الحدث - بروكسل
قالت المفوضية الأوروبية إنها تسعى لتقديم 112 مليون يورو لدعم الأطفال المتضررين من الأزمة في سوريا.
وأوضحت المفوضية في بيان صدر عنها، اليوم الخميس، أن هذا المبلغ جزء من التمويل الكلي الذي بلغت قيمته 215 مليون يورو الذي أُعلن أمس، وذلك ضمن الدعم المُقدم للاستجابة للأزمة السورية، وباعتباره جزءاً من حملة "لا لضياع الجيل"، وسيتم استخدام هذا المبلغ لتمويل أنشطة التعليم وحماية الأطفال في سوريا والدول المجاورة ولدعم الأنشطة الحيوية التي تقوم بها الحكومات الوطنية لتعزيز أنظمة التعليم الوطنية الخاصة بها.
وفي هذا الإطار، قالت المفوضة الأوروبية لشؤون التعاون الدولي والمساعدات الإنسانية والاستجابة للأزمات كريستالينا جيورجيفا، "تضرر أكثر من ستة ونصف مليون طفل من هذه الحرب الأهلية الوحشية، حيث يعيش أكثر من مليون ونصف منهم الآن كلاجئين خارج بلادهم".
وأضافت "أصبح مستقبل جيلٍ كاملٍ من الأطفال السوريين على المحك، وذلك بعد أن انقلبت حياتهم رأساً على عقب، وبعد تعرضهم لصدمةٍ كبيرة من هول ما شاهدوه، حيث اضطروا إلى الفرار من ديارهم بحثاً عن الأمان، فقد دمرت الحرب مدناً بأكملها وقضت على حياة الأسر العادية التي تعيش فيها، وبالتالي جعلت من إمكانية ذهاب الأطفال إلى المدرسة والقيام بالأمور العادية التي يستحقها جميع الأطفال أمرا مستحيلا".
وقالت "يجب علينا استثمار أطفال اليوم، فهم صانعو السلام ومشرعو القوانين في المستقبل، وهؤلاء الشباب هم من يعتمد عليهم الجميع لإعادة بناء وتشكيل مستقبل أكثر استقرارا وأمنا لبلادهم عندما ينتهي هذا الصراع الرهيب في نهاية المطاف، لذلك، يتوجب علينا أن ندعمهم".
ويدعم الاتحاد الأوروبي مبادرة "لا لضياع الجيل" من خلال شراكته مع اليونيسيف، حيث يدعو الحكومات، والوكالات المعنية إلى تقديم المعونة والمساعدات، كما ويدعو أفراد المجتمع ليصبحوا مناصرين لأطفال سوريا.
وتركز استراتيجية "لا لضياع الجيل" على توفير المزيد من المساعدات للأطفال لحمايتهم من العنف، والإساءة، والاستغلال، وذلك من خلال التعليم لتغذية عقولهم، وترسيخ صمودهم، وتزويدهم بالدعم النفسي والاجتماعي.
وتشير تقديرات اليونيسف إلى أن عدد الأطفال المتضررين جراء هذه الأزمة قد بلغ 6,58 مليون طفل، حيث يوجد 5 ملايين طفل منهم داخل سوريا، و1,58 مليون طفل لاجئ، ويوجد هناك 3 ملايين طفل مشرد داخل سوريا، ممن يعيشون في ظل ظروف قاسية.
ومن بين هذا العدد، تشير التقديرات إلى أن 1 مليون شخص يعيشون في المناطق التي يصعب الوصول إليها. وتكافح الدول المجاورة والمجتمعات المضيفة من أجل استيعاب تدفق اللاجئين، مع تأثر مواطنيها الأصغر سنا بشكل مباشر.
وبالنسبة للتعليم، داخل سوريا، تشير وزارة التربية والتعليم إلى أن 4 ملايين طفل التحقوا بالمدارس في سوريا في حين لم يلتحق مليون طفل بالمدارس خلال العام 2013/2014.
وكان تم تمويل المشاريع المتعلقة بالتعليم وحماية الأطفال من ميزانية التنمية للمفوضية، من خلال تخصيص ما مجموعه 174 مليون يورو، في عام 2014، قامت المفوضية بتخصيص 14 مليون يورو لتمويل المساعدات الإنسانية التي تقدمها وكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية التي تركز بشكلٍ خاص على الأطفال.
ويذهب هذا المال إلى المشاريع التي تعنى بحماية الطفل وتوفير الدعم النفسي له، إضافة إلى ذلك، أطلقت المفوضية آلية تمويل مُخصصة- مبادرة أطفال السلام في الاتحاد الأوروبي- لمساعدة الأطفال المتضررين من النزاع من خلال توفير الخدمات التعليمية لهم.
وتعد هذه المبادرة إرثاً دائماً لجائزة نوبل للسلام التي تم منحها للاتحاد الأوروبي في عام 2012 حتى الآن، تم تخصيص أكثر من 12 مليون يورو لدعم 25 مشروع إنساني في الدول المتضررة بفعل النزاعات في جميع أنحاء العالم لمساعدة الأطفال من خلال تزويدهم بالتعليم اللازم.