الأحد  11 أيار 2025
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

متابعة "الحدث" | الصحافة الصفراء في فلسطين

2016-11-14 07:25:08 AM
متابعة
صحافة صفراء

 

الحدث- ريم أبو لبن

 

 

"الصحافة الصفراء هي فن صحفي متواجد دولياً، وتقترب منه المواقع الإلكترونية العربية بشكل سري وخفي" هذا هو حال المواقع الإلكترونية العربية والفلسطينية كذلك، حيث أصبحت تنجذب المواقع إلى استخدام فن الصحافة الصفراء، ولكن ليس بشكل يضاهي ما ينشر في المواقع والصحف البريطانية والأمريكية وكذلك الفرنسية، بحسب ما ذكر لـ"الحدث" الأكاديمي في معهد الإعلام الأردني دكتور  جون كرم.

 

 

وأضاف كرم: "المجتمع العربي هو مجتمع كاذب، ويختفي خلف الكلمات والحقائق، لذا لا نجده يستخدم فن الصحافة الصفراء، وحتى الصحافة اللبنانية لدينا تخاف من ردات فعل المجتمع تجاه نشر فضيحة أو إثارة قضية ما".

 

"المواقع الفلسطينية تقترب للأصفر"

 

"المواقع الإلكترونية الفلسطينية، قد نجد في موادها الصحفية بعض التلميحات ونوعا من التلاوين في موادها الصحفية الجادة جدا، والتي تقترب إلى الصحافة الصفراء، ولكنها لا تصل إلى مرحلة استخدام فن الصحافة الصفراء بمفهومه الصحفي، غير أن ما يحدث فقط هو تمرير لبعض المعلومات والأخبار بين الأخبار العامة في المواقع، وهذه الأخبار لا يمكن أن نطلق عليها صحافة صفراء". هكذا وصف لـ "الحدث" الدكتور كرم الصحافة الصفراء في فلسطين، موضحاً أنه لا صحافة صفراء في هذه البلاد.

نشرت إحدى الوكالات الإخبارية الفلسطينية، وقبل مايقارب الشهرين تقريراً يتحدث عن قيام طبيب مشهور، بحسب ما ادعى التقرير، بزرع نطفه الشخصية في أرحام نساء مصابات بالعقم، وقد أثار هذا التقرير مسألة قد تغيب عن البعض، فهل يعتبر نشر هذه المعلومات المغلوطة، وغير المؤكدة، حسب ما وصفتها النيابة العامة، في تقرير سابق أعدته صحيفة "الحدث" بأنه نوع من الصحافة الصفراء؟

 

"هي فقط تجاوزات في أخلاقيات المهنة"

 

"لا يعتبر هذا التقرير نموذجاً للصحافة الصفراء، والأمر يدور حول تجاوزات في الأخلاقيات المهنية للصحافة، وهذا التقرير وبنشر هذه المعلومات غير المؤكدة هو يضع نفسه ضمن دائرة عدم تطبيق الأخلاقيات فقط، ويبتعد عن الصحافة الصفراء، وقد نشر فقط لجلب الانتباه وجمع أكبر عدد من القراء". هذا ما أكده الأكاديمي جون كرم لـ "الحدث".

وأضاف: "لكي نقول أن هذه المادة صحافة صفراء، عليها أن تكون مادة مغرية، أو تتحدث عن قضايا جنسية، ولكن بشكل مهني".

"الصحافة الفلسطينية ليست صفراء، وما يحدث هو مقترن فقط بأخطاء الأفراد". هذا ما أكده نقيب الصحفيين ناصر أبو بكر في تصريحه لـ"الحدث". وأشار أثناء حديثه إلى أن ما يحدث هو مجرد تجارب إعلامية جديدة، عبر إنشاء مواقع جديدة، وهي محاولة لإيجاد صحافة جديدة.

 

"عربيا لا توجد صحافة صفراء"

 

المحامي والأكاديمي الدكتور الأردني صخر خصاونة قال في اتصال هاتفي مع "الحدث": "كل موقع إخباري، أو صحيفة تعمل على إثارة ونشر الفضائح وانتهاك الحرية الخاصة للأفراد هي صحيفة صفراء".

