الحدث - جهاد الدين البدوي
كتب الخبير العسكري مايكل بيك عبر المجلة الأمريكية العسكرية "The National Interest" أن صاروخ أفانغارد الفرط صوتي على وشك الدخول في المناوبة القتالية للجيش الروسي.
وقد أعلنت وزارة الدفاع الروسية في وقت سابق أن النظام الصاروخي "أفانغارد" سيبدأ في مرحلة الـتأهب القتالي في ديسمبر 2019.
وحسب مصادر في مجمع الصناعات الحربية فإن أول صاروخين باليستيين عابرين للقارات من طراز "UR-100N UTTKh" مزودين بنظام أفانغارد للتسلح النووي سيدخلان في الخدمة القتالية في أواخر نوفمبر-أوائل ديسمبر لقوة الصواريخ الاستراتيجية.
وقد أشارت وكالة تاس الروسية إلى أن مصدراً آخر في الصناعة الدفاعية قال في أكتوبر 2018 إن فوجين من نظام "أفانغارد" مع ستة صواريخ عابرة للقارات كل منهما كان من المقرر أن تتولى الواجب القتالي في روسيا. وفي ديسمبر 2018 قال الجنرال سيرغي كاراكايف قائد قوات الصواريخ الاستراتيجية الروسية إنه سيتم نشر "أفانغارد" في قسم دوباروفسكي التابع لإحدى فرق الصواريخ الاستراتيجية في منطقة أورينبورغ في عام 2019 بالقرب من الحدود مع كازاخستان.
ويشير الكاتب إلى أن نظام صواريخ أفانغارد هو نظام نووي يحلق بسرعة فرط صوتية، بعد ارتفاعه في الجو، تهبط الوحدة القتالية على هدفها بسرعة كبيرة بحيث يستحيل اعتراضها بالأنظظمة الدفاعية المتوفرة حالياً.
ونقلاً عن وكالة تاس الحكومية الروسية، إن جهاز مسار الإنزلاق المسرع لأفانغارد قادر على التحليق بسرعة تفوق 20 ماخ أي ما يعادل 24500كم/الساعة في طبقات كثيفة من الغلاف الجوي، مع المناورة على طول مسار رحلته، والتغلب على دفاع العدو الصاروخي. كان هذا السلاح هو رد روسيا على الدفاع الصاروخي الأمريكي الذي تبنيه وزارة الدفاع الأمريكية.
من قبيل الصفة أم لا، عرضت روسيا نظام الصواريخ "أفانغارد" أمام المفتشين الأمريكيين في 24-26 نوفمبر 2019، كما هو مطلوب في أحكام معاهدة ستارت 3، لتخفيض الأسلحة الاستراتيجية الجديدة، وقد قالت وزارة الدفاع الروسية أنها سمحت بالتفتيش للحفاظ على المعاهدة.
تم توقيع اتفاقية ستارت 3 للحد من انتشار الصواريخ النووية التي تملكها الولايات المتحدة وروسيا، ومن المقرر أن تنتهي في فبراير/شباط 2020. بالإضافة إلى ذلك، في هذا الصيف، انسحبت واشنطن من معاهدة القضاء على الصواريخ متوسطة وقصيرة المدى. أدت معاهدة الوقود النووي المشع، الموقعة عام 1987، إلى تقليص ترسانة الصواريخ قصيرة ومتوسطة المدى في أمريكا وروسيا.
أثار انسحاب الولايات المتحدة من اتفاق الوقود النووي مخاوف من قيام واشنطن وموسكو بإحياء سباق الأسلحة النووية المكلف والخطير في الحرب الباردة. في نفس الوقت، تقوم روسيا بتطوير مجموعة من الأسلحة الغريبة مثل نظام "Avangard"، والطوربيد النووي المسير بوسيدون، وصاروخ كروز يعمل بالطاقة النووية.
تمتلك روسيا قاذفات استراتيجية مسلحة بصواريخ نووية بالإضافة إلى ترسانة ضخمة من الصواريخ الأرضية والصواريخ التي تتسلح بها الغواصات، فإن روسيا تمتلك بالفعل قدرة نووية هائلة، بهذا المعنى فإن نظام "أفانغارد" لا يضيف الكثير ما لم تتمكن الولايات المتحدة من تطوير نظام دفاع صاروخي باليستي يمكنه إيقاف المئات من الصواريخ العابرة للقارات. وحتى الآن، يركز أنظمة الدفاع الصاروخي للولايات المتحدة على اعتراض عدة صواريخ باليستية أطلقتها قوة صغيرة، مثل كوريا الشمالية.
