الحدث- جهاد الدين البدوي
نشرت مجلة " ناشيونال إنترست" الأمريكية مقالاً للكاتب كاليب لارسون وتحدث فيها أن موسكو تمتلك أربع قاذفات تعتبر الأكثر خطورة على الاطلاق، يمكن لاحداها اسقاط الأسلحة النووية، كما ويمكن لقاذفة أخرى أن تدمر القوات البحرية.
ويؤكد لارسون أن معظم المعدات العسكرية في الترسانات الروسية اليوم هي من المعدات السوفيتية القديمة. وبفضل التحسينات والتحديث التي أدخلت على هياكل القاذفات الروسية بالإضافة إلى تحديث أجهزة الرادار والالكترونيات إلى جانب تحسين الصواريخ والذخائر الموجهة بدقة فإنها ستشكل خطراً جسيماً على الأعداء المحتملين للكرملين.
وقام الكاتب كاليب لارسون، بوضع قائمة بأخطر القاذفات الروسية، وهي أسلحة الكرملين التي لا غنى عنها، والتي تسمح لموسكو بالتفوق في التنافس الجوي. ويصفها لارسون: "لن ترغب أبدًا في رؤيتها فوقك" وتأتي على النحو التالي:
في عام 1950، تم تكليف أندريه توبوليف بتصميم القاذفة الثقيلة الجديدة بعيدة المدى للاتحاد السوفيتي، من طراز "Tu-95". وكان من المفترض أن تكون قادرة على حمل حمولة 24200 رطل، وتستطيع أن تحلق لمسافة 5000 ميل ، وبالتالي يمكنها تهديد أهداف هامة في الولايات المتحدة.
يوضح لارسون أن القاذفة الاستراتيجية "Tu-95" كانت بحاجة إلى محركات خاصة، والتي لا يمكن أن توفر للطائرة القدرة الاستيعابية اللازمة فحسب، بل تستهلك أيضًا القليل من الوقود. وتم تطوير أقوى محرك توربيني من طراز "KN-12" على أيدي مجموعة من مهندسي الطائرات الألمان والنمسانيين الذين تم أسرهم بعد الحرب العالمية الثانية.
ويضيف لارسون أنه باستخدام مجموعتين من مراوح كونترا الدورية، لا تزال "Tu-95" تستخدم محرك "KN-12"، ويشير الكاتب أنه على الرغم من قوة محرك "KN-12" إلا أنها تتمتع بصوت مرتفع بشكل كبير، وبالتالي عندما يكون الغرض من المهمة هو حمولة كبيرة، وليس التخفي، فإن "الدب" الروسي سوف يؤدي مهامه بشكل جيد.
ويؤكد الكاتب أن الترقيات المستمرة زادت بشكل كبير في عمر القاذفة، والتسليح المتطور يجعل من "Tu-95" قاذفة طيرة للغاية، ويعتقد لارسون أن تبقى القاذفة في الخدمة حتى أربعينيات القرن الجاري.
يطلق الناتو على القاذفة الروسية اسم "Backfire"، تم تطوير"Tu-22M" لمعالجة أوجه القصور في تصميم الرئيس "TU-22"، ويرى الكاتب أن التوازن بين الهبوط المناسب والتعامل مع الإقلاع مع رحلة بحرية جيدة والسرعة العالية يوفره جناح الاكتساح العكسي.
وحسب الكاتب فإن القاذفة "TU-22" تستطيع تحمل حمولة كبيرة، كما وتستطيع التحليق بسرعة تصل إلى 1.88 ماخ أي ما يعادل 2300كم/الساعة، ومن المثير للاهتمام أن القاذفة تحتوي على مدفع مزدوج السبطانة من عيار 23 ملم موجود بالذيل، يتم التحكم به عن بعد.
