الحدث العربي والدولي
أكد الرئيس السوري بشار الأسد، أن حكومته تعتمد سياسة اقتصادية معتدلة، تحول دون خصخصة كامل القطاع العام خوفا على الطبقة الفقيرة في البلاد.
وقال ردا على سؤال في حديث لـRT الناطقة بالإنجليزية، حول ما إذا كانت الخصخصة النيولبرالية وراء اشتعال الصراع في سوريا: "في الواقع كان هناك نقاش حول الخصخصة، ونحن كحكومة وكدولة بشكل عام رفضناها، حتى النقابات في سوريا رفضتها. الأغلبية رفضت السياسات النيولبرالية لأننا نعرف أنها ستدمر الفقراء".
وأضاف: "نفذنا خطوات نحو تحرير الاقتصاد، لكن ما يزال لدينا قطاع عام، حتى هذه اللحظة، وهو الذي حمى الاقتصاد في سوريا. كما أن الخدمات جزء من القطاع العام، ولولا القطاع العام، لما تمكنا من تجاوز هذه الحرب. دور القطاع العام مهم، لأننا حكومة اشتراكية على كل حال".
وأشار إلى أن الحكومة السورية ما تزال تقدم الدعم للفقراء وتدعم الخبز والمحروقات لذلك لا يمكن تسمية فتح الأبواب أكثر أمام القطاع الخاص كنوع من تحرير الاقتصاد.
وشددا على أن الصراع في سوريا نشب بسبب الدعم والتمويل الخارجي، ولاسيما من قطر، ولم يكن مرتبطا بعوامل اقتصادية أو سوء معيشة.
وفي اللقاء، قال الرئيس السوري إن الصراع في سوريا بدأ إثر تدفق الأموال القطرية للعمال الذين تركوا أعمالهم وتفرغوا للتظاهرات والتسلح.
وأضاف: "المشكلة بدأت في الواقع عندما تدفقت الأموال القطرية إلى سوريا، وقد تواصلنا مع العمال لنسألهم لماذا لا تداومون في ورشكم فقالوا: إننا نحصل في ساعة واحدة على ما نحصل عليه خلال أسبوع من العمل. كان ذلك في غاية البساطة. كانوا يدفعون لهم خمسين دولارا في البداية ولاحقا باتوا يدفعون لهم 100 دولار في الأسبوع وهو ما كان يكفيهم للعيش دون عمل، وبالتالي بات من الأسهل عليهم الانضمام إلى المظاهرات. وبعد ذلك بات من الأسهل دفعهم نحو التسلح وإطلاق النار"، وأضاف أن "الحكومة القطرية ستنكر ذلك بالتأكيد".
وردا على سؤال عما إذا كان الصراع في سوريا مرتبط بما يسمى الربيع العربي، قال الأسد: "بالطبع، فثمة تداخل في هذه المنطقة لأن الثقافة هي نفسها، والخلفية نفسها، والظروف نفسها، إلى حد ما".
وأضاف: "البعض شارك في التظاهرات لأنه أراد تحسين أوضاعه، والبعض كان لديه أفكاره الخاصة حول تحسين النظام السياسي، والمزيد من الحرية، وطرحت شعارات مختلفة في تلك المظاهرات. نعم، كان ذلك بشكل أساسي بسبب تأثير ما حدث في بلدان أخرى، كموجة جديدة. لكن لم يكن ذلك سبب استمرارها. ولذلك السبب فإن نفس الأشخاص الذين أتحدث عنهم توقفوا عن المشاركة في المظاهرات عندما بدأ إطلاق النار وأخذ المتطرفون باختراقها، خصوصا الإخوان المسلمون الذين شرعوا يقودون المظاهرات بصيحات "الله أكبر" واستخدموا شعارات دينية لفرض عباءة دينية، وأحيانا طائفية، على المظاهرات".
وكان الأسد تحدث خلال المقابلة، عن آخر تطورات الوضع السوري، مشددا على أن الاستقرار الذي تعيشه سوريا اليوم هو نتيجة لتضحيات 100 ألف جندي استشهدوا أو جرحوا.
