الثلاثاء  30 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

التيك توك.. بين نعمة ونقمة استخدام التكنولوجيا الحديثة

2020-01-05 01:27:31 PM
التيك توك.. بين نعمة ونقمة استخدام التكنولوجيا الحديثة
صورة تعبيرية

 

الحدث - إسراء أبو عيشة 

التيك توك هو أحد تطبيقات مواقع التواصل الاجتماعي التي تتيح للمستخدم تسجيل مقاطع فيديو ذات محتوى شخصي، اغلبها مقاطع غنائية او راقصة تدمج مع مؤثرات موسيقية، وتستمر حتى 60 ثانية، ليتفاعل معها اصدقائه وجميع رواد الموقع بغض النظر عن موقعهم الجغرافي ام معرفتهم بالمستخدم.

وفي مقابلة الحدث مع عميد كلية الإعلام في جامعة القدس المفتوحة، شادي أبو عياش، قال أنه وبعد إندماج برنامج ميوزكلي، الشبيه مع التيك توك استفادت الشركة المصنعة من الشعبية التي حظي بها ميوزكلي، وبنت على هذه القاعدة الشعبية ليصل عدد المستخدمين المسجلين في التيك توك في العام الجاري إلى ما يقارب الميار.

وأشار أبو عياش، أنه وبشكل عام، فإن منصات التواصل الإجتماعي او المنصات التفاعلية قائمة على أربعة عناصر، وهذه العناصر حسب الباحثين خوسيه فان ديجيك، وثوماس بويل، هي البرمجية والشعبية والإتصالية والاعتماد على المعطيات الرقمية.

وبين أنه في منطق وسائل الإعلام الإجتماعية، تقوم حركة مرور المعلومات على قاعدة ثنائية بين المستخدم والمبرمج للتطبيقات، والمستخدمين من خلال تفاعلهم يعملون على تنشيط تدفق الإتصالات والمعلومات عبر هذه المنصات، وأما المبدأ الثاني الخاص بالشعبية، أسهم في ان تلعب هذه المنصات دورا في تسليط الضوء على قضايا عينة وإبراز شخصيات داخل هذا الفضاء الرقمي.

وأكمل أبو عياش، أن مفهوم الإتصالية يشير إلى قدرة المستخدم على تحمل التكاليف الإجتماعية والفنية، للمنصات الشبكية، وكذلك ربط المحتوى بأنشطة المستخدمين والمعلنين، أما العنصر الأخير وهو الإعتماد على البيانات الرقمية والمعطيات، فإن هذه البيانات تلعب دورا هاما في منطق وسائل الإعلام الإجتماعية، إذ يمكن تمييز كيفية عمل المنصات عبر رؤية الكيفية التي طورت استراتيجياتها الخاصة بالتنبؤ باحتياجات المستخدم وتطوير تقنيات الحفاظ على الانية "الوقت الحقيقي"، كلا المفهومين يرتكزان على مبدأ datafication البياناتية/ المعطياتي.

ما هو التيك توك

وأفاد أبو عياش أن برنامج التيك توك، يعتبر كغيره من التطبيقات المنتشرة في عصرنا الرقمي ضمن الفضاء التكنولوجي، حيث يصاحب إستخدام هذا التطبيق سلبيات، ومن ضمنها إستخدام الفاظ مسيئة ونابية، او إمكانية مشاهدة الأطفال لمحتوى غير مناسب، وهذا البرنامج هو مفتوح للعامة لمشاهدة أي فيديو يتم نشره بغض النظر عن معرفته بالمستخدم، الامر الذي يتيح المجال لاي شخص ان يرى محتوى المقطع، بحسب أهالي العديد من الأطفال المستخدمين للتطبيق حول العالم، فرصة للغرباء غير المرغوبين لمشاهدة ما ينشره أبنائهم عالية، وفي التطبيقات المفتوحة "أي تلك التي يكون محتوى المستخدمين متاحا للجميع"، تختلف عناصر الخصوصية فيها عن تلك التطبيقات او المنصات التي يقرر المستخدم فيها من يرى حسابه والمحتوى الخاص به، وبالتالي فإن تحكمه بمدى انتشار محتواه ومن يشاهده ويتفاعل معه يبقى محدودا.

انتشار التيك توك

وأضاف أبو عياش، أن الانتشار الواسع للتطبيق لا يقتصر على فلسطين، بل هو منتشر حول العالم وبـ 75 نسخة من لغات مختلفة، وهو منتشر بشكل كبير بين فئة الشبان حيث ان نحو 40% من مستخدميه تتراوح أعمارهم بين 16 و24 عاما، وبعض الإحصاءات تشير الى ان التطبيق لا يزال يتربع على عرش اكثر التطبيقات تنزيلا خلال العام الجاري، وأشار، أنه ربما تعود طبيعة تصميم التطبيق التي تتيح، كما ذكرت سابقا للمستخدم تسجيل مقطع له مصحوب بموسيقى من اختياره وينشره بين اصدقاءه بشكل خاص ومجتمع الانترنت بشكل عام، حافز ومشجع للمستخدمين وخاصة من فئة الشباب المهتمين بالانتشار في فضاء الانترنت.

