الجمعة  29 آذار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

من وجهة نظر اليمين.. لماذا فشل جنرالات "إسرائيل" في قيادتها؟

2020-03-02 12:28:11 AM
من وجهة نظر اليمين.. لماذا فشل جنرالات
جنرالات إسرائيلية

 

 الحدث ـ محمد بدر

تعتبر التجربة السياسية لرؤساء أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي من العلامات الفارقة في السياسة الإسرائيلية، والتي تخضع لتقييم ودراسة في الأوساط الإسرائيلية. إلا أن تقييم هذه التجربة يخضع أيضا لـ الأيديولوجيات المختلفة للقائمين على هذه الدراسات والأبحاث، حيث يميل الباحثون اليمنيون في "إسرائيل" إلى اعتبارها تجربة فاشلة.

ويعتبر اليمين الإسرائيلي أن قصة الجنرالات والسياسة في "إسرائيل" ليست قصة ناجحة. سواء كان ذلك في الكنيست أو الحكومة، أو في المؤسسات التنفيذية التابعة للسلطة التنفيذية. 

وكان أول رئيس أركان إسرائيلي يدخل الحياة السياسية هو الجنرال يغئال يادين، والذي كان يعمل أيضا خبيرا أكاديميا في مجال الآثار. فمن وجهة نظر اليمين الإسرائيلي لقد حقق يادين نتائج رائعة في الانتخابات ولكن تجربته السياسية فشلت وتراجع هو وحزبه.

التجربة الثانية كانت لرئيس الأركان رفائيل إيتان، الذي حقق إنجازًا مفاجئًا في الانتخابات. لكن اتضح أنه اختار أيضًا أشخاصًا غير كفؤين جدًا. من بينهم أولئك الذين خانوا أفكار الحزب (اليميني) وانتقلوا إلى الجانب الآخر والحزب قد انتهى. 

وبالنسبة لليمين الإسرائيلي، فإن أسوأ تجربة في هذا السياق هي تجربة إسحاق رابين، الذي وقع اتفاقيات السلام مع الفلسطينيين والأردن، دون أن أي اهتمام كبير بالتفاصيل التي وردت في هذه الاتفاقات، التي تضر بالرؤية الصهيونية من وجهة نظر اليمين.

إيهود باراك، رئيس أركان آخر يرتبط اسمه مع الهروب المشين والمهين والمضر والمذل بالنسبة لليمين الإسرائيلي. حيث يعتبرون أن هذا الانسحاب كان وصمة عار يصعب تجاوزها وأضرارها وتبعاتها ما زالت تلاحق قوة الردع الإسرائيلية، التي لم تلتئم بعد.

وبطبيعة الحال، لا يمكن إغفال تجربة أرئيل شارون، الذي يرى فيه اليمين الإسرائيلي أنه لم يرّحل المستوطنين من غزة إلى الضفة فقط، بل رحّل المبادئ الصهيونية، وأضرّ بالديمقراطية الإسرائيلية، ونفذ انسحابا أحادي الجانب وثمنه كان ما تعيشه مستوطنات غلاف غزة اليوم.

وفي تفسير هذا الفشل من وجهة نظر اليمين، يرون أن الكنيست هي هيئة ديمقراطية، ورئاسة الأركان هيئة دكتاتورية، وطريقة اتخاذ رئيس الأركان للقرارات وتطبيقها، تختلف جذريا عن اتخاذ رئيس الحكومة للقرارات وتطبيقها، لأن الأول يتعامل بمنطق الطاعة العسكري.

كما أن حسابات الفوز والخسارة المتعلقة بالقرارات المختلفة، تختلف في وعي وبنية التفكير السياسي عن العسكري. فبينما يرى السياسي أن الفوز يجب أن يكون طويل الأمد، ينظر العسكري للقرارات من خلال "قفلة المعارك" والضربة الأخيرة دون النظر للنتائج على المدى البعيد.