الحدث ـ محمد بدر
نشرت صحيفة يديعوت أحرونوت مقالا للبروفيسور الإسرائيلي والخبير في شؤون الشرق الأوسط يارون فريدمان يرى فيه أن السبب في أن حزب الله وأمينه العام حسن نصر الله لم يرغبا في استقالة سعد الحريري والحكومة اللبنانية برمتها هو أنه خلال العقد الماضي أصبحت هذه الحكومة وسيلة من وسائل سيطرة حزب الله على لبنان.
وأضاف فريدمان: "في عام 2005، اضطر الجيش السوري - تحت الضغط الدولي - للانسحاب من لبنان بعد عقود من التواجد هناك، بسبب اتهامات وجهت له بالمساعدة في اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري، والد رئيس الوزراء المستقيل أمس. منذ ذلك الحين، منذ 14 عامًا، يعمل حزب الله بجد لملء الفراغ الناشئ والسيطرة على الحكومة اللبنانية كليًا: لقد سعى لتعيين وزراء وإنشاء حكومة مطيعة".
وتابع الخبير الإسرائيلي: "يهدد الاحتجاج الاجتماعي الذي اجتاح لبنان خلال الأسبوعين الماضيين بتدمير كل شيء، وقد قدم نصر الله مخاوف جدية للجمهور اللبناني من أجل إيقافه. وقال إن الاحتجاجات يمكن أن تؤدي لانهيار الاقتصاد وإلى الفوضى، لكن هذه المرة يبدو أن نصر الله يحذر من تخوفات حقيقية".
وأشار فريدمان: "حاجز الخوف قد كسر. في الشارع اللبناني، ويجرؤ عدد متزايد من الناس على انتقاد حزب الله بشكل علني، ويظهر هذا النقد أيضًا في جريدة النهار. من الواضح للجميع أن حزب الله ليس هو المتسبب الوحيد للفساد والفقر في لبنان، ولكن الجميع يدرك أيضًا أنه بدون تفكيكه وسلاحه، لن يتم حل المشكلة أبدًا: حزب الله هو هيئة إرهابية تبقي الأموال والمستثمرين بعيدًا عن لبنان وتمنع استعادة الدولة".
وزعم فريدمان: "لقد سئم اللبنانيون من أن يكون بلدهم ساحة مقاومة لإسرائيل بما يخدم حرب إيران ضد الوجود الصهيوني. خلال المظاهرات التي وقعت الليلة الماضية، كتب على إحدى اللافتات (هناك مقاومة أخرى: مقاومة الفقر والفساد والبطالة)".