الحدث - جهاد الدين البدوي
كتب كايل ميزوكامي في المجلة العسكرية "ناشيونال إنترست" إن ابتكارا واحدا يمكن أن يؤثر بشكل كبير على التوازن العسكري".
وأضاف ميزوكامي، "الوحي المفاجئ من سلاح يمكن أن ينطلق فجأة بستة أضعاف سرعة الأسلحة المماثلة، إن صدمة مثل هذا النظام المذهل ستقلب ميدان الحرب بأكمله رأساً على عقب، حيث سارع الخصوم المحتملون إلى نشر تدابير مضادة لهذا السلاح الذي لا يمكن لأي نظام دفاعي إسقاطه، في الوقت الذي أدى فيه هدوء المنافسة بين القوى العظمى إلى تأخير تأثير هذه التقنية الجديدة، فإن ما يسمى "طوربيد الفائق" ربما يكون على وشك أن يأخذ العالم عبر العاصفة".
خلال الحرب الباردة، اعتمد الاتحاد السوفيتي اعتمادًا كبيرًا على أسطول الغواصات الخاص به لإلغاء ميزة أمريكا في القوات البحرية. لم تُكلف البحرية الأمريكية فقط بالمساعدة في حماية تدفق التعزيزات إلى أوروبا في حالة الحرب العالمية الثالثة، بل إنها أيضًا هددت الاتحاد السوفيتي مباشرةً وكانت ستتعقب وتغرق غواصاتها الصاروخية الباليستية. في البداية استخدم اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية أعدادا كبيرة من الغواصات التي تعمل بالديزل والكهرباء، ثم غواصات الهجوم النووي الأكثر تقدما، لتقليل الاحتمالات.
واحد من أهم الأسلحة المبتكرة تحت الماء الذي طوره الاتحاد السوفييتي هو طوربيد "شكفال" الذي تبلغ سرعة سيره تحت الماء 200 عقدة، ما يعادل 370 كم/الساعة، وبالمقارنة؛ لا تزيد سرعة الطوربيدات المستخدمة حالياً من قبل القوات البحرية الأمريكية عن 50 عقدة. وقد ظهر طوربيد شكفال في البحرية الروسية في تسعينيات القرن الماضي.
وتستخدم الطوربيدات عادة مضخات تقليدية، أما طوربيد "شكفال" فمزود بمحرك صاروخي، وعلاوة على ذلك، قرر المصممون حل مسألة مقاومة الحركة عن طريق إزالة الماء من أمام الطوربيد، وحققوا ذلك بتكوين فقاقيع في السائل، عن طريق استخدام عادم المحرك الصاروخي، الذي يبخر الماء أمام الطوربيد، ليسير في فقاعة من الغاز تقريباً.
تشير المجلة إلى أن طوربيد "شكفال" يحمل رأساً نووياً بما يكفي لتدمير الهدف.
ترى المجلة أن هذا الطوربيد لديه عدة عيوب، أولها: أن فقاقيع الغاز الصادرة عن الطوربيد وسرعته الهائلة ستجبر الغواصة على أن تتخلى عن موقعها على الفور. والعيب الثاني: عدم قدرة الطوربيد على استخدام أنظمة توجيه تقليدية.
ويستخدم الإصدار الأحدث من الطوربيد الروسي طريقة لحل الإشكالية عبر استخدام التجويف للسير إلى المنطقة المستهدفة، ثم تتباطأ سرعته أثناء البحث عن الهدف.