وحول مدى إنعكاس هذا التطبيق للقيم الفلسطينية، أفاد أبو عياش، أن هذا التطبيق كغيره من تطبيقات البرامج والتطبيقات الموجهة للمستخدمين حول العالم باختلاف ثقافاتهم ولغاتهم وأماكن تواجدهم، والتطبيق من حيث التصميم يأخذ بعين الاعتبار عوامل سهولة الاستخدام وإمكانيات التسويق، واما على صعيد المحتوى، فان كل مستخدم يقرر ما ينشر بما يتوافق مع آرائه وقناعاته واهتماماته التي يؤمن بها، وبالتالي، لا يمكن القول ان هذه التطبيق او ذلك يعكس او لا يعكس قيمة مجتمع دون اخر، بل ان المحتوى الذي يعده المستخدم وينشره هو الذي يعكس القيم المختلفة للمجتمعات التي يعيش فيها المستخدمون.

وأوضح أبو عياش، أن الشركة المطورة للتطبيق عمدت على إستهداف جمهور الفئة الشابة خلال مرحلتي تصميم وتسويق التطبيق بالاعتماد على ما اهتمامات وتفضيلات هذا الجمهور، وقد يكون طبيعة المحتوى المتداول عبره وبخاصة المقاطع القصيرة وسهولة استخدامه من العوامل التي أثرت في انتشاره بين المراهقين والشباب، وهذا التطبيق يقدم فرصا للمستخدمين من الفئات العمرية الصغيرة نشر اهتماماتهم بشكل راقص وموسيقي ونشره بين جموع مستخدمي التطبيق وبالتالي زيادة فرص انتشارها بين الملايين.

الفرق بين التيك توك والتطبيقات الأخرى

وعقب أبو عياش، أن هذا التطبيق لا يختلف عن مثيلاته من التطبيقات الأخرى ومختلف المنصات الرقمية القائمة على مفهوم التفاعلية بين المستخدم والجمهور والمحتوى، وهي جميعها قد يكون لها اثار نفسية على المراهقين والبالغين سواء من ناحية أن يكون لإنشاء قاعدة من المتابعين او المعجبين للمستخدم تأثير إيجابي على نفسيته لجهة انتشار اسمه على الشبكة العنكبوتية واعجاب العديدين بمحتوى المقاطع التي يعدها وينشرها، ومن جهة أخرى قد يحمل ذلك اثارا سلبية، من ضمنها التعرض للإساءة من قبل المستخدمين، فالتنمر الالكتروني وهو المصطلح الذي ظهر بظهور مواقع التواصل التفاعلية له انعكاسات سلبية على جميع الفئات العمرية وربما تكون تأثيراته اشد وطأة على المراهقين.

أبرز مصطلحات التيك توك

وحول طبيعة اختيار هذا التطبيق لبعض المصطلحات مثل Fans عوضا عن الاصدقاء، وكذلك المستخدم User له اسم آخر وهو Muser، وهو يعني «المُلهم»، جعل الحسابات الموثقة Verified Accounts ليس بعلامة «صح»، أجاب أبو عياش، قد تكون هذه المصطلحات نابعة من طبيعة التطبيق التي تعتمد على فكرة نشر المحتوى المسلي سواء كانت مقاطع موسيقية او راقصة او مضحكة. اما العلامة والحسابات الموثوقة فهمي تكرار لما يتم تطبيقه في المنصات الأخرى، وان كان تيك توك يستخدم مصطلحات أخرى، فهي لا تختلف في جوهر عملها عن تلك التي يتم استخدامها في مثيلاته من المنصات. وأن تأثير إنتشار المنصات الرقمية ومحتواها على الثقافات المحلية لم يبدأ مع التيك توك، بل سبق ذلك بكثير، وربما كان للتلفاز دور كبير في التأثير على الثقافات، إلا أن المنصات الرقمية التي برزت مع إتساع رقعة تأثير ثورة الإعلام الجديد التفاعلي، قد نقلت هذا التأثير إلى مستويات أعلى نظرا لإنتشار أعدادها ومحتواها الكبير وسهولة الوصول إليها واستخدامها في مختلف التفاعلي، قد نقلت هذا التأثير إلى مستويات أعلى نظرا لإنتشار أعدادها ومحتواها الكبير وسهولة الوصول إليها وإستخدامها في مختلف المجتمعات والفئات العمرية، "ولا يختلف هنا التيك توك عن الدور الذي يمكن ان يلعبه في نقل ثقافات العالم الى شباننا وشاباتنا اما عملية تأثيره وحجمها، فهي بحاجة الى دراسة وبحث معمق يمكن من خلالها قياس هذا التأثير".

وقال أبو عياش، اما على مستوى نقل الثقافة الفلسطينية، فان تيك توك او غيره من المنصات هو فرصة لنقل الرواية الوطنية الفلسطينية الى العالم وتعريفه بثقافة شعب فلسطين، والموضوع لا يقتصر فقط على توفر المنصات التي نصل بها الى العالم، وتحديدا مستخدمي الانترنت حول العالم، فهي موجودة ومتوفرة ومنتشرة ومن ضمنها فيسبوك، وتويتر، النقطة الهامة تكمن في مخاطبة العالم بلغته، والانتقال من مرحلة التوصيف الى العمل عبر تنظيم عمل جماعي على المستوى الوطني يسعى لتحقيق هذا الهدف وان لا تبقى هذه الجهود تعتمد على اجتهادات فردية.