الجمعة  28 تشرين الثاني 2025
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

كيف تستعد روسيا لحروب المستقبل؟

2019-11-24 06:08:00 PM
كيف تستعد روسيا لحروب المستقبل؟
الجيش الروسي

 

الحدث - جهاد الدين البدوي

نشرت مجلة "ناشيونال إنترست" مقالاً للكاتب مايكل بيك، تحدث فيه عن انعكاس تطور التكنولوجيا على الطريقة التي تشن بها روسيا الحروب، وجاء فيه:

لقرون، كانت طريقة الحرب الروسية هي الأرقام، وسواء كان نابليون هو العدو أو هتلر أو الناتو، فإن روسيا سحقتهم عبر قوات ضخمة معززة بالدبابات والأسلحة النووية.

انتهت تلك الأيام، كما أن طريقة الحرب الحديثة في روسيا هي أكثر بكثير من البراعة التكنولوجية، وهي أقرب إلى الطريقة الغربية للحرب كما مارسها الألمان والأمريكان اليوم.

وتقول دراسة جديدة أجرتها مؤسسة راند للبحوث: على الرغم من تأثرها بأسلافها السوفييت، إلا أن القوات المسلحة الروسية تطورت بشكل كبير لتعكس حقائق جديدة تواجه قيادة الدفاع الروسية. وتتابع الدراسة أن روسيا لم تعد تتمتع بمزايا هائلة في القوى العاملة مقارنة بخصومها المحتملين. ولا يمكنها كسب الوقت في ضوء السرعة والمدى للأسلحة الحديثة التي يتم إطلاقها من الجو.

ويوضح الكاتب بأن تحليل الاستراتيجية والنوايا الروسية تختلف في أغلب الأحيان مع اختلاف أيديولوجية المحلل، وتفترض دراسة راند: "إن القوات الروسية مؤهلة في المقام الأول للدفاع عن أراضيها، وخاصة المراكز السكانية والصناعية الرئيسة، ولا يوجد ما يشير إلى أن روسيا تسعى لصراع واسع النطاق مع منافس قريب من الأنداد، وكما يبدو فإن القادة الروس يدركون العيوب التي تواجهها روسيا في حالة وجود صراع طويل مع خصم مثل الناتو.

ومن هناك يذهب المؤلفون في مؤسسة راند البحثية لسرد قائمة الخصائص الرئيسة لطريقة الحرب الروسية الحالية:

الجيش الروسي مهيأ للدفاع عن وطنه والمراكز الصناعية والسكانية الحيوية، وذلك باستخدام العديد من أنظمة الدفاع الجوي المدمجة، وعدد محدود من الحواجز الدفاعية والدول العازلة لكسب الوقت والموقع المناسب للرد على الضربات أو الغزو المحتمل.

تأمل روسيا في الدفاع عن أراضيها وتجنب المواجهة مع أحد أقرانها المحتملين من خلال نشر أنظمة دفاعية وأسلحة ضاربة بمدى كبير، هذا المدى الطويل لأسلحتها الحديثة سيوفر مزايا تشغيلية للقوات الروسية التي تقوم بعمليات هجومية بالقرب من حدودها. كما تهدف روسيا إلى عرقلة أي تهديدات على حدودها يمكن أن يستهدف عمقها مثل حاملات الطائرات والسفن الحربية القادرة على مهاجمة أهداف البرية. بالإضافة إلى الدفاع الصاروخي والقواعد الأجنبية وبعض أنواع الطائرات. وتتابع الدراسة أن روسيا بنت مجموعة متنوعة من الصواريخ البرية والبحرية والجوية لتحقيق ذلك، بينما سيستخدم الروس استراتيجية مشتركة لاستخدام القوات البرية والبحرية، كما يعتقد الاستراتيجيون الروس أن الفضاء سيكون المجال الرئيس في الحروب الحديثة. نظراً لنقاط الضعف التقليدية لروسيا في الحروب الطويلة مع الأقران، فإنها ستحاول استخدام استراتيجيات العمل غير المباشرة عبر نطاقات متعددة لتخفيف الاختلالات المتوقعة.

إن التأمين النهائي لإدارة التصعيد الروسي هو ترسانة الأسلحة النووية التكتيكية والاستراتيجية؛ قد تهدد روسيا باستخدام أسلحتها رداً على هجوم تقليدي من شأنه أن يقوض سيطرة النظام على الدولة أو يهدد الردع النووي الروسي. وعلى الرغم من أن روسيا استثمرت بشكل كبير في تحديث قدراتها العسكرية التقليدية، ولكن من المرجح أن تفكر بردود فعل نووية على الهجمات التقليدية غير النووية التي تعتقد أنها ستشكل تهديداً خطيراً لسلامة أراضيها وسيادتها؛ واستمراية الحكومة، وخلصت الدراسة إلى أن قدرة الردع النووي الاستراتيجي على الاستمرار والبقاء. كما أن الهجوم على كالينينغراد التي ضمت لروسيا بعد الحرب العالمية الثانية يعتبر تهديداً وجوديا لروسيا.

انطوت عدة عمليات روسية وسوفييتية على انقلاب رئيس وسريع ومنسق في محاولة لتحقيق أهداف الحملة في فترة زمنية قصيرة للغاية؛ ومن المرجح أن تبقي روسيا التركيز على هذا التكيتك وخاصة في العمليات المخططة مسبقاً. كما أن روسيا ستستخدم الخداع لتمويه الاستعدادت عملياتها.

الإصلاحات الأخيرة أتاحت نسبة أكبر بكثير من المكونات البرية للقوات المسلحة الروسية في استعداد أكبر لحالات الطوارئ القصيرة والمفاجئة، مع تقليل إجمالي عدد الوحدات؛ ويمكن للوحدات أن تنتشر عبر السكك الحديدية لبناء قوة قتالية برية بسرعة داخل الأراضي الروسية استجابة للأزمة.

من المرجح أن تكون أساليب الحرب التقليدية وغير التقليدية مختلطة في العديد من سيناريوهات الصراع المحتملة.

على الصعيدين التشغيلي والتكتيكي، من المرجح أن تركز روسيا على تعطيل قدرات القيادة والسيطرة للعدو واستهداف انظمته الدفاعية والسيطرة عليها أو تدميرها من خلال استخدام صواريخ حديثة أو عبر استخدام أنظمة الحرب الالكترونية، بالإضافة إلى الإجراءات المباشرة من قبل قوات المناورة.

تمتلك روسيا عدداً محدوداً من القدرات التقليدية طويلة المدى التي يمكن استخدامها ضد الأهداف التشغيلية والاستراتيجية الرئيسة، خاصة تلك الموجودة في مواقع ثابتة ومعروفة.

على أرض الواقع، من المحتمل أن تعكس التكتيكات الروسية تركيزاً كبيراً على الأنظمة الصاروخية طويلة المدى، مع استغلال آثار هذه الأنظمة من قبل المركبات المتنقلة التي لديها قدرة كبيرة على إطلاق النيران، وبدلاً من استهداف العدو، ستحاول القوات الروسية استخدام المناورة لتحديد موقع قوات العدو بدقة، ومن ثم تدميرها.

ومع ذلك فإن دراسة راند تتساءل عن مدى قدرة الجيش الروسي على تطبيق هذا النهج الجديد في الحرب، في حين أن أداء بعض القوات مثل القوات الجوية كان جيداً في الصراع السوري، ولكن الوحدات الأخرى مجهزة بأسلحة قديمة، ولكنها ستكافح من أجل تحقيق نفس المستوى في الأداء.