الإثنين  29 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

مقتل البغدادي يستبعد زعيم "الدولة الإسلامية" وليس الجماعة

2019-10-29 10:19:07 AM
مقتل البغدادي يستبعد زعيم
زعيم داعش البغدادي

 

 الحدث- جهاد الدين البدوي 

نشر موقع " بلومبرغ" مقالاً للكاتبين سامر الأطروش وغلين كاري وتحدثا فيه أن مقتل أبو بكر البغدادي يرسخ تحول التنظيم الإرهابي الأكثر رعباً في العالم إلى تهديد أكثر تقليدية- حركة أيديولوجية متطرفة أكثر من كيان يشبه الدولة.

ويضيف الكاتبان بأن تنظيم الدولة الإسلامية أصبح قبل مقتل زعيمه أبو بكر البغدادي أكثر تناثراً، بعد أن فقد معظم الأراضي التي كان يسيطر عليها في السابق في كل من العراق وسوريا نتيجة لحملة عالمية بقيادة الولايات المتحدة.

ويوضح الكاتبان بأن توجيهات البغدادي سمحت "للدولة الإسلامية" بالحفاظ على شعور القيادة المركزية، ولكن من السابق لأوانه القول بأن "الدولة الإسلامية" قوة مستنفذة. هذا صحيح بشكل خاص في أجزاء أخرى من العالم حيث استمرت في تنفيذ الهجمات.

وينقل الموقع عن أمارناث أماراسينغام أستاذ مساعد في جامعة كوينز وزميل بمعهد الحوار الاستراتيجي في لندن قوله: " سيكون الخليفة شخصًا مناسبًا لاحتياجاتهم الحالية: قائد عسكري ذو أصول جهادية يمكنه أن يشير إلى انتقال قوي".

ويشير الكاتبان بأن خبر مقتل البغدادي يمكن أن يصبح صرخة حاشدة لأنصاره لكي يظهروا للولايات المتحدة وغيرها أنه يوجد قوة لا يستهان بها، والسؤال المطروح ما إذا كانت هناك قدرة على القيام بأعمال انتقامية واسعة النطاق؟

يرى أماراسينغام: "قد نشهد ارتفاعاً طفيفاً في الهجمات، لكن هذا أمر متوقع ولا ينبغي الخلط بينه وبين القوة"، وأضاف: "ربما نرى الكثير من المؤيدين الذين يتلاشون بشكل أساسي بعد مقتله ويستمرون في حياتهم".

وفقًا لإيديولوجية "الدولة الإسلامية"، يجب أن يفي زعيم الدولة الإسلامية بالعديد من المعايير: من بينها أنه يجب أن يكون قادرًا على الحكم على الأرض بشكل مادي وأن ينحدر من نسب النبي محمد. المعيار الأول حسب الكاتبان توقف بشكل كبير، في حين أن المعيار الثاني يجعل من الممكن استبدال البغدادي بقائد تكتيكي بدلاً من الخليفة، أو بزعيم للعالم الإسلامي، الذي ادعى البغدادي أنه كذلك.

 وقد أعلنت قوات سوريا الديمقراطية التي قادت المعركة ضد "الدولة الإسلامية" على الأراضي السورية عبر تويتر: إن عملية مشتركة مع الولايات المتحدة استهدفت أيضًا المتحدث باسم "الدولة الإسلامية" أبو الحسن المهاجر قرب جربلس في شمال غرب سوريا. لم يعطِ مزيداً من التفاصيل. ويرى الكاتبان بأن أبو الحسن سيكون خليفة محتملاً لبغدادي.

ويرى الكاتبان بأن أجهزة المخابرات الغربية يلاحظون أن "الدولة الإسلامية" منذ أواخر 2017 قد نقلت بالفعل مزيداً من المسؤولية التي كانت تدار بشكل مركزي سابقاً إلى الخارج، وقد تم تمكين الجماعات التابعة لها خارج الشرق الأوسط، وخاصة في الدول الضعيفة في شمال ووسط افريقيا، فضلاً عن المهارجين "الفرديين" الذين تعهدوا بالولاء "للدولة" وهم يقومون بهجمات في أماكن أخرى، بما في ذلك في أوروبا وآسيا والولايات الامريكية.

وقال كامران بخاري، المدير المؤسس لمركز السياسة العالمية في واشنطن: "إن الظروف الجيوسياسية الكامنة التي سمحت لتنظيم "الدولة الإسلامية" بالظهور في المقام الأول ستبقي في المستقبل المنظور، والذي سيكون بمقدور أتباع البغدادي استغلاله من أجل العودة".

و قال ناثان ساليس، منسق وزارة الخارجية لمكافحة الإرهاب معلقاً على هجمات للتنظيم في افغانستان: " كما تم التأكيد على هجوم أغسطس / آب في أفغانستان والذي أسفر عن مقتل أكثر من 60 شخصًاً، فيمكن لتنظيم "الدولة الإسلامية" تنظيم ضربات مميتة والحصول على الدعم وإنشاء موطئ قدم من سريلانكا إلى نيجيريا" ويضيف: " حتى بدون ما يسمى بالخلافة، "العلامة التجارية "للدولة الإسلامية" تعيش في جميع أنحاء العالم".

 كما و حذرت الأمم المتحدة في تقرير صدر في يوليو / تموز من أن خطر هجمات الدولة الإسلامية "لا يزال مرتفعًا". ومثل تنظيم القاعدة، الذي تعرض لضغوط من الولايات المتحدة في أعقاب هجمات 2001 الإرهابية، عدلت "الدولة الإسلامية" استراتيجياتها لجمع التبرعات، واستغلال شبكة الإنترنت ووسائل الإعلام الاجتماعية.

ويضيف بخاري: إن أحد الأهداف الرئيسية للولايات المتحدة بعد مقتل البغدادي هو استخدام المواد التي تم الحصول عليها من مجمعه لاكتساب معلومات استخبارية جديدة عن الأعمال الداخلية للتنظيم حتى تتمكن واشنطن من القيام بمزيد من الضربات.

 كما أنه لا تزال هناك أسئلة أخرى حول مستقبل التنظيم، خاصة بعد أن سحب الرئيس دونالد ترامب القوات الأمريكية من سوريا وأتاح الطريق لهجوم تركي ضد المسلحين الأكراد. وقد شكل الأكراد قوة المواجهة في المعارك ضد "الدولة الإسلامية" عندما كانت لا تزال تسيطر على الأرض.

الأهم من ذلك، أنه من غير الواضح ما الذي سيحدث لآلاف من معتقلي "الدولة الإسلامية" الذين كانوا محتجزين من قبل الأكراد، وما إذا كان من الممكن أن يفروا أو يُطلق سراحهم ليشكلوا تهديدًا مجددًا وسط فوضى الحرب الأهلية الطويلة في سوريا.

وأعرب فواز جرجس أستاذ العلاقات الدولية في كلية لندن للاقتصاد: " سيكون من الحماقة والسابق لأوانه نعي الدولة الإسلامية"، ويضيف: ان التنظيم لا يزال قادراً على الصمود.

ويشير جرجس إلى أن لدى الدولة الإسلامية آلاف المقاتلين في سوريا والعراق وليبيا وأفغانستان وخارجها، وقد تحولت الدولة إلى تمرد فتاك، ويضيف أن الدولة الإسلامية تنفذ عشرات الهجمات في العراق وسوريا وأماكن أخرى، وقد أصبحت لا مركزية وكل مسؤول له سلطته على الأقاليم الخاصة بهم.