كيف تستخدم البحرية الروسية الصواريخ للفوز بالحروب البحرية؟

الحدث- جهاد الدين البدوي 

ألقى مقال نشرته مجلة "ناشيونال إنترست" الأمريكية، الضوء على استراتيجية روسيا البحرية التي ترتكز على صناعة سفن سطحية صغيرة وغواصات.

وحسب كاتب المقال الخبير مارك إبيسكوبوس؛ فإن وزارة الدفاع الروسية نشرت مشاهد تدريبية لفرقاطة من طراز "ستويكي" وهي تطلق صاروخا مضادا للسفن من طراز "أوران" (وهذه الكلمة الروسية تعني اليورانيوم)، مما يلقي مزيدًا من الضوء على استراتيجية روسيا البحرية للتحديث البحري.

وقد لاحظ إبيسكوبوس، أن المشهد الذي بثته وزارة الدفاع والذي يستمر لمدة دقيقة واحدة وبدأ بعدة طلقات من فرقاطة "Stoikiy"، قبل أن يتحول إلى قبطان السفينة وهو يأمر بإطلاق الصواريخ بلغة عسكرية مكثفة، وتم إطلاق صاروخ "أوران" باتجاه هدف سطحي على بعد 30 كم، وبعد أن دق جرس الإنذار، يظهر أحد أعضاء طاقم الفرقاطة "Stoikiy" وهو يضغط على زر إطلاق كبير، وقد تم إظهار مشهد إطلاق صاروخين من طراز "KH-35" من زوايا متعددة، وقد أظهرت لقطات أخرى عن قرب لتأثير الانفجار، قبل أن ينتهي بتسديدة ناجحة.

يعد صاروخ "أوران" والذي يعرف باسم "3M24"، هو البديل عن الصاروخ السوفييتي "KH-35" المضاد للسفن، وتم تطويره عام 2003، وأحدث الصواريخ المشتقة من صاروخ "KH-35"  هو صاروخ "نبتون"، وهو نظام صاروخي حديث مضاد للسفن الساحلية، ويجري تطويره في أوكرانيا.

ويوضح الخبير، أنه رافق البيان الصحفي لوزارة الدفاع الروسية لقطات تبين إطلاق صاروخين كروز على هدف سطحي على مسافة أكثر من 30 كم، ونجح الصاروخان في إصابة الهدف. وذكر البيان أن 10 سفن حربية شاركت في المناورات. كما أجرى طاقم "Stoikiy" العديد من التدريبات الأخرى  في ذلك اليوم، بما في ذلك تدابير الحرب الإلكترونية، والتدريب على تنسيق عمليات إطلاق النار.

ويرى الخبير إبيسكوبوس، أن البيان الجاف الصادر عن البحرية الروسية يمكن استخلاص عدة ملاحظات رئيسة منه، وهي: يستمر التوجه الروسي الأخير لتحديد المواقع التدريبات العسكرية كاستجابة مباشرة لإجراءات حلف الناتو. كما أن التدريبات القتالية لأسطول البلطيق تتم على خلفية الوجود المستمر لقوات الناتو البحرية في المنطقة الجنوبية لبحر البلطيق.

ويعتبر طراد "Stoikiy" هو الخامس من فئة "Steregushchiy"، وتم نقله إلى أسطول البلطيق عام 2014. وكما سبق وطرحت مجلة "ناشيونال إنترست" أنه يتم تجهيز طرادات من فئة "Steregushchiy" بأحدث التقنيات البحرية الروسية، وأبرزها نظام طوربيد من طراز "Paket-E/NK"، الذي يسمح بالطوربيدات المضادة للغواصات MTT والطلقات الحرارية m-15 المضادة للطوربيدات أن يتم تحميلها وإطلاقها من نفس القاذفة المدمجة.

ويتساءل الخبير، ما الذي يمكن أن يخبرنا به عن الخطط التطويرية للبحرية الروسية على مدى العقود القادمة؟

يلاحظ إبيسكوبوس، أنه منذ أواخر 2000، ظهر نمط واضح،  وهو تركيز جهود البحرية الروسية على تحديث البحرية الروسية إلى حد كبير على السفن السطحية صغيرة الحجم بالإضافة للغواصات، مثل طرادات "Steregushchiy" وغواصات بوريه وياسن.

ويرى الخبير أن الاشارات الحالية التي تشير إلى تشكيل قوة استجابة سريعة وصغيرة الحجم ولكنها فعالة من حيث التكلفة، وتهدف إلى تأمين الحدود البحرية لروسيا الاتحادية بدلا من قوة بحرية منتشرة في جميع أنحاء العالم.

ويختتم الخبير إبيسكوبوس مقالته: "من المؤكد أن برنامج التحديث سوف ينطوي على خيارات صعبة؛ ليس أقلها من المحتمل أن يتم إيقاف تشغيل حاملة الطائرات المسنة الوحيدة في روسيا. ومع ذلك هذا نوع من الحلول التي تتطلبها جهود الكرملين الطموحة لتحديث قطاعات كبيرة من الجيش الروسي في وقت واحد وبميزانية متواضعة نسبياً".

وقد أوردت مواقع عديدة مواصفات صاروخ "أوران"، حيث خصص هذا الصاروخ لمكافحة السفن الحربية المعادية في أي وقت من النهار والليل حتى في الظروف الجوية الرديئة في ظروف التشويش الإلكتروني والمقاومة النارية.

يصل أقصى مدى لصاروخ "أوران" 130 كم، فيما تصل سرعته القصوى إلى 1100 كم/الثانية، بينما يصل علو التحليق الملاحي النهائي من 3-5 أمتار، ويصل وزن الرأس المتفجر في الصارون إلى 145كغم.