الخميس  25 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

هل عرقلت مواقع التواصل الاجتماعي عمل المؤسسات الرسمية فيما يتعلق بفيروس كورونا؟

2020-03-11 11:01:53 AM
هل عرقلت مواقع التواصل الاجتماعي عمل المؤسسات الرسمية فيما يتعلق بفيروس كورونا؟
فيسبوك

 

 الحدث- سهر عبد الرحمن

الأخبار الكاذبة والمبالغة في وصف وطرح الأخبار عادة ما تخلق حالة من عدم الاتزان وتوترا بين الناس في الأيام العادية، فكيف إذا كانت هذه الأخبار متعلقة بفيروس قتل 4300 شخص، وأصاب 119,245 شخص حتى هذا اليوم.

إن حالة الهلع التي أصيب بها البعض جاءت نتيجة حتمية لتلك الأخبار التي نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي.

في هذا السياق قال أستاذ الإعلام في جامعة بيرزيت د. محمد أبو الرب، إن جزءا من الضغط الذي من المفترض أن ينصب في التوعية والتثقيف ومتابعة الحالات يذهب باتجاه نفي الشائعات.

وأضاف أبو الرب أن الشائعات في فلسطين لم تخرج عن السيطرة، "بضع شائعات انتشرت في سياق فيروس كورونا.. في الأيام الثلاثة الماضية اُعتقل كل من روج للشائعات"، مشدداً على أن الإجراءات العلاجية بحق مطلقي الشائعات تحد منها.

وأشار أبو الرب إلى  المشكلة الأكبر بشأن الشائعات هي سرعة انتشارها، وتصديق الناس لها؛ "لأن الجو العام مليء بالقلق والتوتر وانتظار المعلومات وتواصل الإعلان عن حالات جديدة بالفيروس.. لحظة الأزمة والانفعال هي من تحكم الناس".

وبشأن فيروس كورونا والإعلام، قال أستاذ الإعلام في جامعة بيرزيت، إنه حتى اللحظة لم تصدر شائعات عن صفحات تابعة للإعلام، "أغلب الشائعات كانت من نشطاء أو ممن يدعون كونهم صحفيين، أو من صفحات تحمل أسماء مدن ومخيمات".

وأكد أبو الرب، على أهمية المحاسبة القانونية لمروجي الشائعات والأخبار الكاذبة إلى جانب الدور التوعوي والتثقيفي في ظل استسهال النشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وأكد أبو الرب على ضرورة التمييز ما بين مروجي الشائعات والمواطن الصحفي معرفاً الثاني على أنه من يشهد على قصة، ويمتلك صوتاً ويوصل انطباعه أو وجهة نظره أو شكواه بالإضافة لبثه لمعلومات موثوقة، أما مروج الشائعة فهوى من يستغل صفحة يمتلكها ويحولها لمنصة تطلق الأخبار ويتحول صاحبها لناطق رسمي باسم مؤسسة ما، أو مصدر موثوق للمعلومة، مؤكداً على أن بث معلومات كاذبة ليس بالعمل الصحفي.

أما عن الإجراءات الفورية بحق الصفحات التي تُبث من خلالها الأخبار الكاذبة، فقال إن للإجراءات شقين، إما أن يتم الإبلاغ عن الصفحات المزورة، أو الإبلاغ القانوني بحق من يدير الصفحات الوهمية.

وأكد الناطق باسم الشرطة لؤي ارزيقات، أن الأخبار الكاذبة تؤثر بشكل كبير على المواطن بالدرجة الأولى وعلى نفسياتهم "خاصة في ظل الظرف الحالي"، أي في ظل انتشار فيروس كورونا.

وأضاف ارزيقات أن الترويج للأخبار غير الصحيحة يربك عمل المؤسسات الرسمية وتواصلها مع مجتمع المواطنين.

وتابع قائلاً، "الجهد الرسمي ينصب في الوقت الحالي على حصر انتشار الفيروس"، مشيراً إلى أن الأخبار الكاذبة تشتت عمل المؤسسات من خلال ملاحقة مروجي تلك الأخبار خصوصاً في حال انتشار الشائعات على نطاق واسع؛ "لأن ملاحقة مروجي تلك الأخبار يحتاج للجهد الذي يجب أن ينصب في محاربة الفيروس وحصره".

وقال إن التعامل مع مروجي الشائعات عبر مواقع التواصل الاجتماعي يكون وفقاً للقانون بعد عمليات البحث والمتابعة والقبض عليه ومن ثم تحويله للنيابة.

وأضاف ارزيقات أن النيابة تقوم بالتحقيق مع مروج الشائعات وتوجيه الاتهام له، وتحويله للقضاء وفقاً لقانون الاتصالات  الفلسطينية ولقرار بقانون الجرائم الإلكترونية وقانون المطبوعات الفلسطيني.

وقد تصل عقوبة مروجي الشائعات للسجن مدة عام، وغرامة مالية لا تقل عن 50 دينارا أردنيا وقد تصل إلى ألف دينار بحسب الجرم الذي قد أقدم عليه مروج الشائعات.

وتابع ارزيقات، أن محاربة الشائعات لا تكون فقط بمعاقبة المذنب إنما تشمل أيضاً "تكذيب الشائعات بالمعلومة الصحيحة من خلال التواصل مع المواطن والإعلام على وجه السرعة لتدشين المعلومة الصحيحة". 

وأكد ارزيقات على أن الشرطة ومن خلال متابعتها لبعض الصفحات قبضت على  شخص في نابلس، والأمن الوقائي قبض أمس على شخص آخر في بيت لحم بتهمة نشر الأخبار الكاذبة.

وأضاف ارزيقات أن ما يسري على المواطن بشأن الترويج لأخبار كاذبة ذاته يسري على الإعلام.

وختم الناطق باسم الشرطة راجياً من المواطنين عدم التعاطي مع الشائعات والأخبار الكاذبة، مشدداً على ضرورة أخذ المعلومة من مصدرها الرسمي والحقيقي.

هذا وسجلت فلسطين 30 إصابة بفيروس كوفيد-19، 29 منها في بيت لحم وواحدة في طولكرم، ومن بين تلك الإصابات طفلة بعمر عامين.