الخميس  25 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

لماذا يرفض نتنياهو إغلاق مناطق الحريديم الموبوءة بكورونا؟

2020-03-31 09:28:46 AM
لماذا يرفض نتنياهو إغلاق مناطق الحريديم الموبوءة بكورونا؟
نتنياهو مع اليهود الحريديم

 

الحدث ـ محمد بدر

اعتبرت صحيفة هآرتس العبرية، أن قرار الإغلاق الكامل في "إسرائيل" قد يتخذ لضبط اليهود الحريديم، الذين ما زالوا يرفضون الالتزام بالقرارات الصادرة عن الحكومة الإسرائيلية، فيما يتعلق بتحديد وتقييد الحركة منعا لتفشي فيروس كورونا. 

وسلطت الصحيفة الضوء على مشاركة المئات من الحريديم في تشييع أحد سكان منطقة "بني براك" التي يقطنها الحريديم، وهو ما دفع بلدية رمات جان لتوجيه طلب إلى الحكومة الإسرائيلية، بفرض إغلاق كامل على المنطقة.

وتظهر أحدث البيانات أن المناطق، التي يسكنها الحريديم، تتصدر قائمة الإصابات بفيروس كورونا. فمن بين 10 مناطق في "إسرائيل" فيها عدد إصابات مرتفع بكورونا، هناك 6 مناطق يسكنها يهود حريديم، خاصة "كريات يعريم" و"كفار حباد" و"بني براك".

وأشارت الصحيفة إلى أن هناك العديد من التفسيرات لعدم وجود انضباط في تطبيق قواعد الإغلاق في مناطق اليهود الحريديم. بدءًا من ميل هؤلاء إلى الالتزام بقرارات المسؤولين المحليين (الحاخامات) خاصة في منطقة القدس، حيث يتبع معظمهم الحاخام حاييم كانيفسكي، الذي يرفض الامتثال لأوامر الإغلاق.

أما السبب الأخر، فهو ارتفاع عدد أفراد الأسرة في "المجتمع الحريدي" مقارنة بباقي الإسرائيليين، مما يجعل من الصعب عليهم البقاء في بيوتهم، وبطبيعة الحال، يصبح عزل أحد أفراد العائلة مستحيلاً. بالإضافة إلى قلة الوعي، فالحريديم يتابعون فقط المواقع الدينية والصحافة الحريدية ويُمنع عليهم الاطلاع على المواقع الأخرى ووسائل الإعلام الأخرى.

وأوضحت هآرتس أن مناطق الحريديم حاليًا هي مركز الوباء، وبالتالي فإنه يجب عزل هذه المناطق وإغلاقها بشكل كامل، وتوفير بدائل تحدّ من وجود المصابين بالفيروس من الحريديم بين عائلاتهم، وتوفير المساعدات الضرورية لهم.

وترى الصحيفة، أن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو متردد جدا في فرض إغلاق كامل على مناطق الحريديم، لأنه يعلم أن ذلك قد يسبب له المتاعب داخل معسكره اليميني، وبالتالي فإن السبب سياسي وليس صحي، ولذلك اتجه لخيار الإغلاق الكامل لـ"إسرائيل" رغم ما يترتب على ذلك من أضرار اقتصادية.

وبيّنت الصحيفة أن وزير الصحة الإسرائيلية، يعقوب ليتسمان، وهو من الحريديم، عمل جاهدًا لمنع فرض قيود على الحركة في مناطق الحريديم، كما عارض إغلاق المعابد، وهو موقف يتناقض تمامًا مع الموقف العملي لوزارة الصحة. ومع ذلك، يصر نتنياهو على تركه في منصبه، على الرغم من أنه فشل بوضوح في التعامل مع أزمة كورونا، بسبب اعتماده السياسي على الحريديم.

ووفقا للصحيفة، فإنه في حال اتخذ نتنياهو قرارا بالإغلاق الكامل، فسيكون ذلك بمثابة جريمة، لأن فرض الإغلاق الكامل خطوة غير ضرورية والإغلاق الجزئي يحدث بالفعل تأثيرًا إيجابيًا. وأيضا يعتبر الإغلاق الكامل أقل فعالية من الإغلاق الجزئي، الذي يستهدف مناطق تفشي الوباء.

وبحسب هآرتس، تبنى نتنياهو سياسة العقاب الجماعي لتجنب معاقبة أولئك الذين لم يتبعوا التعليمات (الحريديم) والتي هي محور المخاطر الصحية لإسرائيل اليوم، فعلى سبيل المثال: تل أبيب المنضبطة على وشك دفع ثمن عدم انضباط "بني براك"، لمجرد أن "بني براك" لديها ما تضغط به سياسيا.