الحدث- جهاد البدوي
منذ تولي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية ارتفعت عمليات القتل بشكل ملحوظ، ويعزو خبراء وسياسيون أن هذه الزيادة في نسبة عمليات القتل تعود لخطاب العنصرية الذي عززه الرئيس الأمريكي ترامب منذ توليه رئاسة البيت الأبيض.
وتعد ظاهرة العنف الداخلي في الولايات المتحدة الأمريكية من أهم وأخطر الظواهر التي تهدد الأمن الداخلي في الولايات المتحدة، وهي وبحسب بعض التقارير؛ صاحبة أعلى نسبة في ارتكاب الجرائم بين جميع دول العالم، ولأسباب مختلفة منها انتشار الاسلحة وارتفاع معدلات الفقر والبطالة والإدمان، يضاف الى ذلك انتشار العصابات.
وبحسب بعض التقارير، فقد ارتفعت معدلات جرائم العنف في الولايات المتحدة الأمريكية عام 2017 بنسبة 3.4 %، فيما انخفضت جرائم الممتلكات بـ 2 بالمئة مقارنة بعام 2016.
وأشار التقرير السنوي لمكتب التحقيقات الفيدرالية (اف بي آي)، إلى وقوع 1 مليون و248 ألف و185 جريمة عنف في أنحاء البلاد، أي بمعدل 386.3 جريمة من هذا النوع بين كل 100 ألف شخص، وتشمل جرائم العنف، القتل العمد، والقتل عن طريق الخطأ، والاغتصاب، والسرقة والتعدي باستخدام القوة.
وبيّن التقرير الذي اعتمد على إحصائيات تم جمعها من 16 ألف و 782 موقعًا من بين 18 ألف و481 موقعًا من مختلف أنحاء البلاد، إلى أن عدد جرائم القتل فقط في عام 2016 بلغ 17 ألف و 250 جريمة مقارنة بـ 15 الف و696 عام 2015. ووصل عدد جرائم الاغتصاب في 2014 إلى 95 الفاً و 730، بزيادة 4.9% عن عام 2015 الذي شهد 90 الفاً و 158 جريمة اغتصاب.
وقد صرح السياسي الديمقراطي "بيت بوتيجيج"، الذي أعلن ترشحه للانتخابات التمهيدية للسباق لدخول البيت الأبيض في الرابع من آب/ أغسطس الجاري: "لقد بات واضحاً أن الأرواح التي أزهقت في شارلستون وسان دييغو وبيتسبرغ، وعلى الأرجح أيضا في إل باسو، هي من نتاج إرهاب قومي أبيض".
وتقع إل باسو على الحدود مع المكسيك، ويشكل الناطقون بالإسبانية نحو 85% من سكانها. أما مطلق النار فهو شاب أبيض في الـ21 من العمر قاد سيارته لمدة تسع ساعات من إحدى ضواحي مدينة دالاس ليرتكب مجزرة في ساعة ذروة داخل مركز تجاري، حيث قتل 20 شخصاً وأصاب 26 آخرين قبل أن يستسلم للشرطة، التي تشتبه بأنه نفذ جريمته بدوافع عنصرية.
وبعد ثلاثة عشر ساعة على مجزرة إل باسو زرع مسلح الرعب في أحد أحياء مدينة دايتون في ولاية أوهايو صباح الأحد الماضي، عندما أطلق النار على المارة فقتل تسعة وإصاب 26 آخرين، قبل أن ترديه الشرطة قتيلا. وأكد الشهود أنه رجل أبيض.
وقد نقلت وكالة أسوشيتيد بريس شهادات عن زملاء القاتل في المدرسة تفيد بأن القاتل كان لديه قائمة اغتصابات وقائمة أخرى للقتل، وتستهجن هذه الشهادات كيف للقاتل أن يأخذ رخصة حيازة السلاح في ظل سمعته في المدرسة. وفي ذات الإطار أفاد قائد شرطة دايتون ريتشارد بيل: "لا يوجد شيء في سجل هذا الشخص كان من شأنه أن يمنعه من الحصول على هذه الأسلحة".
وقد صرح السناتور الديمقراطي كوري بوكر عبر شبكة (سي.إن.إن): "دونالد ترامب مسؤول عن هذا. إنه مسؤول لأنه يؤجج الخوف والكراهية والتعصب". في حين ذهب المرشح الديموقراطي الثالث بيتو أوروركي إلى أبعد من ذلك عندما اعتبر أن ترامب "لا يحض على الخطابات العنصرية فحسب، بل يحض على العنف الذي يليها أيضا".
وقالت إليزابيث وارن، المرشحة في الانتخابات التمهيدية للحزب الديموقراطي: إن "الرئيس ترامب يحض شخصياً على العنصرية وعلى تفوق العرق الأبيض".
وفي تقرير أصدره مركز "The Gun Violence Archive" المتخصص في توثيق حوادث عنف السلاح داخل الولايات المتحدة، يتحدث المركز أن معدل جرائم القتل المرتبطة بالأسلحة عام 2019 وصل إلى 8782 قتيل و17435 مصاباً، من بينهم 396 جريح وقتيل من بين الأطفال، و 255 في إطلاق نار جماعي.
كل المؤشرات الداخلية في الولايات المتحدة المتعلقة بالجريمة تثبت أن خطاب الكراهية للرئيس الأمريكي ترامب انعكست على زيادة حالات القتل بخلفيات عنصرية، فخطاباته ضد المهاجرين بنت مسوغات معنوية لاستهداف هذه الجالية العريضة في المجتمع الأمريكي خلال سنوات تولي ترامب للرئاسة على الرغم أن هذه الظاهرة موجودة لدى المجتمع الأمريكي إلا أنها زادت بشكل ملحوظ منذ تقلد ترامب قيادة أمريكا.