السبت  20 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

تعطل جهاز "كلورة" مياه النبع الملوث وراء تسمم 1000 مواطن في مردا

2019-07-02 12:12:43 PM
تعطل جهاز
أحد مضخات المياه قرب نبع مياه مردا (تصوير: محمد غفري)

 

الحدث- محمد غفري

بالرغم من إعلان وزارة الصحة، صباح اليوم الثلاثاء، عن خلو مياه مردا شمال سلفيت حالياً من أي ملوثات، وأنها باتت آمنة وصالحة للشرب، واعتراف مجلس قروي مردا بالمسؤولية عن حادثة التسمم وأنها وقعت نتيجة "خطأ غير مقصود"؛ إلا أن السبب الحقيقي للحادثة لم يعلن حتى اللحظة.

فجر يوم الاثنين الموافق 24 حزيران الجاري، وصلت إلى عيادة الطبيب العام في مردا أعداد متزايدة من المرضى المصابين بحالات الإسهال والقيء والمغص المعوي، وهو ما دق ناقوس الخطر واستدعى تدخل وزارة الصحة.

من بين المصابين في اللحظات الأولى كان المواطن (م. أ)، والذي رفض الإفصاح عن اسمه بادعاء منع حدوث إشكاليات في القرية.

وقال المواطن لـ"الحدث": أصيب كافة أفراد عائلتي السبعة ومن بينهم أنا بالتسمم، وكنا من أوائل المواطنين الذين توجهوا إلى الطبيب، حيث أصبنا بالإسهال والقيئ وآلام البطن.

قرية مردا

قرية مردا

تصاعد عدد حالات المصابين بشكل سريع، حتى وصل عدد من أصيبوا بالتسمم في قرية مردا إلى قرابة 1000 حالة، بحسب ما صرحت وزيرة الصحة د. مي كيلة.

وقالت كيلة إنه عقب إجراء فحص مخبري لمياه القرية، وأخذ عينات دم وبراز من المرضى؛ تبين وجود تلوث في شبكات المياه، مؤكدة أنه تم السيطرة على الوضع.

وأعلنت سلطة المياه، أن حالات التسمم التي أصابت المئات؛ ناجمة عن تلوث مياه الشبكة الداخلية في القرية بالبكتيريا القولونية، والقولونية البرازية، جراء تسرب المياه العادمة للشبكة.

رئيس مجلس قروي مردا صرح عقب الحادثة، أن المياه العادمة وصلت إلى شبكة مياه القرية، نتيجة تلف الشبكة وأن عمرها تجاوز 25 عاماً، وأنها قريبة من الحفر الامتصاصية في القرية، وأن المياه العادمة قد تكون وصلت إلى الشبكة من مستوطنة "آرئيل" القريبة من القرية.

عدادات مياه

عدادات مياه

لكن المفارقة أن مجلس قروي مردا، وفي خضم تطورات القضية قدم استقالته إلى وزارة الحكم المحلي، وتحمل مسؤولية الحادثة، وأنها وقعت نتيجة "خطأ غير مقصود".

كتاب الاستقالة

ولكن أين الخطأ "غير المقصود"؟ طالما أن السبب المعلن هو تسرب المياه العادمة إلى مياه الشرب نتيجة تلف الشبكة وقدمها، وكيف تسربت المياه العادمة إلى شبكة المياه؟.

الجهات الرسمية أعلنت عن تشكيل لجنة تحقيق برئاسة محافظ سلفيت، للكشف عن السبب الحقيقي للتسمم ولمحاسبة المسؤولين، إلا أن اللجنة لم تعلن نتائجها حتى اليوم الثلاثاء.

السبب الحقيقي للتسمم

تعتبر مياه شركة "مكاروت" الإسرائيلية المصدر الرئيسي لقرية مردا، كغيرها من القرى الفلسطينية الواقعة في المناطق المصنفة "ج".

تصل المياه إلى حاووز (خزان) مياه رئيسي في القرية، ومن هناك يتم توزيع المياه عبر شبكة المياه، ويشرف على هذه العملية المجلس القروي.

