السبت  20 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

هكذا استشهد الأسير طقاطقة خلال التحقيق!

بعد 15 يوماً على اعتقاله

2019-07-16 08:52:23 PM
هكذا استشهد الأسير طقاطقة خلال التحقيق!
وقفة احتجاجية على استشهاد طقاطقة في رام الله

الحدث- رولا حسنين

لا يمكن الاختلاف على جريمة الاحتلال بحق الأسرى بشكل عام من سياسات قمعية تزداد بشكل لافت، وعلى الأسير نصار ماجد طقاطقة من بيت لحم والذي استشهد صباح اليوم الثلاثاء، بظروف ليست طبيعية، بعد أن اعتقل بتاريخ 1/7/2019.

لا يتوقف الأمر على جريمة الاحتلال تجاه طقاطقة؛ فهو نموذج من بين 220 شهيداً قُتلوا خلال تواجدهم في سجون الاحتلال، جميعهم لهم ظروفهم الخاصة وكانت طريقة الاحتلال في قتلهم مختلفة وإن تشابهت في الحيثيات.

ما إن أُعلن عن استشهاد طقاطقة، حتى أعلنت إدارة مصلحة سجون الاحتلال "الشاباص" عن الأسباب التي أدت إلى استشهاد طقاطقة، قائلة إنه كان يعاني من عدة أمراض، فلماذا واصل الاحتلال اعتقاله طالما وضعه الصحي في حالة تردٍ؟.

عائلة طقاطقة لا تُنفي أن ابنها كان يعاني من التهاب رئوي وجيوب، وهذا ما أكده تقرير طبي وجهته العائلة للاحتلال، للإفراج عن نجلها كونه لا يحتمل ظروف الاعتقال كافة، ولكن ماذا عن ما هية ظروف الاعتقال التي عايشها الأسير طقاطقة والتي أودت لاستشهاده بعد 15 يوماً على اعتقاله؟

مصادر خاصة من الحركة الأسيرة أوضحت لـ "الحدث" أن الأسير طقاطقة في أولى أيام اعتقاله مكث في تحقيق الجلمة، وخرج منها بحالة صحية يرثى لها، وللاطلاع على البيئة الاعتقالية في "الجلمة" تحدثنا مع الأسير المحرر محمد القيق والذي اعتقل فيه مرتين، حيث أكد لـ "الحدث" أنه مقبرة تحت الأرض لأحياء ينتظرون الموت.

وأوضح أن الزنازين التي يعزلون فيها الأسرى، هي عبارة عن غرفة صغيرة جداً (متر*متر)، جدرانها خشنة جداً، وكونها لا تتسع لجسم الإنسان طولاً يضطر الأسير للانحناء، وعند منطقة الرأس يكون المرحاض، وضوء خافت في الزنزانة ذات الباب الحديدي مع صوت من الجوانب لأشخاص إما يبكون أو يصرخون، وهذا كله ليعيش الأسير المعزول في حالة الرعب والتفكير المستمر.

كما أكد أن الأسير خلال عزله في "الجلمة" يُحرم من زيارة المحامي له، وكذلك من الخروج من الزنزانة، مضيفاً أن بعض أقسام الجلمة يكون النوم فيها بين قطعتين اسمنتيتين معلقات في الحائط تحرم الأسير من الشعور بالراحة الجزئية، عدا عن ارتفاع الرطوبة فيها وانتشار الحشرات والفراش المهترئ والمتعفن. مشيراً إلى أن الأسير عرفات جرادات من الخليل استشهد قبل سنوات جراء التحقيق القاسي معه في "الجلمة" ولطبيعة الظروف الاعتقالية فيه والتي لا توصف.

وكشفت مصادرة خاصة من الأسرى داخل سجون الاحتلال، أن الأسير طقاطقة تعرض للاعتداء بالضرب الوحشي خلال الأسبوع الماضي في سجن مجدو عقب خروجه من تحقيق "الجلمة"، وبقي معزولا منذ الأربعاء الماضي وحتى الأحد في زنازين مجدو الانفرادية سيئة الذكر والتي تنعدم فيها أبسط الظروف المعيشية ومليئة بالحشرات والرطوبة، وكان طيلة هذه الفترة مقيداً من يديه وقدميه وأحد الأسرى شاهده فيما بعد والدم ينزف مكان القيود.

طالما كشفنا عن الظروف الاعتقالية التي مرّ بها الأسير طقاطقة، توجهنا بالحث عن احتمالية أن يفقد الإنسان حياته بسبب معاناته من التهاب رئوي في ظل الظروف السابقة، وجدنا أن البحوث العلمية تؤكد أن التهاب الرئتين من المحتمل أن يؤدي إلى وفاة المصاب بها في حال تم إهماله صحياً وإخضاعه لرطوبة عالية.

ومن الممكن أن يودي المرض بحياة المريض من خلال إما التسمم بالدم، أو صعوبة التنفس بسبب الضيق والرطوبة، ويرجح أن الأسير طقاطقة تعرض للخيار الثاني وذلك بسبب الظروف الاعتقالية لفترة عزله والتي ذُكرت سابقاً.

ما يعني أن الاحتلال تعمد قتل الأسير نصار طقاطقة بلا تردد، ودون اكتراث مسبق لحالته الصحية، وبإهمال طبي متعمد.