ويوضح لارسون أن ادخال قاذفة من طراز "TU-22" في مطلع سبعينيات القرن الماضي وقتاً غريباً بالنسبة للقاذفات الأسرع من الصوت، نظرًا لأن الصواريخ الباليستية العابرة للقارات قد تم الاعتراف بها على نطاق واسع. وعلى الرغم من التقادم التقني لـ Tu-22M ، فإن الترقيات المستمرة للرادار والمعدات الإلكترونية، بالإضافة إلى صواريخ جو - أرض المحسنة، أبقت القاذفة "TU-22" موجودة للان.
القاذفة الاستراتيجية "TU-160":
يرى لارسون أن القاذفة "TU-160" حقا وحشاً طائر، وهي آخر قاذفة تم تطويرها في الاتحاد السوفييتي، وهي أثقل قاذفة استراتيجية في العالم.
ويضيف الكاتب بأنه يطلق على القاذفة الروسية "TU-160" اسم "Blackjack" وتصل سرعتها 2.05 ماخ أي ما يعادل 2510كم/الساعة.
ويشير لارسون أنه على عكس "B-1 Lancer" الأمريكية فإن القاذفة الروسية TU-160" تعتبر منصة للأسلحة الاحتياطية أكثر من كونها قاذفة قنابل تقليدية، وعلى الرغم من منصات الأسلحة الكبيرة التي تسمح للقاذفة الروسية بتحمل حمولة عسكرية تصل إلى 88 طن، وتتيح بوصول الأسلحة التقليدية والنووية بدقة متناهية، إلا أن هذه القاذفة الهجومية الوحيدة المصممة دون أي أسلحة دفاعية.
ويضيف لارسون بأن تحديث الرادار وتعيين الهدف إلى جانب إعادة تشغيل إنتاج هيكل الطائرة في عام 2019، يؤدي إلى الحفاظ على "TU-160" في الخدمة وربما لسنوات طويلة.
على الرغم من أن القاذفة الاستراتيجية "PAK DA" قيد التطوير حاليًا، إلا أنها ستصبح بالتأكيد واحدة من أكثر القاذفات فتكا في العالم. بعد بدء تشغيل "PAK DA"، يمكنها استبدال القاذفات الأسرع من الصوت "TU-160" و "TU-95".
يضف لارسون بأن "PAK DA" هي قاذفة شبحية بعيدة المدى من الجيل القادم، مظيرة للقاذفة الأمريكية " B-2"، ومن المحتمل أن تكون "PAK DA" مصممة بجناح واحد "الجناح الطائر، على الرغم من أن هذه المعلومات هي فقط من المواد الترويجية. لا توجد حاليا نماذج معروفة. ستكون هذه أول قاذفة روسية.
يوضح الكاتب بأن تم تأخير أول رحلة تجريبية للمنوذج الأول من "PAK DA" من 2019 إلى وقت متأخر في اطار زمني من 2021-2023، لذلك تجري الآن اجراء تحسيات للقاذفة "TU-160"، لذلك من المحتمل أنه قبل الحصول على صور أو معلومات أكثر تحديدًا حول أول قاذفة روسية بعد مرور بعض الوقت.
ويختتم لارسون مقالته بالقول: إذا كان التاريخ العسكري الروسي يمكن أن يعلمنا اي شيء، فإن "TU-22" و "TU-160" و "TU-95" وربما سيتم الحفاظ عليها وترقيتها لسنوات عديده قادمة. وإذا أصبحت "PAK DA" جاهزة للعمل، فانها ستضع سهماً هاماً في جعبة روسيا، وهي قاذفة متخفية قادرة نظرياً على التسلل. ومع ذلك، إذا كان من الممكن إدارة ذلك بتكلفة معقولة، فمن الممكن رؤيتها في وقت قريب، ولكن انخفاض سعر النفط نسبياً أعلق بشدة الانفاق العسكري الروسي، كما وان تصميم قاذفة متخفية جديدة ليس بالأمر الهين.