشيع خلال اليومين الماضيين حول قيام حماس بإزالة صور للرئيس المصري الأسبق محمد مرسي أو مؤسس جماعة الإخوان حسن البنا في شوارع قطاع غزة لا أساس له من الصحة وأن كل هذه القضية مجرد شائعة ملفقة تستهدف إرباك الحالة الراهنة في ظل زيارة وفد الحركة الى مصر".
وشدد موسى بقوله " لم يكن بالأصل هناك شعارات أو صور كي يتم إزالتها ومن يقف وراء ترويج هذه الأخبار هو الاحتلال وأعوانه وكل من يسعى لإلحاق الضرر بالعلاقة الفلسطينية المصرية".
أبو زهري: لا علاقة تنظيمية لحماس بالاخوان
المتحدث باسم حركة المقاومة الإسلامية حماس سامي أبو زهري، نفى أي علاقة تنظيمية أو سياسية أو بنيوية لحركته بجماعة الإخوان المسلمين، لاسيما الجماعة الأم في جمهورية مصر العربية، مؤكداً على عدم تدخل الحركة في شؤون الدول الأخرى.
وقال أبو زهري، في تصريح لموقع "العربية نت": "إن حماس كحركة تعمل لحساب الوطن الأم فلسطين وقرارها الذي يتم اتخاذه من جانب المكتب السياسي فلسطيني بحت يراعي المصلحة الفلسطينية ومصالح الشعب الفلسطيني الذي يكافح من أجل استعادة أرضه المحتلة وحقوقه المشروعة ولا تعمل لحساب أي حركة أو تنظيم أو جماعة دولية أو عربية".
وأضاف أن "الحركة لها انتماءات فكرية إخوانية لكنها سياسياً وشعبياً وتنظيمياً فلسطينية بحتة تعمل لحساب شعبها الفلسطيني ووطنها وليس لحساب أحد آخر".
وأوضح أن الحركة تعهدت خلال لقاء وفدها مع قيادات المخابرات المصرية بمواصلة دورها في ضبط الحدود بين مصر وقطاع غزة، وتابع أن "الحركة أكدت للجانب المصري أنها لن تسمح أن تكون خنجراً في ظهر مصر، وستبذل أقصى جهودها للحفاظ على الأمن القومي المصري".
كذلك جدد نائب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، إسماعيل هنية، أمس الثلاثاء، نفيه لوجود أي دور "أمني" أو "عسكري" لحركته في مصر.
وأضاف هنية، خلال كلمة له في ذكرى اغتيال مؤسس الحركة الشيخ أحمد ياسين (تصادف يوم أمس) في مدينة غزة:" ليس لنا أي تدخل أمني وعسكري في مصر، أو أي دولة عربية وإسلامية، فحركة حماس حركة تحرر وطني فلسطيني".
حماس تغازل النظام المصري عبر موقعها الرسمي
دأبت حركة حماس إلى مغازلة النظام المصري منذ أن بدأ الحديث عن زيارتها الأخيرة للقاهرة، وذلك عبر تصريحاتها الرسمية التي تنشرها عادة على موقعها الإلكتروني، وفي ذات الوقت فرضت رقابة صارمة على تصريحات قياداتها حول ما يتعلق بالشأن المصري.
ومن بين ما نشرته الحركة التالي:
بناء على ما سبق، يبدو أن حركة حماس أدركت جيداً حجم حاجتها الكبيرة إلى تطبيع علاقاتها بشكل كامل مع النظام المصري مهما كان الثمن السياسي الذي ستدفعه الحركة لقاء ذلك، فمصر تحمل في يدها اليمنى مفتاح معبر رفح البري، وفي اليد اليسرى مفاتيح ملف التهدئة بين الفلسطينيين والإسرائيليين بعد الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة، وملف المصالحة الفلسطينية، واستضافت في وقت سابق مؤتمرا لإعادة إعمار غزة.