الإثنين  07 تموز 2025
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

ما سر التحول في المواقف الخليجية من الصراع الهندي الباكستاني حول كشمير؟

2019-08-07 07:13:33 PM
ما سر التحول في المواقف الخليجية من الصراع الهندي الباكستاني حول كشمير؟

 

الحدث - جهاد الدين البدوي

منذ عقود مضت تطورت العلاقات الهندية العربية بشكل تدريجي، وقامت تلك العلاقات على مبدأ التبادل الثقافي وهجرات العمل فضلا عن التبادل التجاري الواسع والذي تطور يوماً بعد يوم، كما وتشير العديد من الأدبيات التاريخية والمعاصرة إلى قدم تلك العلاقات منذ العصر الإسلامي وبداية بزوغه في شرق آسيا والهند، واستمرت تلك العلاقات حتى في أحلك الظروف إبان الاستعمار البريطاني للقارة والتي أعطت سمات مشتركة في التحرر الوطني من الاستعمار.

وفي إطار الصراع الباكستان الهندي على إقليم كشمير، تبنت الدول العربية مواقف تاريخية واضحة من الملف الكشميري طبقاً للظرف الإقليمي، مع الإشارة أن طبيعة العلاقات العربية مع البلدين "الهند وباكستان" متباينة نسبيا، فقد دعمت العديد من الدول العربية ومنها الخليجية باكستان في صراعها مع الهند حول إقليم كشمير المتنازع عليه تاريخياً، ولكن تلك المواقف لم تصمد كثيراً أمام تطور العلاقات الهندية الخليجية وتوسع رقعتها تجارياً، فالهند تعد اليوم ثالث أكبر شريك تجاري مع دول الخليج حسب احصائيات صندوق النقد الدولي، بالاضافة إلى وجود 8.5 مليون هندي في الخليج.

وفي سياق العلاقات العربية مع الهند، تتوجه ربع صادرات العراق النفطية إلى الهند (حوالي 22%من إجمالي واردات الهند) وهو ما يجعل العراق حاليًا المورد النفطي الاول لثالث أكبر مستهلك للنفط في العالم (بعد امريكا والصين).

تطور التبادل التجاري العربي مع الهند يرمي بثقله على الموقف السياسي العربي من الصراع الباكستاني الهندي على إقليم كشمير، وبالمجمل كل ذلك سينعكس على الملف الكشميري، وموقع الخليج من الصراع الهندي الباكستاني، وعليه من المتوقع أن تقف دول الخليج على الحياد في قضية كشمير، فلا العراق ولا دول الخليج قادرون على التخلي عن أكبر مستورد لنفطها الخام، وهو ما يجعل الحديث عن تحول المواقف العربية من الصراع الكشميري برمته موضع استفسار، كما أن دول الخليج تعول على ضخ المزيد من الاستثمارات في الهند خصوصاً في مجال الطاقة، كما أن التعاون العسكري بينهما في تصاعد رغم تواضعه الحالي...

وفي النطاق العام تعد المصالح القومية للدول حجر أساس في بناء علاقاتها الخارجية، وعليه تبني الدول مواقفها السياسية، ودول الخليج اليوم ستقف مع مصالحها الاقتصادية في الهند، وتقف على الحياد في الصراع الكشميري بين الهند وباكستان، حتى لا تتضرر مصالحها الاقتصادية المتنامية مع الهند.