الأحد  19 أيار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

محللون لـ"الحدث": اشتباك اسرائيل وحزب الله لن تؤدي إلى حرب

أبو علان:" العملية ضربة للمؤسسة العسكرية و السياسية وهذا لن يخدم نتنياهو في الانتخابات".

2015-01-29 06:46:09 AM
 محللون لـ
صورة ارشيفية
الحدث- ياسمين أسعد
 
اتفق محللون سياسيون أن الاشتباك الذي حصل بين الجيش الاسرائيلي وقوات المقاومة التابعة لحزب الله اللبناني لن يتكلل بحرب حقيقية، ويكفي وصفها بـ"حرب الاستنزاف" أو "عملية عسكرية"، مؤكديين أن العملية التي نفذتها المقاومة اللبنانية اليوم الأربعاء، بالغة الخطورة وتترك تساؤولات حقيقية حول المؤسسة العسكرية والسياسية الاسرائيلية.
 
وفي هذا السياق، قال المحلل السياسي طلال العوكل إن "ما يحدث بين اسرائيل وحزب الله اللبناني هو أمر يشبه حرب الاستنزاف وليست بوادر لحرب حقيقية بين الطرفين"
 
وأضاف عوكل لـ"الحدث": " مايحدث جزء من الرد اللبناني على حادثة القنيطرة،  فاطلاق صواريخ من الجانب السوري  في الجولان، يعتبر مؤشراً على أن الجبهة السورية مع اسرائيل ستفتح على نحو مختلف منذ عام  1974 حتى اللحظة،  حيث شهدت الجبهة السورية حالة من الركود والهدوء مع الاحتلال الاسرائيلي".
 
وبسؤاله عن ملائمة التوقيت لكلا الطرفين، أكد عوكل لـ"الحدث" "التوقيت غير ملائم  لكافة الأطراف فما يحدث أقرب لحرب الاستنزاف ونحن أمام مؤشرات مهمة على تغيرات استراتيجية، لكن الظروف لا ترشح حدوث حرب حقيقية، فاسرائيل معزولة دولياً و محرجة كثيراً في المحافل الدولية، وفتحها لأكثر من جبهة في آنٍ واحد امر صعب".
 
وحول امكانيات اسرائيل واستعدادتها الأمنية والعسكرية لخوض حرب "من الممكن لاسرائيل ان تخوض معركة، لكنها ستؤدي لنتائج مختلفة عن تلك التي خاضتها سابقاً مع الجيوش العربية".
 
 وأضاف عوكل: "اسرائيل اليوم مهددة و لم يعد فيها أي منطقة امنة، فالقوى التي تهدد اسرائيل قوى مقاومة شعبية وليس أنظمة سياسية، وتمادي اسرائيل في انكار الحقوق  الفلسطينية والعربية، أضافةً لاغلاق بوابات السلام يجعل المجتمع الدولي يعذر الفلسطينيين بما يفعلون، ثلاثة متغيرات لن تجعل اسرائيل قادرة على خوض حروب نظيفة".
 
أما فيما يخص حزب الله، فأكد عوكل " أعتقد أن حزب الله مستعد، وجاهز لخوض الحرب وهو يعلم ان لكل خيار ثمن و الثمن سيكون كبير، لكنه جزء من حسبة اقليمية و دخول المقاومة  لسوريا لمساعدة النظام السوري، هو جزء من استراتيجية أكبر من لبنان ولايران جزء كبير فيها".
 
وتابع: "من مصلحة النظام السوري فتح المجال للاشتباك مع جيش الاحتلال الاسرائيلي،  ما يضع المعارضة السورية أمام امتحان صريح لأن تكون جزءاً من الحرب ضد اسرائيل لحماية البلاد والمناضلة من أجل سوريا، أم ستساعد اسرائيل في تدمير سوريا؟".
 
وحول مصالح نتنياهو الانتخابية، الحرب بدأت بالفعل، لتحقيق مصالح انتخابية لنتنياهو، لكن اسرائيل لا تستطيع أن تتحكم بالنهايات، وبصورة عامة اسرائيل أغلقت بوابات السلام مع كل الأطراف (سوريا، فلسطين ، لبنان)، و فتحت أبواب الصراع والاشتباك السياسية والعسكرية".
 
وفي حوار منفصل، أكد الخبير بالشؤون الاسرائيلية، محمد أبو علان أن " أبرز ما يميز هذه العملية العسكرية أنها جاءت في ذروة الاستنفار الاسرائيلي العسكري على حدود  فلسطين المحتلة مع لبنان، كما وأظهرت عدم جهوزية وضعف الاستعدادات الاسرائيلية التي لم تصمد أمام مخططات المقاومة اللبنانية".
 
وقال علان في تصريح لمراسلة الحدث: "العملية غير مسبوقة ومن أخطر العمليات التي حدثت في شمال فلسطين المحتلة، فهي عملية نوعية و منفذة بدقة".  
وحول جهوزية اسرائيل لخوض المعركة، بيّن أن "وجود اسرائيل قائم على الحروب وهي جاهزة للحروب دائماً، لكن باعتقادي هذه العملية سيتبعها العديد من التساؤلات فاسرائيل من جلبت عملية حزب الله اليها" .
 
"الدليل أن الاحتلال بدأ يسأل هل المكاسب في القنيطرة تساوي حجم الخسائر التي تكبدها الجيش الاسرائيلي من استهداف حزب الله له في مزارع شبعا؟"
 
وبتحليله لما حدث فعلاً "اسرائيل مدركة لرد حزب الله، لكنها اعتقدت انه سيرد على هذه العملية من هضبه الجولان لكي يجنب لبنان هجمة جديدة،  وإلا انه خيب توقعات السياسين والجهات الامنية الاسرائيلية ونفذ العملية من الحدود اللبنانية ليقف خلف ما نفذ ويعلن تبنيه العملية".
 
 واختلف الخبير بالشؤون الاسرائيلية مع وجهة النظر القائلة بدخول نتنياهو في اشتباك مع حزب الله لمصالح انتخابية قائلاً: "الضربة الأقوى جاءت من نصيب دولة الاحتلال الاسرائيلية، و ليس بالامر السهل ان تكون ذات قوة و مؤسسة أمنية كبيرة وتتكبد تلك دون مواجهة مجموعة مسلحة من حزب الله".
 
وأوضح أن "لهذه العملية ضربة للمؤسسة العسكرية الاسرائيلية أولا، وللمستوى الاسرائيلي السياسي الذي لم يوحد القرار قبل تنفيذ أي عملية اغتيال، فهذا بالتأكيد لن يخدم نتنياهو".
 
وأرفق علان قوله بأن "شمعون بيرس عندما خاض انتخبات مباشرة عام 1996، كانت خلال حرب مشابهة مع لبنان، إلا أنه سقط في في الانتخبات فالأمر مرتبط بالنتائج النهائية بكل تأكيد".