الخميس  02 أيار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

نظام الدفاع الصاروخي الأمريكي " إيجيس" في أوروبا لا يستطيع اعتراض الصواريخ الروسية

2019-11-08 10:41:41 AM
نظام الدفاع الصاروخي الأمريكي
النظام الصاروخي الأمريكي " إيجيس"

 

الحدث - جهاد الدين البدوي

نشرت مجلة " ناشيونال إنترست" مقالاً للخبير العسكري مايكل بيك تحدث فيه عن أوجه القصور في النظام الصاروخي الأمريكي " إيجيس" الذي يحمي القارة الأوروبية.

أشار بيك إلى أنه من المفترض أن تحمي مظلة الدفاع الصاروخي الأمريكية أوروبا من الصواريخ الباليستية الإيرانية (وربما الروسية).

ونوه إلى أن البنتاغون لم يختبر دفاعته الصاروخي كما ينبغي. كونها لم تخضع لاختبارات حيوية، نتيجة التأخير في بناء مواقع الدفاع الصاروخي في بولندا. كل هذا يعني أن الدرع الصاروخي في أوروبا لا يمكنه توفير الحماية اللازمة من الصواريخ المعادية.

وقد أجرت وكالة الدفاع الصاروخي الأمريكية سبعة اختبارات فقط من أصل أحد عشر اختبارًا مخططًا لها في عام 2018 ، أو 64% من الاختبارات المخطط لها، وفقًا لدراسة أجراها مكتب المساءلة الحكومية. في الوقت نفسه، أدت المشاكل مع المقاولين إلى تأخير بناء نظام مضاد للصواريخ في بولندا لمدة ثمانية عشر شهراً.

ويوضح بيك أن الولايات المتحدة بدأت بنشر نظام "أيجيس" في أوروبا في عهد الرئيس الأمريكي الأسبق أوباما على ثلاثة مراحل. تشمل المرحلة الأولى والتي اكتملت في عام 2012 حيث تم نصب رادار تابع لنظام "أيجيس" في تركيا بينما ظهر في ألمانيا مركز قيادة تابع لهذا النظام، يدعم سفن البحرية الأمريكية المزودة بالاصدار البحري من نظام " إيجيس"، وفي عام 2016، تم الانتهاء من المرحلة الثانية، عندما ظهرت صواريخ اعتراضية تابعة لنظام "أيجيس" في رومانيا. ويشير بيك إلى أن التأخير في المرحلة الثالثة، حيث كان من المفترض أن يكون موقع " إيجيس آشور" في بولندا جاهزاً.

ويضيف الخبير العسكري أن مواقع نظام "أيجيس"على شواطئ رومانيا وبولندا هي نسخ برية من الدرع البحري، تتألف كل منها من رادار قوي من طراز "SPY-1" وأربعة وعشرين صاروخاً اعتراضياً من طراز "SM-3". وتستطيع منظومة "إيجيس آشور" للتصدي للصواريخ الباليستية قصيرة ومتوسطة المدى. وقد بنت إيران ترسانة من الصواريخ الباليستية متوسطة المدى يمكنها من الناحية النظرية حمل رؤوس نووية.

ويرى بيك أن من المفارقات العجيبة أن مكتب المساءلة الحكومي يرى أن التأخير في بناء موقع أيجيس آشور في بولندا هو بمثابة هبة من السماء غير متوقعة تعطي وقتاً لإصلاح الأخطاء. وقد تم تخفيض اختبارات المرحلة الثالثة المخطط لها بشكل كبير، كما وتم تأخير الاختبارات الحيوية الأخرى إلى ما بعد مرحلة التسليم. ويمكن أن توفر هذه الاختبارات مزيدًا من المعلومات والثقة في قدرة النظام على حماية حلفاء واشنطن من تهديدات الصواريخ الباليستية المتوقعة.

ويعتقد بيك أن تأخير المرحلة الثالثة من الاختبارات يمنح الدرع الصاروخي في أوروبا مهلة لحل مشكلة رئيسة كانت تعاني منها أنظمة الدفاع منذ ستينيات القرن الماضي: كيفية وقف الصواريخ والرؤوس الحربية المتعددة دون أن تتجاوز النظام الدفاعي.       

ويشير بيك إلى أهم المشاكل الذي تواجه منظومة الدفاع "أيجيس" في اعتراض عدة صواريخ في وقت واحد، فقد كان يفترض من منظومة "أيجيس" أن تدمر 5 أهداف في وقت واحد، ومن أجل ذلك خُطط لإجراء التجارب المناسبة ولكنها لم تُجرَ. ويخشى خبراء عسكريون غربيون اليوم أن لا يستطيع نظام "أيجيس" اعتراض أحدث صواريخ روسية مثل "إسكندر".

ويختتم بيك مقالته بالإشارة ما خلص إليه مكتب المساءلة الحكومي: " لقد أظهرت أعمالنا السابقة أن متابعة بيانات الاختبار المحدودة يمكن أن يؤدي إلى اكتشاف مشاكل في الأداء في وقت متاخر ومكلف. ويمكن للتقييم الأكثر شمولية لقدرات النظام أن يخفف من هذا الخطر من خلال بناء قاعدة معرفية أكثر صلابة".