السبت  18 أيار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

محللون لـ"الحدث" : على السلطة اتخاذ سياسة التقشف في حال قطعت أمريكا المساعدات

2017-12-26 02:20:20 PM
محللون لـ
وكالة الاغاثة وتشغيل اللاجئين الاونروا تقدم المساعدات ( صورة أرشيفية)

 

الحدث- ريم أبو لبن

 

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وقف مجدداَ على ناصية القضية الفلسطينية ليفكر بعقوبات جديدة غير معلنة للفلسطينيين بجانب إعلان القدس عاصمة لإسرائيل، لاسيما وأن إدارة ترمب قد عزمت على اتخاذ سلسلة من الخطوات العقابية ضد السلطة الفلسطينية، في حين أن بعض المحللين السياسيين  قد أوضحو لـ"الحدث" بأن هذه الإجراءات قد بدأت عملياَ منذ انتخاب الرئيس ترامب.

 

"هذه الإجراءات التي تتخذها الإدارة الأمريكية ومنذ انتخاب ترامب تهدف إلى دفع الفلسطينيين تجاه القبول بخطة أمريكية مضمونها تصفية الحقوق الفلسطينية، بجانب توفير غطاء سياسي فلسطيني للمسار الأقليمي والذي تحاول إدارة ترامب من خلاله فتح أبواب للتطبيع الإسرائيلي مع عدد من الدول العربية". هذا ما أكده لـ"الحدث" المحلل السياسي خليل شاهين.

 

الخطوات العقابية ضد السلطة الفلسطينية تتمثل بقطع الاتصالات والعلاقات ما بين البيت الأبيض والسلطة الفلسطينية والرئيس الفلسطيني محمود عباس، إلى جانب قطع المساعدات المقدمة للسلطة الفلسطينية. كما أن الولايات المتحدة ستوقف الدعم لمنظمات دولية ومنها الأونروا. وجاء هذا بحسب ما نشره موقع تيك ديبكا الاستخباراتي الإسرائيلي بالاستناد إلى مصارده في واشنطن.

 

وقال شاهين : "من المرجح أن يتم قطع المساعدات عن السلطة الفلسطينية، والتي تصل قرابة 400 مليون دولار سنوياَ، غير أن الولايات المتحدة قد تعمد على قطع المساعدات عن منظمات دولية ومنها اليونسكو والأونروا كرد على موقف الأمم المتحدة".

 

وتعقيباَ على قرار قطع المساعدات، أشار شاهين في حديثه إلى قانون المساعدات والذي أحيل إلى الرئيس الأمريكي بعد موافقة مجلسي الشيوخ والنواب، والداعي  لتقليص التمويل الأمريكي للسلطة الفلسطينية وذلك بسبب مخصصات منفذي " الهجمات".

 

وفي هذا اعتقاد أمريكي بأن البرنامج الفلسطيني الذي يوفر الدعم المالي للفلسطينيين المدانين أو عائلاتهم يشجع على " الإرهاب" وبالتالي يجب أن يتوقف، في حين أن أموال دافع الضرائب الأمريكي لا يجب أن تستخدم بطريقة تدعم " الإرهاب" حتى لو بشكل غير مباشر.

 

وأوضح  شاهين : " من خلال هذا القانون عمد ترامب على ربط المساعدات المقدمة للسلطة الفلسطينة بالمساعدات التي تقدم لعائلات الشهداء والجرحى".

 

" السلطة الفلسطينية من جهة مالية واقتصادية تركت نفسها عرضة دائما للضغط المالي الأمريكي والإسرائيلي". هذا ما أكده لـ"الحدث" المحلل السياسي د.عبد الستار قاسم.

 

أضاف : "اليوم إجراءات أمريكية بقطع المساعدات، وغدا الكيان الصهيوني سيتوقف عن دفع أموال الضرائب والجمارك التي يجبيها، ومن المتوقع أن تتخذ هذه الإجراءات كأداة ضغط على السلطة الفلسطينية حتى تعود إلى موقفها السابق والقاضي بالتعاون مع أمريكا والاستمرار بالتنسيق الأمني مع الجانب الإسرائيلي".

 

واستكمل حديثه : " الحل يكمن بتحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية، وليس بالمصالحة والتي تستند إلى تقسيم الكعكة ما بين الفصائل".

 

إذا بحسب ما ذكر المحلل د. قاسم ما ينقصنا هو ميثاق وطني فلسطيني، وإعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية وفق هذا الميثاق، وكما يتوجب إنشاء محكمة ميثاقية لمحاسبة الفصائل والأفراد المخالفين للميثاق.

 

" اتخاذ سياسة التقشف"

 

" على السلطة اتخاذ إجراءات التقشف وتخفيض الخدمات والإنفاق على الموازنات التشغيلية لوزارت السلطة الفلسطينية، والاعتماد على التنمية التي تستند إلى الصمود والمقاومة وليس الاعتماد على محاولة إطلاق اقتصاد فلسطيني يتجاهل وجود الاحتلال والعقبات الحالية". هذا هو المنفذ الذي جاء به المحلل السياسي خليل شاهين.

 

أَضاف : " ولمواجه الإجراءات الأمريكية يجب تشجيع الإنفاق على القطاع الزراعي والذي يمكن أن يوفر استدامة في ظل الضغوطات الراهنة، بجانب تنشيط الحراك بالتوجه أكثر للاتحاد الأوروبي من أجل تعزيز دوره بتقديم المساعدات".

 

بالحديث عن مقدرة السلطة الفلسطينية بمواجهة التوجهات الأمريكية الجديدة بقطع المساعدات، أكد المحلل شاهين بأن الحالة الفلسطينية بوضعها الراهن لا تستطيع الصمود أمام هذه "الهجمة" الأمريكية الإسرائيلية، والحل برأيه توحيد الوضع الفلسطيني الداخلي.

