متابعة الحدث| كم يبلغ حجم المساعدات التي تقدمها أمريكا للفلسطينيين؟

الحدث- محمد غفري

يبدو أن الولايات المتحدة الأمريكية ستمضي في قطعها للمساعدات المالية التي تقدمها للفلسطينيين، في ظل انسداد الأفق السياسي، وإصرار السلطة الفلسطينية على انتهاء الدور الأمريكي في رعاية عملية السلام، بما في ذلك الرفض الرسمي لاستقبال أي مبعوث أمريكي للمنطقة.

وبحسب الخبير الاقتصادي مؤيد عفانة، فإن الولايات المتحدة تقدم دعمها إلى الفلسطينيين عبر طريقتين، الأولى بشكل رسمي من الحكومة الأمريكية إلى الخزينة العامة للحكومة الفلسطينية، وهذا يدخل ضمن دعم الموازنة العامة.

أما طريقة الدعم الثانية، بحسب ما ذكر عفانة في لقاء مع "الحدث"،  فإن أمريكيا تدعم الفلسطينيين من خلال مؤسسات NGO's عالمية تعمل في الأراضي الفلسطينية، وتقدم دعم عبر مؤسسات وسيطة، وأهم هذا الدعم من خلال USAID.

وكشف عفانة، وهو عضو في الفريق الأهلي لدعم شفافية الموازنة، أن الدعم الرسمي الذي تقدمه الحكومة الأمريكية للموازنة العامة (الخزينة الفلسطينية)، بلغ لغاية 31/10/2017 مبلغ (265.6) مليون شيكل، وذلك حسب التقرير الصادر عن وزارة المالية الفلسطينية بتاريخ 22/11/2017، وهو أخر تقرير محدث عن الموازنة العامة.

ويرى عفانة أن هذا المبلغ ضئيل في ضوء النفقات الجارية للموازنة العامة، والتي بلغت في ذات الفترة (12,070) مليون شيكل، تبعاً لتقرير وزارة المالية لغاية 31/10/2017.

عفانة أكد أن تخصصه فقط في متابعة أرقام الموازنة العامة، في حين لا توجد لديه بيانات عن الدعم عبر المؤسسات شبه الرسمية والأهلية (NGO's).

وأفاد عفانة أن المساعدات الخارجية للسلطة الفلسطينية عموماً بدأت بالتراجع منذ عدة سنوات وبشكل حاد، ومن ضمنها الدعم الأمريكي للموازنة العامة، وازداد اعتماد الموازنة العامة في ايراداتها على الإيراد المحلي (الضرائب).

وبالتالي كما يرى عفانة فإن قطع المساعدات الأمريكية عن الحكومة الفلسطينية لن يأثر بشكل جوهري على قضية الرواتب.

وتشير بيانات الموازنة العامة 2017، والواردة في "قرار بقانون رقم (3) للعام 2017"، إلى أن المساعدات الخارجية للحكومة الفلسطينية قّدرت بمبلغ (2,496) مليون شيكل، أي ما يكافئ (640) مليون دولار، منها (1,950) مليون شيكل منح ومساعدات لدعم الموازنة، ومبلغ (546) مليون شيكل منح مقدّرة لتمويل النفقات التطويرية، حيث شكّلت المساعدات الخارجية بشقيها نسبة (14%) فقط من إجمالي الموازنة العامة للعام 2017، والتي بلغت (17,786) مليون شيكل.

وكشف موقع "تيك ديبكا" الاستخباري الإسرائيلي، يوم الأحد الماضي، أن واشنطن اتخذت مجموعة إجراءات عقابية ضد السلطة الفلسطينية، منها قطع الاتصالات على مختلف المستويات، وأيضاً قطع المساعدات.

تعقيباً على ذلك، قال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح د. جمال محيسن إن الكونغرس الأمريكي اتخذ قراراً بوقف المساعدات عن الفلسطينيين قبل إعلان ترامب، وبالتالي هذا ليس بالأمر الجديد.

وأكد القيادي الفتحاوي أن المساعدات الأمريكية تقلصت في الفترة الأخيرة بدرجة كبيرة، وأمام قضية القدس لا نتوقف كفلسطينيين كثيراً أما المساعدات، و"نحن لا نشترى بالمال وقضيتنا أكبر بكثير من مساعدات تقدم هنا وهناك" كما ذكر محيسن لـ"الحدث".

وفي 6 ديسمبر/كانون أول الجاري، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اعتراف بلاده رسميا بالقدس عاصمة لإسرائيل، والبدء بنقل سفارة بلاده إلى المدينة المحتلة، مما أثار غضبا عربيا وإسلاميا، وقلق وتحذيرات دولية.