الجمعة  03 أيار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

لهذه الأسباب تعلن إسرائيل نيتها دعم مستوطنات غلاف غزة

2015-01-27 12:35:35 AM
 لهذه الأسباب تعلن إسرائيل نيتها دعم مستوطنات غلاف غزة
صورة ارشيفية
الحدث- محمد غفري
 
أصبح في حكم المعلوم أن قيادة الأحزاب وممثلي الكتل السياسية في إسرائيل، تباشر في تسويق نفسها إبان أي انتخابات للكنيست الإسرائيلي، بأساليب باتت مكشوفة للعيان، تتمثل باغتيالات وحروب ومزيد من الاستيطان وخفض للأسعار ورفع للحد الأدنى للأجور، وهو ما ظهر جلياً في الأشهر القليلة الماضية، بعدما أعلن عن موعد 17 مارس/ آذار المقبل موعداً للانتخابات الإسرائيلية. 
وأجمع عدد من المحليين والخبراء في الشأن الإسرائيلي خلال تصريحات لـ"الحدث"، أن ما أعلن عنه وزير الإسكان أوري أرييل من دعم للمستوطنات الواقعة في غلاف غزة وتوسعة رقعتها الجغرافية، بمخطط يكلف 134 مليون شيكل، لا يتعدى كونه دعاية انتخابية "فاشلة"، ومحاولة الإبقاء على من فيها، وبخاصة بعد العدوان الإسرائيلي الأخير، وما شهدته من رد فعل عنيف من قبل المقاومة الفلسطينية.
الخبير في الشؤون الإسرائيلية ناصر اللحام، أكد أن ما أعلن عنه هو عبارة عن دعاية انتخابية غير قابلة للتنفيذ، ولا يوجد إقبال على هذه المستوطنات الواقعة في غلاف غزة، وإنما على العكس من ذلك هناك رحيل لأكثر من 50% من سكانها، ويتم دفع العمال الآسيويين والفئات الفقيرة جداً من أجل الاستيطان هناك، مع إعفاء من الضريبة وكثير من القضايا الأخرى، مع ذلك فشلت إسرائيل في حماية مستوطنات غلاف غزة.
ورأى الخبير في شؤون الاستيطان صلاح الخواجا، أن الإعلان عن هذا الموضوع في هذه اللحظة، بما فيها من تحديات ومحاولة هجرة من هذه المناطق، هو بمثابة إشعار للمستوطنين بأن المنطقة آمنة، وأن إسرائيل تسيطر على كل الحدود وكل المناطق، بغض النظر في منطقة الجنوب أو في أية مناطق أخرى.
واتفق الخواجا أيضاً مع اللحام، مضيفاً: "هذا أيضاً جزء من المنافسة السياسية للتعبير عن خطط هذه الأحزاب والكتل الانتخابية للمرحلة القادمة، وخصوصاً من أجل كسب ثقة الناخب بأن هناك تخطيطاً استراتيجياً من قبل هذه الكتل، لاستعادة الأمن في هذه المناطقة الساخنة، والمناطق التي تشكل نوع من الفزع والخوف اليومي القريبة من قطاع غزة أو مناطق الشمال المحتل".
وكانت القناة السابعة الإسرائيلية، ذكرت أن وزير الإسكان أوري أرييل قرر تسوية أوضاع المستوطنات المحيطة بغلاف غزة من خلال توسعة رقعتها الجغرافية، بمخطط بتكلفة 134 مليون شيكل.
وحسب القناة، فإنه سيتم بناء مشاريع كبيرة وأخرى سكنية للمستوطنين الجدد والعمل على استيعاب أسر أخرى من المستوطنين.
ونقلت القناة عن أرييل قوله: "إن الخطة تعتمد على تنمية مستوطنات الجنوب من خلال المساعدة على زيادة الاستيطان فيها وترغيب السكان بالسكن فيها".
 
ولكن هل هذا الإعلان مشجع للاستيطان في غلاف غزة؟
الخبير في شؤون الاستيطان صلاح الخواجا بين أن دعم مستوطنات غلاف غزة لا يمكن أن يكون مشجعاً وسوف تقدم إسرائيل كل الإمكانيات والمغريات وكل وسائل الدعم لتسهيل وتعزيز وجود المستوطنين في هذه المنطقة، ومن أجل أن يسكن فيها أفراد من المستوطنين المتطرفين الذين يحملون هذا الفكر المتطرف، ولكن  لا يوجد ما يشجع المستوطنين سوى البحث عن الحياة الشخصية أكثر من أن يبحثوا عن مصالح الدولة.
بدوره، المتابع للشأن الإسرائيلي ناصر اللحام، أكد أن هذه المستوطنات تحولت اليوم إلى عبء على الأمن الإسرائيلي وليست مساندة ومدافعة له، ونظرية أن المستوطنات هي خط دفاعي مبكر كانت في الثمانينيات والسبعينيات، اليوم انتهت مع وجود الصاروخ والهاون، والآن إسرائيل تستخدمها للدعاية الانتخابية وهي غير قادرة على حمايتها.
وتابع، إسرائيل أكبر مكان خطر في العالم على اليهود، ويهود أوروبا يفكرون حسب آخر استطلاعات للرأي بالهجرة إلى كندا وأمريكا.
واستطرد اللحام بالحديث عن الاستيطان في الجنوب بشكل عام قائلاً: "ما يجري في النقب أكبر بكثير من مجرد قضية مستوطنة، كان شمعون بيريز يعمل في السابق على الاستيطان في النقب وفشل، وسلفان شلوم عمل على الاستيطان بالنقب وفشل، والاستيطان اليهودي في النقب فشل تماماً، النقب الآن يصحو ويثور والمستوطنات جزء من أزمة إسرائيل فيها".
وكان تقرير إسرائيلي نشرته صحيفة "هآرتس" العبرية، أظهر أن ثلث ميزانية وزارة الإسكان الإسرائيلية تذهب لدعم البناء الاستيطاني بنسبة 31%.
وبينت المعطيات أنه منذ أن شغل أوري أرئيل منصب وزير الإسكان، قبل سنتين، حصل ارتفاع في البناء في المستوطنات، حيث ارتفعت نسبة الوحدات الممولة إلى 32%.
 