حاووز مياه

حاووز المياه في مردا

كذلك يوجد في قرية مردا نبع مياه طبيعي في وسط القرية، يتم سحب المياه منه إلى الحاووز في بعض الحالات، إلا أن هذا النبع قريب من الحفر الامتصاصية في القرية ومن بينها الحفرة الامتصاصية للمسجد، والتي لا تبعد سوى أمتار قليلة عن مياه النبع، وهذا الأمر مثبت منذ سنوات في كتاب رسمي موجه من مديرية صحة سلفيت إلى مديرية الأوقاف في سلفيت.  

كتاب للأوقاف

مصدر رسمي رفض الكشف عن اسمه، قبل إعلان نتائج لجنة التحقيق، قال إن مياه النبع في قرية مردا ملوثة، ولذلك تم تركيب جهاز "كلورة" وهو جهاز يقوم بتطهير المياه، حتى تصبح المياه نظيفة.

نبع المياه في مردا

نبع المياه في مردا

ويقول المصدر إن العينات التي أخذت من النبع طوال الأشهر الماضية بعد تركيب جهاز "الكلورة" كانت سليمة.

لكن هذا الجهاز وباعتراف رئيس مجلس قروي مردا الحالي بسام إبداح تعطل من نحو شهرين.

ويتابع المصدر الرسمي، أنه عندما يتوقف جهاز الكلورة الأصل أن لا يتم ضخ المياه، ولكن ما جرى أنه تم ضخ المياه دون تشغيل الجهاز.

وأشار المصدر إلى أن مياه النبع في هذه القرية مثل أي نبع موجود في أي محافظة من محافظات الوطن، ويجب أن يكون فيها جهاز "كلورة".

وقال المصدر إن جهاز "الكلورة" تعطل لديهم وتم ضخ المياه، وكان هناك خطأ غير مقصود أدى إلى التلوث في الشبكة.

نبع مياه مردا

نبع مياه مردا

لم يتم إصلاح الجهاز

وفي حوار مع السيد بسام إبداح رئيس مجلس قروي مردا، قال إنه منذ أربعة أيام لا يوجد أي حالة تسمم وتم علاج الحالات المصابة والسيطرة عليها بشكل كامل.

وعن سؤاله عن سبب وقوع الحادثة، قال إنه لا يعرف السبب حتى الآن، ولم يبلغ بأي شيء رسمي، وأن ما يتداول في الشارع لا أساس له من الصحة.

وحول مياه النبع، قال إن أهالي القرية يشربون من هذا النبع منذ مئات السنين دون كلورة وفلترة، إلا أنه قد يكون أحد الأسباب، وقد يكون مصدرا آخر.

وأقر رئيس مجلس قروي مردا بأن جهاز "الكلورة" معطل منذ شهرين، ولكن بسبب ضعف الإمكانيات لم يتم إصلاح الجهاز، حيث لا يوجد لديهم مصادر دخل سوى من بيع الكهرباء والماء للمواطنين.

وقال إن مياه النبع تباع للمواطنين مثل سعر المياه العادية، وأن آخر مرة تم سحب المياه من النبع كانت قبل شهر رمضان أو في الأيام الأولى من الشهر.

لكن المصدر الذي رفض الكشف عن اسمه بانتظار الإعلان عن نتائج التحقيق من قبل الجهات الرسمية؛ أكد أنه تم ضخ المياه قبل يومين من حدوث حالات التسمم.

على الأرض في مردا، تم تركيب أقفال جديدة على بوابة نبع المياه، وعلى غطاء حاووز المياه، وإجراء فلترة لمياه القرية في خطوات مبدئية لاستدراك الأزمة، كما تقوم ثلاث جهات بتوزيع المياه المعدنية على المواطنين مجاناً، وسط تخوف المواطنين من الآثار الصحية المستقبلية التي قد تترتب على حالات التسمم.

توزيع المياه

أقفال جديدة

أقفال جديدة