الحدث- علاء صبيحات
اعتمد الاحتلال في ملاحقة المطلوبين لديه في المناطق الصحراوية أو حتى في الضفة الغربية على وحدة قصّاصي الأثر، التي يشكّل العرب البدو في فلسطين المحتلة جزءاً كبيرا منها.
وحدة قص الأثر
الوحدة التي حاول الاحتلال تقليصها إلى نحو النصف مطلع العام 2016، ثم عاد وأعاد تمويلها من جديد ليصل عدد الجنود المنضمين إليها سنويا يتراوح بين 400- 500 جندي، بحسب تقرير لقناة i24 يتلخّص عملها في المتابعة والملاحقة من خلال أثر الأقدام!
وحدة "قصاصي الأثر" التابعة لجيش الاحتلال أو "وحدة غششايم" كما تعرف باللغة العبرية، تتشكل في غالبيتها من جنود بدو تطوعوا لخدمة جيش الاحتلال علما أن أبناء البدو غير مشمولين بالتجنيد الإجباري كما هو حال الدروز لذلك يتطوعون للخدمة العسكرية بإرادتهم الحرة.
تأسّست الوحدة في العام 1970 ويمكن القول إن شخصيين أساسيين كانا وراء إقامتها الأول الذي يعتبر وتصفه الوثائق العسكرية الإسرائيلية بصاحب فكرة قص الأثر في جيش الاحتلال "عاموس يركوني" وهو ليس يهوديا بل بدوي اسمه الأصلي "عبد المجيد خضر المزاريب" والذي اختار لنفسه الاسم اليهودي سابق الذكر لدرجة أن فيلما حمل اسم "الغشاش البدو" عرض 2011 أي بعد 20 عاما من موته يروي حكاية "يركوني" أو "المزاريب" هذا البدوي الذي أسس وحدة قصاصي الأثر وحضر عرض الفيلم جنرالات إسرائيليين سابقين وحاليين ورئيس جهاز الشاباك ورئيس الموساد وعدد كبير من أعضاء الكنيست والوزراء في إشارة لأهمية الفيلم وأهمية ما قام به هذا الشخص بالنسبة للجيش الإسرائيلي ولا يدور الحديث هنا عن أهمية الشخص بل أهمية العمل.
هل عملها في الصحراء فقط؟
أجاب موقع المصدر الإسرائيلي على ذلك من خلال مقابلة مع قائد الوحدة في جيش الاحتلال زهير فلاح الهيب حين قال إن "نحن في الطليعة ونسير دائما في مقدمة القوة. يعتبر قصاص الأثر جزءًا لا يتجزأ من "الدفاع" وهذا أمر يجب فهمه. رغم كل التكنولوجيا فليس هناك بديل للعيون. لأنّ هناك عدة عوامل مؤثرة، حالة الطقس أو الليل والضباب، ليس هناك تأثير تقريبا على عيني قصاص الأثر، ولكن الأهم هو قدرة قصاص الأثر على التحليل. لأنّه إلى جانب الأثر فأنا ملزم بتقديم صورة الوضع الحالي عن العدوّ الذي يواجه القوة".
مهام هذه الوحدة بحسب ذات التقرير فإنّ أساس المواجهة في قطاع غزة بالنسبة لقصاصي الأثر هو المتفجرات والأنفاق، لكن عملهم في الضفة هو الكشف عن المطلوبين الفارّين، والخلايا التي نفّذت عمليات ضد دولة الاحتلال كالقتل بالرصاص، بالإضافة لملقي الحجارة والعبوات.
وأضاف التقرير أن قصاصي الأثر هم كانوا أول من برز بعد العملية التي قُتل فيها رئيس شرطة الاحتلال باروخ ميزراحي، بعد أن أرسِلوا للكشف عن آثار منفّذ العملية.
وهم بحسب قائدهم حتى لو لم يمسكوا بالشخص فهم الذين يقدّمون –في أغلب الأحيان- للشاباك وجهة التحقيق الأولية بعد أن أخبروا المسؤول عن عدد المنفّذين وفي أي قرية انتهت آثارهم.
ما هي ميزات قصّاص الأثر
يجب أن يتمتع قصّاص الأثر بعدة ميزات أهمها سرعة البدية وقوّة الذاكرة، فضلا عن قدرتهم على تحليل الآثار. وحاسّة الشمّ القوية، والقدرة على العمل في مناطق واسعة، والقدرة في البقاء على قيد الحياة في المناطق الصعبة، ومعرفة المنطقة بالتفصيل، والربط بين كل التفاصيل بسرعة عالية ودقة متناهية.
أثر القدم
يلاحق قصّاص الأثر أثر القدم الذي يمكّنه بحسب تقرير تلفزيوني لقناة روتانا الخليجية على لسان أحد قصّاصي الأثر السعوديين، من معرفة لون الناقة من خبطتها، ومعرفة الأثر لرجل أم لإمرأة، وإذا كانت كانت امرأة إن كانت حاملا أم لا، وإن كانت حاملا فبأي شهر، أو إن كانت فتاة عذراء أم امرأة متزوجة!
كلمات كانت مفاجئة لي، فقصاصّ الأثر يتمتع فعلا بمهارة عالية بحسب ذات التقرير الذي يقول فيه قصّاص أثر إنه ما دام هناك شيء يمشي على الأرض فإنه يمكن ملاحقته ومعرفته . فقدم الشخص تحمل بصمة كوجهه تماما.