الخميس  28 آذار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

الولايات المتحدة بحاجة لسلاح يوم القيامة "الكف الميتة"

2019-08-18 07:51:48 PM
الولايات المتحدة بحاجة لسلاح يوم القيامة
صورة تعبيرية

 

الحدث - جهاد الدين البدوي

أعلنت صحيفة War on the Rocks الأمريكية، أنه يجب أن يكون لدى الولايات المتحدة، مثيل لمجمع "بيريميتر" السوفيتي الروسي، الخاص بالتحكم الآلي بتوجيه الضربات النووية الانتقامية.

هذه المنظومة تسمى في الغرب، Dead Hand "اليد الميتة"، وهي تقوم بإطلاق تلقائي للصواريخ الباليستية الروسية العابرة للقارات، وعادة ما يتم إيقاف تشغيلها ويفترض أن تفعيلها يتم أثناء الأزمات الخطيرة فقط.

وذكر الخبيران العسكريان الأمريكيان آدم لوتير وكورتيس مكجيفن، في مقالة نشرها الصحيفة: "إن الحاجة إلى مثل هذا النظام، يمكن تفسيرها بظهور، لدى الخصم المحتمل "روسيا والصين"، أسلحة فرط صوتية وصواريخ مجنحة لا يمكن للرادار كشفها، وكذلك البدء باستخدام الذكاء الصناعي، مما يقلل بشكل كبير، الفترة الزمنية اللازمة للقيادة الأمريكية، لاتخاذ قرار بشأن ضربة انتقامية."

التحديثات التي أجرتها كل من روسيا والصين في صناعاتها العسكرية يجعل نظام "NC3" الأمريكي نظاماً عفى عليه الزم مقارنة بالتحدثات الضخمة لدى الخصوم.

والغرض من وجود نظام "NC3" هو تعزيز والحفاظ على قوة الردع للقوات المسلحة الأمريكية، وحسب كاتب المقالة، فإن الولايات المتحدة قد تحتاج إلى تطوير شيء قد يبدو غير مفهوم - نظام استجابة إستراتيجية أوتوماتيكي قائم على الذكاء الاصطناعي.

ومن جانب آخر أكد الخبيران أن مشكلة نظام "NC3" تتفاقم بسبب التهديدات التقنية للخصوم التي من المحتمل أن تؤثر على القوى الاستراتيجية، كما وان استجابة نظام "NC3" تبدو بطيئة مع التحديثات الحالية، وقد يكون من الضروري تطوير نظام قائم على الذكاء الاصطناعي مع قرارات استجابة محددة مسبقاً.

ويقرّ الخبيران أنه لا يوجد لدى واشنطن دفاعات فعالة يمكنها التعامل مع الصواريخ الفرط صوتية، كونها تطير بسرعات تصل  ضعف للصوت وانها تتمتع بمناورة عالية.

ولاحظ الخبيران، تفوق كل من صواريخ "كاليبر" الروسية و"أفانغارد" فائق الصوت والغواصة المسيرة "بوسيدون" وصواريخ "X-102". كما ويشكل الجيل الجديد من هذه الصواريخ تهديدًا حقيقيًا على وجه التحديد لنظام NC3 الأمريكي، وقد يتم استخدامها كأسلحة هجومية مسبقة لتعطيل أو تدمير النظام.

وخرج الخبيران بثلاث خيارات أساسية لمعالجة الإشكالية القائمة لدى واشنطن:

أولاً: يمكن للولايات المتحدة أن تعيد تركيز جهودها في التحديث النووي لإضفاء قدرة أقوى على الضربة الثانية تسمح للولايات المتحدة باستيعاب ضربة أولى غير متوقعة.

ثانياً: يمكن أن يركز التحديث النووي على تحسينات التحذير الاستراتيجي قبل الإطلاق، مثل تحسين المراقبة والاستطلاع، كجزء من استراتيجية استباقية أكبر. يتطلب هذا النهج أيضًا تطبيق سياسة الضربة الأولى لمنع الضرر أو الحد منه.

ثالثاً: يمكن أن يركز التحديث النووي على تقليل او حصر الوقت المتاح للخصم للكشف والتوجيه. وسيتم ذلك في محاولة لإجبار الخصم على التراجع عن الأعمال المزعزعة للاستقرار والوصول إلى طاولة المفاوضات. ترتكز هذه الإستراتيجية على فكرة أن الضعف المتبادل يجعل البيئة الإستراتيجية غير محتملة للجانبين وتؤدي إلى اتفاقيات الحد من الأسلحة المصممة خصيصًا لإجبار الخصوم على التراجع عن إرسال قدرات الضربة الأولى. يكمن التحدي في هذا النهج في أنه إذا رفضت قوة نووية واحدة المشاركة ، يصبح الحد من التسلح أمرًا لا يمكن الدفاع عنه ويترتب على سباق تسلح جديد.

ويعتقد الخبراء أن القيادة الأمريكية لن تتمكن بالرد السريع على أي هجوم محتمل بواسطة صواريخ، التي تفوق سرعة الصوت. والحل حسب الخبيرين هو إنشاء نظام نووي مماثل لـ"بيريمتر" الروسي، الذي يتمكن من اتخاذ قرار تلقائي بالرد على الهجوم. ويقترح المؤلفون، إنشاء ونشر أنظمة متنقلة متحركة قادرة على إطلاق صواريخ باليستية عابرة للقارات، وتعزيز نظم المراقبة والاستطلاع، مما سيسمح للولايات المتحدة بشن ضربة نووية أولا (استخدام منهج – اقتل أو سيتم قتلك") وكذلك نشر صواريخ متوسطة المدى عند حدود الخصم المحتمل بهدف تقليل فترة التحليق إلى مواقع العدو.