 

 في ذات السياق، قال شاهين : "علينا نقل مسار المصالحة المتعثر حالياَ إلى مستوى جديد لإعادة بناء الوحدة الوطنية الفلسطينية بجانب المؤسسات التابعة للسلطة ومنظمة التحرير الفلسطينية ذاتها".

 

أضاف:"حان الوقت لعقد اجتماع فوري للمجلس المركزي الفلسطيني والذي لم يحدد موعد انعقاده بشكل واضح حتى اللحظة، وإعادة التركيز على القرارات السابقة الصادرة عنه وتنفيذها بشكل فعلي".

 

واستكمل حديثه: " الولايات المتحدة وبهذه الأجراءات تلعب دوراَ متماهياَ مع إسرائيل، لذا على السلطة الفلسطينية أن تعيد النظر في طبيعة العلاقة مع الجانب الإسرائيلي وعليها أن تكون علاقة قائمة ما بين شعب يخضع تحت الاحتلال وسلطة غاشمة تمارس الاحتلال والقمع بحق الشعب الفلسطيني".

 

"لقمة الخبز من أعدائنا"

 

وجه المحلل السياسي د.عبد الستار قاسم رسالة مفادها بأن الدعم الأمريكي قد قلل من عملية الإنتاج وجعل المجتمع الفلسطيني أكثر اتكالاَ على تلك المساعدات الخارجية.

 

قال : " أتمنى أن يتوقف الدعم المالي الأمريكي، لأن هذا الدعم قد علمنا الكسل والتواكل ونحن ننتظر لقمة الخبر من قبل أعدائنا، وهذا الأمر قد سبب كارثة لنا".

 

أضاف : " في حال توقف الدعم الخارجي سنتعرض للجوع، وعندها سنكون مجبرين لاتخاذ وسائل إنتاجية وهذا الأمر كان يتوجب فعله منذ قدوم السلطة الفلسطينية".

 

" المواجهة من الميدان"

 

قال شاهين لـ"الحدث": " لا يوجد خيار أمام الفلسطينيين سوى حوض مواجه وبأشكال مختلفة ومنها المواجهة الميدانية، وتطوير الفعل الشعبي حتى يصل الأمر لانتفاضة شعبية".

 

أضاف : " المواجهة الميدانية ستظهر لإسرائيل وأمركيا بأن الشعب الفلسطيني قادر على المواجهة، وهذا الأمر أيضاَ يعمل على تحفيز المجتمع الدولي للتحرك من أجل إعادة الاعتبار لمعايير حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي".

 

وقد أوضح شاهين في حديثه بأن الدعم الأمريكي ليس دعما موجهاَ بشكل مباشر لميزانية السلطة الفلسطينية وإنما يقدم على هيأة مشاريع تنفذها السلطة الفلسطينية، لاسيما بأن إجراءات ترامب الجديدة قد تؤثر على القطاع الاقتصادي في ظل وجود عجز " مزمن" في موازنة السلطة الفلسطينية.

 

قال شاهين : " يجب بحث البدائل ومنها إعادة تفعيل قرارات صادرة عن القمم العربية المنعقدة سابقا وبتوفير مبالغ للسلطة الفلسطينية وليس في حال توقف أمريكا عن تقديم المساعدات فقط وإنما أيضا من أجل مواجهة الخطوات الإسرائيلية تجاه إعادة احتجاز أموال العائدات والضرائب، وهذا الأمر سيضر بمقدرة السلطة على تقديم الخدمات وصرف الرواتب للموظفين".

 

إذا هذا الأمر يتطلب حراكاَ عربياَ لإعادة تنفيذ قرارات صدرت عن قمم عربية وفيها توفير شبكة أمان مالية للسلطة الفلسطينية، بجانب تفعيل قرارات تتعلق بصندوق القدس والأموال الشحيحة التي تدخل هذا الصندوق من دعم عربي، فعلا هذه الدول الالتزام بتقديم الدعم للقدس.

 

مبادرة السلام .. دون فلسطين!

هذه من بين التهديدات السبعة التي وجهها الرئيس ترامب لمعاقبة السلطة الفلسطينية، في حين أن التوجه الأمريكي الحالي يدلل على تقديم مبادرة سلام بين الدول العربية وإسرائيل دون الفلسطينيين.

 

في ذات السياق، قال شاهين : "الولايات المتحدة لا تستطيع أن تواصل عملية السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين دون أن تكون فلسطين طرفاَ في العملية".

 

أضاف : " لا يستطيع أحد أن يجبر الفلسطينيون بالانخراط في مسار من التفاوض الثنائي وبرعاية أمريكية أو غيرها إلا إذا كان بموافقة على ذلك، ولا يمكن اجبار الجانب الفلسطيني بالقبول بخطة سياسية تستهدف تصفية الحقوق الفلسطينية".

 

واستكمل حديثه : " يصعب على الولايات المتحدة أن تواصل الحراك لإطلاق مسار إقليمي إسرائيل طرف فيه بدون توفير غطاء سياسي فلسطيني".

 

لم تكتف الولايات المتحدة باتخاذ إجراءات بقطع المساعدات عن السلطة الفلسطينية وإنما أيضا هي تدعو كلا من السعودية والإمارات وقطر لتخفيض حجم المساعدات المقدمة للسلطة، لاسيما وأن قطر لم تتجاوب مع هذه الدعوات وفق ما نشر الموقع الإسرائيلي وستستمر في تحويل أموال للسلطة بينما لم يتم رصد ردات فعل سعودية والإمارات تجاه هذه الدعوات.