الخميس  17 تموز 2025
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

إسرائيل منزعجة من قرار المحكمة الدولية رغم عدم التزامها به

بعد إصدار قرار بفتح تحقيق بشأن الجرائم التي ترتكب في الأراضي الفلسطينية المحتلة

2019-12-25 04:58:52 PM
إسرائيل منزعجة من قرار المحكمة الدولية رغم عدم التزامها به
الجنايات الدولية

 

الحدث - سهر عبد الرحمن

منذ احتلال إسرائيل للضفة الغربية عام 1967 ومحكمة الجنايات الدولية تصدر قرارات تدين الاحتلال الإسرائيلي وممارساته بحق الشعب الفلسطيني، ففي عام 2004 أصدرت محكمة الجنايات الدولية قراراً يدين إقامة جدار الفصل والضم العنصري، وطالبت المحكمة إسرائيل بوقف بناءه ودفع تعويضات للمتضررين بما فيهم سكان القدس الشرقية لكن إسرائيل كعادتها تضرب قرارات محكمة الجنايات الدولية عرض الحائط، ومؤخراً صدر قرار يقضي بفتح تحقيق حول الجرائم التي ترتكبها إسرائيل في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ذلك وفقا للبيان الصادر عن المدعي العام لدى محكمة الجنايات قبل أيام، حيث جاء هذا القرار بناء على طلب الإحالة من دولة فلسطين، ويتزامن صدور القرار مع الانتخابات الإسرائيلية في دورتها الثالثة لعام 2019، فإلى أي حدٍ ستتأثر السياسات الإسرائيلية الداخلية بهذا القرار؟

في هذا السياق قال الباحث والمختص في الشأن الإسرائيلي عماد أبو عواد لـ"الحدث"، إن قرار محكمة الجنايات الدولية بمثابة صفعةٍ لإسرائيل، وبالرغم من إدراك إسرائيل أن القرار لن يطبق على أرض الواقع نظراً لاستجداء الولايات المتحدة الأمريكية إلى جانب منع أعضاء المحكمة من الوصول للأراضي المحتلة؛ إلا أن القرار أزعج إسرائيل لأنها ترى بأنها "تستحق أن تصبح دولة شرعية في المنطقة بعد وجودٍ دام 70 عاماً على هذه الأرض"، دون وجود معوقات ومعارضات لها.

أما عن انعكاسات القرار على الشأن الداخلي لإسرائيل، فـ "لن يكون هنالك تأثير للقرار على الانتخابات الإسرائيلية" بحسب أبو عواد، وعلى صعيدٍ آخر أشار إلى أن تيار المعارضة اعتبر قرار محكمة الجنايات الدولية فشلاً دبلوماسيا لإسرائيل ويحمل تيار المعارضة هذا الفشل لحكومة نتنياهو الموجودة حالياً.

 وأضاف أبو عواد، أن نسبة الأصوات بين التكتلات المطروحة للانتخابات ثابتة وأن الرهان سيكون على 10%- 15% وهذه الأصوات التي لن تذهب للتصويت، والتي ربما يتم العمل على دفعها للتصويت في فرصةٍ لزيادة عدد الأصوات لإحدى التكتلات.

ونوه الباحث في الشأن الإسرائيلي، لكون الخلاف الداخلي الإسرائيلي ليس على البرامج أو التوجهات السياسية، وإنما يكمن صلب الخلاف على "نتنياهو والسياسات الاقتصادية وشكل الدولة".

وعزى أبو عواد تمادي إسرائيل في التهرب من القرارات الدولية إلى النفاق الدولي، مشيراً إلى أن "الواقع العربي والإقليمي والفلسطيني جعل إسرائيل تتمادى، ومن يتابع مصادرة إسرائيل للأراضي الفلسطينية يدرك أن الاستيلاء الإسرائيلي على كل مجالات الحياة الفلسطينية في تسارعٍ لم يكن له مثيلٌ من قبل".

وأشار، إلى أن إسرائيل ترى أن "الفلسطيني قد جرد من كل الداعمين ووسائل القوة التي كان يمتلكها كمواقف بعض الدول العربية مثلاً". كما أن نظرة الشعوب لإسرائيل تزداد سوءا وذلك بحسب بيانات وزارة خارجية الاحتلال السنوية والتي تشير إلى زيادة حجم الكراهية لإسرائيل عالمياً، مشيراً إلى أن 33% من يهود بريطانيا يخفون أنهم يهود، و 60% من يهود العالم لا يعتبرون إسرائيل البيت القومي لهم.

أما على مستوى الدول، يرى أبو عواد أن إسرائيل "على علاقة قوية مع الدول وذلك لوجود سياسات مرتبطة بالولايات المتحدة، كما أن أقصر طريق لقلب الولايات المتحدة هي العلاقة مع إسرائيل".