الاستيطان في غلاف غزة بعد العدوان الأخير
تعرضت الحكومة الإسرائيلية لهجوم عنيف من قبل الإسرائيليين بمستوطنات خط المواجهة على حدود غزة خلال العدوان الأخير، وذلك بعد عجزها عن حمايتهم أولا،ً وتقصيرها في إخلائهم عن تلك المناطق ثانياً.
ووصف هؤلاء تواجدهم فيها بالخطرة، بعد أن حولت قذائف الهاون وصواريخ المقاومة حياتهم إلى جحيم، إضافة لهاجس الأنفاق التي اتضحت خطورتها على الأمن الإسرائيلي خلال معركة الصيف.
اللحام علق على هذا الأمر، أن القرار الذي اتخذته الحكومة الإسرائيلية في نهاية الحرب الأخيرة على غزة قبل 6 أشهر بالسماح لعمال غزة بالعمل على شعاع 10 كيلو متر في مستوطنات غلاف غزة، هو ليس تخفيف من الأزمة الإنسانية في قطاع غزة، وإنما لخلط السكان العرب ديموغرافياً في هذه المستوطنات، فتتردد فصائل المقاومة الفلسطينية في قصفها أو في القيام بعمليات ضدها وهو ما يؤكد ويدلل على أن إسرائيل عجزت ويأست من حماية هذه المستوطنات والآن تفكر في بدائل أخرى.
واستدرك: "لا يمكن أن يكون هناك إمكانية لحمايتها لأن إسرائيل عجزت عن حماية تل أبيب وكريات شمونة خلال الحرب الأخيرة، فكيف ستحمي مستوطنات صغيرة على حدود غلاف غزة".
وحسب الخواجا، فإن عدد المستوطنين في هذه المستوطنات بعد العدوان الأخير على غزة، انخفض بدرجات عالية، وهناك وهم يبث أن هذه المنطقة لا يمكن السكن فيها، وتعتبر منطقة ساخنة وخطرة على المستوطنين.
وأكد كذلك على أن كل ادعاءات الاحتلال وتصريحاته متناقضة، لأن الدعوة وتعزيز الاستيطان، يؤكد بالاتجاه الآخر رحيل عدد كبير من المستوطنين وهجرتهم من المنطقة، ولم يعودوا منذ الحرب الأخيرة وحتى اليوم.
 
الاستيطان في الجنوب وغلاف غزة إلى أين يتجه؟
أوضح الخواجا أن هناك مخططاً لتوطين مليون مستوطن في الجنوب من النقب وحتى غلاف غزة، ولكن عدد المستوطنات الموجودة لا تزيد عن 7 مستوطنات في منطقة الجنوب، بالإضافة إلى المدن القريبة.
وذكر أن إسرائيل لم تضع في السنوات السابقة في هذه المنطقة خطة لتعزيز الاستيطان، باعتبارها منطقة أمنية وعسكرية ومنطقة تدريب على المعدات الثقيلة أولاً، وثاينياً بسبب وجود أكثر من 46 تجمع عربي بدوي، الذين أُخذ بحقهم قانون برافر ويهدف إلى ترحيلهم من مناطق الجنوب، ومصادرة 800 ألف دونم في المنطقة لتعزيز الاستيطان والمعسكرات في منطقة الجنوب.
وأكد اللحام أيضاً أن النقب والجنوب لا يوجد فيه استيطان وإسرائيل فشلت فيه، والجليل لا يوجد فيه استيطان يهودي، واليهود موجودون في تل أبيب والخضيرة ومدن الساحل إضافة إلى تكثيف هائل للاستيطان، حوالي 600 ألف مستوطن في القدس والضفة الغربية، عدا عن ذلك لا يوجد أماكن.
وتابع: "أرقام عدد السكان في إسرائيل كلها مخفية ولا تكشف عنها وتتعامل معها بسرية وتنشر أخباراً كاذبة، هم يدعون أن هناك 5 مليون يهودي في فلسطين، وهناك 5 مليون و38 ألف فلسطيني في فلسطين، لذلك أنا أشك في هذا الرقم وأنا أعتقد أن رقم اليهود أقل وهناك تلاعب في مليون على الأقل، واليهود لا يتخطون الأربعة مليون يهودي، وإذا نظرنا للأمر من زاوية مختلفة فإن كل يهود إسرائيل لا يملأون سلفيت وحدها ولا طوباس وحدها، الديموغرافيا تقلق إسرائيل ولا تقلقنا".
واتفق الخوجا مع اللحام حول سرية هذه الأرقام قائلاً: "الإعلام الإسرائيلي هو إعلام مضبوط أمنياً، وحتى المصادر الأمنية الاسرائيلية، سواء كانت الإحصاء أو الداخلية فهي مضبوطة، ولكن الواقع هو ما يشير إلى تراجع في عدد المستوطنين في منطقة غلاف غزة".