السبت  27 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

متابعة"الحدث"| الطفلة الغزية إنعام العطار تحتاج لـ "متبرع قانوني" للكلى

2017-12-03 06:21:32 PM
متابعة
إنعام العطار

 

الحدث-  ريم أبو لبن

 

" وزارة الصحة قالوا لنا أحضرو متبرع للكلية من الدرجة الأولى للعائلة، وسنغطي التكاليف المالية لعلاج ابنتكم إنعام". هذا ما أكده لـ"الحدث" باسل العطار وهو والد الطفلة إنعام (12) عاماً والتي تعاني من فشل كلوي منذ ولادتها، لاسيما وأنها أضحت ثالث حالة مرضية تعاني من ذات المرض "النادر" في العالم بحسب وصف الأطباء للحالة.

 

"وفق قانون التبرع بالأعضاء، فإن على المتبرع للكلية أن يكون من أحد أقرباء المريض ومن الدرجة الأولى، ووزارة الصحة لا تقبل بغير ذلك بناء لما جاء في القانون". هذا ما أكدته لـ"الحدث" مديرة التحويلات الطبية في وزارة الصحة الفلسطينية أميرة الهندي.

 

أضافت : "تحدثنا مع العائلة وأبلغناهم في حال لم يتم توفر متبرع عليها أن تستمر بغسيل الكلى حتى يتوفر متبرع يطابق لفصيله دمها".

 

الطفلة إنعام تنتظر المتبرع، وهي في ذات الوقت تتوجه إلى المستشفى ثلاث مرات في اليوم لإجراء عملية غسيل الكلى.

 

 

" فشل كلوي"

قالت والدة الفتاة لـ"الحدث" وهي تشكوا مرض ابنتها إنعام : " منذ ولادتها وهي تعاني من الفشل الكلوي أصيبت بالجفاف والاصفرار، ولحتى هذه اللحظة يتم إزالة أكياس الماء من جسدها، غير أنها خضعت لعدة عمليات وآخرها كانت اليد والرقبة، وهي على الدوام تدخل المستشفى لغسل الكلى".

 

أضافت الوالدة: " قالوا لنا في بادئ الأمر بأن هذا الجفاف سببه الانفلونزا الحادة، وفيما بعد تبين إصابتها بالفشل الكلوي".

 

وبعد أن ساءت الحالة الصحية للفتاة وبفعل تراكم المياه في جسدها حسب ما ذكرت والدتها، تطلب حينها استئصال كليتها اليسرى بعد أن توقفت عن العمل، غير أنه تبين فيما بعد أنها مصابة بـ "التكيس الكلوي".

 

"التكيس الكلوي" هو مرض وراثي "نادر" أصيبت به الطفلة إنعام العطار منذ طفولتها أي عندما كانت تبلغ من العمر عام ونصف بحسب ما ذكرت والدتها.

 

مرض قد تغلغل إلى جسدها وغرس في كليتها أكياسا وحويصلات قد أثرت سلبياً على وظيفة الكلى، مما أفقد إنعام متعة الاستماع لدقائق إلى جرس المدرسة وغيب في ذاتها اللهفة العفوية في التسابق مع زملائها للجلوس على المقاعد الصفية.

 

" بخاف أحرك رقبتي، كيف أحركها يا ماما ..ممكن أموت في المدرسة إذا صار نزيف". هذا ما يتردد على مسمع الأم كل صباح حينما ترفض الفتاة التوجه إلى المدرسة خوفا من تعرضها للموت في أي لحظة، لاسيما وأنها أجرت عملية في منطقة الرقبة في وقت سابق.

 

وتقول الطفلة إنعام وبصوت متردد : " كيف بدي أحمل الحقيبة يا أمي، أجريت عملية في يدي ولا أستطيع تحريكها، وفي الطرف الآخر من جسدي أعاني من ألم في رقبتي كيف سأحمل الحقيبة؟"

 

في ذات السياق، قالت الأم :  " ابنتي عجزت خوفا من التوجه للمدرسة، وفي تصورها بأنها قد تتعرض للنزيف في أي وقت، فالمرض قد أثر في صحتها النفسية أيضا، والأطباء قالوا لي بأن حالتها الصحية تتطلب علاجاً فوري دون الانتظار أشهر إضافية".

 

أضافت : " حالة ابنتي نادرة جداً جدا، لذا وجهت عدة رسائل كمناشدة لإنقاذ حالة ابنتي وكان من ضمنها مناشدة موجه إلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس وكنت أطالب بزراعة كلى لابنتي إنعام حتى أنقذها من الموت".