وأضاف: "في فلسطين والأردن لا يوجد ما يسمى بالصحافة الصفراء، ولكن هناك التلوينات في بعض المواد، والتي قد تقترب إلى استخدام فن الصحافة الصفراء".

أما عن تضمين مفهوم الصحافة الصفراء في القانون الفلسطيني والمأخوذ عن القانون الأردني، قال خصاونة: "لا يوجد  نص في القانون يعرف الصحافة الصفراء، وإنما تضمن القانون الممارسات الصحفية الغير أخلاقية، والتي تمس القواعد الأخلاقية لممارسة مهنة الصحافة".

 

فلسطينا: "20% من المواقع الإخبارية تنجذب للصفراء"

 

 "نحن نمارس الصحافة الصفراء، ولكن بطريقة مختلفة حيث نواجه يومياً عدة أخبار وتقارير تخلو من المصدر، وقد تنسب الأقوال والمعلومات لمصدر مجهول بحجة "رفض ذكر اسمه "، وأحيانا يستعاض عن ذلك بذكر حرفين من اسم القائل ونقول (ع.ن)، وهذه الشخصية المخبأة هي موجودة في عقل معد التقرير فقط". هذا ما أكده الصحفي محمد اللحام في اتصال هاتفي مع "الحدث".

 

وقال اللحام: "20% من المواقع الإخبارية الإلكترونية الفلسطينية تنجذب نحو ممارسة الصحافة الصفراء، ولكن الفجوة تكمن في تطبيق هذا الفن الصحفي الغير أخلاقي"، وهذا الوصف للصحافة الصفراء جاء على لسان عدة صحفيين فلسطينيين ممن تم الحديث معهم حول تحديد مفهوهم للصحافة الصفراء، بينما وصفه كل من الدكتور جون كرم، وصخر خصاونة، بأنه وفق المدرسة اللبنانية والأردنية هو "فن صحفي ويخضع لميزان أخلاقيات المهنة".

 

هل هناك صحفي أصفر؟

 

للإجابة عن هذا السؤال، قال الخصاونة: "لا نستطيع القول إن هناك صحفيا أصفر، إلا في حالة واحدة، إذا  امتهن الصحفي الصحافة من أجل الابتزاز، واستخدام الوسائل الغير أخلاقية".

 

وأضاف: "حق النقد هو أمر مكفول لأي صحفي، ولكن ضمن ما يحققه من مصلحة عامة دون المساس بالحياة الخاصة للأفراد، وإنما يتم نقد أفعالهم، وبشكل موضوعي، دون الوصول إلى الذم والقدح أو التشهير".

 

وفي ذات السياق قال الدكتور والأكاديمي جون كرم: "قد يتواجد الصحفي الأصفر في المواقع العربية، وهدفه التشهير، وهو بذلك يستخدم الأسماء المستعارة من أجل التشهير بأحدهم".

 

" النقابة والرقابة"

 

وعن الدور الرقابي الذي تلعبه نقابة الصحفيين الفلسطينيين في ظل تزايد أعداد المواقع الإلكترونية التي تميل إلى الصبغة الصفراء، قال ناصر أبو بكر: "نحن لا نمارس دورا رقابيا على المواقع أو حتى على الصحفي، نحن فقط نتلقى الشكاوي من الأفراد ونقوم بمعالجتها".

 

وذكر مسؤول دائرة التحقيقات الاستقصائية في الحياة الجديدة منتصر حمدان أنه من الضروري تطوير الدور النقابي حتى يقوم بالدور الرقيب، وليس استلام الشكاوي فقط. وأضاف: "النقابة حالة تطوعية، والمتواجدون فيها غير متفرغين، والدور الرقابي يحتاج إلى طاقم متفرغ".

 

 إذا قد يغيب الدور الرقابي في ظل تزايد أعداد المواقع الإخبارية في فلسطين، وقد تختلف الآراء تجاه تحديد مفهوم الصحافة الصفراء، ومنهم من يوسم بعض المواقع بالصحافة الصفراء، والبعض الآخر يعتبرها فقط أخطاء مهنية يمكن إصلاحها، أما الصحفي أشرف محلم فيعتبر أن الصحفي الفلسطيني لا يملك مفاتيح ممارسة فن الصحافة الصفراء، لذلك يخطئ وأحيانا يفشل.