 

" متبرع قانوني" !

وزارة الصحة الفلسطينية ووفق قانون التبرع بالأعضاء تشترط لإجراء عملية زراعة الكلية توفر ما يسمى بـ" المتبرع القانوني" وعليه أن يكون من أقرباء المريض وبالدرجة الأولى ويمنع شراء الأعضاء.

 

قالت الأم : " طالبنا وزارة الصحة الفلسطينية بضرورة إخضاع إنعام لعملية زراعة الكلى، وقد تمت الموافقة على تغطية تكاليف الزراعة بشرط توفر ما يسمى  (المتبرع القانوني) على أن يكون من قريب الطفلة ومن الدرجة الأولى".

 

من جهة أخرى، قالت مديرة التحويلات الطبية في وزارة الصحة الفلسطينية أميرة الهندي لـ"الحدث": " عملنا على منح العائلة تحويلة طبيه لتقييم حالة الفتاة صحيا وفي مجمع فلسطين الطبي، وعليه يقوم عدد من أخصائي الكلى بفحص حالة الطفلة وتقديم ما يلزم لها، والمطلوب الآن المتبرع".

 

أضافت : " لم نمنح العائلة أي تحويلة طبية أخرى، حتى أننا لم نوقع أي اتفاقيات مع المستشفيات التركية بخصوص زراعة الكلى وما هو متوفر فقط علاج الكبد وفقا للاتفاقيات، وإن توجهت العائلة إلى تركيا ، القانون التركي يشترط أيضا عليهم توفير متبرع ولكن كأقصى حد من الدرجة الرابعة".

 

وقد أوضحت الهندي سبب تقيد المتبرع بالأعضاء ووفقاً للقانون المنصوص عليه، بأنه وبسبب النقص الشديد من المتبرعين، وتوافد الأعداد الكبيرة للمرضى والمحتاجين لزراعة الكلى، تم سن القانون حتى لا يتجه الأمر مجتمعياً صوب تعزيز فكرة التجارة بالأعضاء وهذا الأمر محرم دولياً.

 

المزارع من سيتبرع !

" خال الفتاة هو أملنا الوحيد ....يا رب". هذا ما قاله باسل العطار والد الفتاة.

 

أضاف : " خال الفتاة هو أملنا الوحيد، وبعد ثلاثة أيام ستظهر نتائج الفحوصات الطبية لديه حتى يمكن من التبرع لابنتنا إنعام. فهل ستتطابق مواصفات الدم لديه مع إنعام؟ وهل ستكشف الفحوصات الطبية عن أمل تنتظره العائلة؟ ".

 

في ذات السياق، قال الوالد موضحاً عدم توفر متبرع لحتى اللحظة : "  ستة أفراد من العائلة بمن فيهم أنا وزوجتي لم تتوافق فحوصاتهم الطبية بمتطلبات إجراء عملية زرع الكلى، لاسيما وأنه اتضح من خلال الفحوصات التي أجريت لي بأنني أعاني من التهاب الكبد (B) وهو فايروس قد يؤدي إلى ضرر الجسد المتبرع له، غير أن الآخرين من أقربائي يعانون من مرض السكري والضغط .. فمن سيتبرع بالكلية؟"

 

" ابنك صغير ولا يصلح للتبرع". هذا ما قاله أحد الأطباء لوالدة الطفلة إنعام حينما لم تجد سوى ابنها ملاذا وحيداً كمتبرع لابنتها، لاسيما وأنه يبلغ من العمر (16) عاماً.

 

في ذات السياق، قال والدها باسل العطار لـ"الحدث": " ماذا سنفعل؟ وفقاً للقانون يرفضون أي متبرع (غريب) ولا تربطه بنا صلة قرابة، غير أنهم يشترطون قرابة من الدرجة الأولى ولم يتبقى سوى المزارع خالد وهو خال الفتاة غير أن ابني الصغير قد رفض ولا يصلح للتبرع وفقا لعمره".

 

إذا القانون يبحث عن متبرع من الأقارب ومن الدرجة الأولى، وفي حال توفر متبرع من الدرجة الثانية فقد يتطلب الأمر إجراءات قانوية معقدة، وعائلة الطفلة إنعام العطار يبحثون عن متبرع لإنقاذ حياة طفلتهم، فهل سينقذها خالها المزارع؟