السبت  27 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

الجهاد الإسلامي: الكل الفلسطيني بما فيهم الرئيس عباس يتحمل مسؤولية الأوضاع المأساوية التي يعيشها أهالي غزة

2015-02-10 01:08:20 AM
الجهاد الإسلامي: الكل الفلسطيني بما فيهم الرئيس عباس يتحمل مسؤولية الأوضاع المأساوية التي يعيشها أهالي غزة
صورة ارشيفية

  

 
غزة - حامد جاد
 
ترى قيادة حركة الجهاد الإسلامي في غزة أن أهالي غزة يعشون معاناة إضافية نتيجة الخلاف الداخلي بين السلطة وحركة حماس وأنه ليس هناك في ظل استمرار هذه الخلافات ما يبشر بإمكانية الخروج من الأزمات المتلاحقة التي تمر بها غزة ما لم يتغير هذا الوضع وتتغير سياسات القوى والفصائل ككل في تعاملها مع هذا الواقع.
ولم تستثن حركة الجهاد الرئيس محمود عباس وحركتي حماس وفتح من تحمل المسؤولية عن الأوضاع المأساوية التي يعيشها أهالي غزة سواء نتيجة لما اعتبرته أخطاء المشرفين على إدارة شؤون غزة "حماس" أو بسبب أخطاء السلطة في الضفة وعدم إيلاء الرئيس عباس الاهتمام المفترض في التعامل مع ملف العلاقات الداخلية.
وتطرق القيادي البارز في حركة الجهاد الإسلامي نافذ عزام في مقابلة خاصة أجرتها معه الحدث لجملة من القضايا ذات العلاقة بالوضع الداخلي ورؤية الحركة لسبل الخروج من الأزمات المتلاحقة التي تعصف بقطاع غزة جراء استمرار الانقسام وعدم تحقيق المصالحة، وأسئلة أخرى أجاب عليها عزام في الحوار التالي نصه.
س: كيف تصف ما آلت إليه الأوضاع في غزة من تدهور؟
الوضع غاية في التعقيد وأتصور أن تحلي كافة الاطراف بالصراحة والوضوح يشكل أهم مدخل لتوصيف حقيقي للوضع في الساحة الفلسطينية بشكل عام وفي قطاع غزة بشكل خاص فهناك أزمات كبيرة، والشعب يتفهم الأزمات التي يقف الاحتلال وراءها ويتسبب بوقوعها ولكن لا يتفهم أن تأتي الأزمات بسبب الخلاف الداخلي والمناكفات حيث بات من الواضح أن هناك معاناة إضافية يعيشها شعبنا نتيجة الخلاف الداخلي الذي أفرز الكثير من المناكفات في ظل انسداد الأفق السياسي سواء نتيجة لتعنت إسرائيل وانحياز أمريكا لها أو نتيجة لغياب الموقف العربي الجاد وانشغال المنطقة وأطراف عديدة في العالم بقضايا أخرى غير القضية الفلسطينية.
س: ما هو دور حركة الجهاد الإسلامي في الحد من احتقان الوضع الداخلي نتيجة الانقسام؟
فيما يتعلق بالشأن الداخلي ليس هناك ما يبشر بالخروج من المتاهة التي نعيشها على الصعيد الداخلي أما عن جهود الحركة في هذا الشأن فلم تتوقف على الإطلاق ولكنها في ذات الوقت لم تحقق النتائج التي كنا نريدها والتي نظن أن شعبنا يريدها حيث كانت تصطدم هذه الجهود بموقف كل طرف من طرفي الصراع الداخلي ، وهنا لا بد من التأكيد على أن الحركة لا تشكك بأحد الطرفين ولا تتهم أحد ولكن في النهاية كل فريق يتمسك بوجهة نظره لذا فإن هذا لم يقودنا لأي حلول أو نتائج مرضية.
س: لمن تحملون مسؤولية عدم تحقيق المصالحة؟
نحن في حركة الجهاد الإسلامي نحرص على علاقة طيبة مع الأطراف كافة وليس لدينا ما نعد به شعبنا بخصوص المصالحة سوى أن نتعهد ونلتزم بمواصلة الجهود لرأب الصدع بين الطرفين رغم عدم ثقتنا بالنتائج، وسنصر في ذات الوقت على أن الخلاف الداخلي يضر بنا جميعاً ولكن دورنا يقتضي أن نواصل بذل الجهود فنحن نقوم بواجبنا وأن نكون أوفياء لهذا الشعب فالوضع لن يتغير إلا إذا تغيرت سياسات القوى والفصائل ككل وكانت هناك صراحة تامة وعرضت هذه المشاكل على شعبنا الذي نتغني باحتضانه للمقاومة، ونثق أنه شعب الصمود فهذا الشعب يجب أن يعامل بطريقة أفضل.
أما من هو الطرف الذي يتحمل المسؤولية فمن الصعب أن نحمل المسؤولية لطرف دون آخر فالكل مسؤول عما يجري والكل له تاريخ وقدم تضحيات ولكن ما يجري الآن يضر بقضيتنا ويبدد طاقات هذا الشعب بل يستنزف جهودنا.
كيف تنظر لتداعيات الانقسام والإبقاء على الأزمات اليومية التي يعانيها أهل غزة؟   
بالرغم من علاقتنا المتميزة مع الرئيس محمود عباس وبالرغم من استعدادنا للتعاون معه في كل ما يخدم هذا الشعب إلا أنه من المؤكد عندما تكون سياسات السلطة بعيدة عن نبض الشعب الفلسطيني في أحيان كثيرة فإن ذلك ينعكس بشكل مباشر على العلاقات الداخلية فنحن نرى أن الرئيس يخطئ عندما يصر على طريق التفاوض ويخطئ مع موضوع العلاقة مع إسرائيل ويخطئ لأنه من المفروض أن يقدم أكثر فيما يتعلق بالملف الداخلي، والعلاقات الداخلية وبالنسبة لمدى تأثير هذا الأمر على غزة فهي تعاني كثيراً بسبب أخطاء المشرفين على إدارة شؤونها "حماس" كما تعاني غزة بسبب أخطاء السلطة في الضفة لذا فالخلاف الواقع بين الطرفين ينعكس بشكل مؤذ على الشعب الفلسطيني وخاصة في غزة حيث كان من الممكن أن تكون المشاكل والأزمات العديدة التي يعاني منها أهل غزة أقل حدة لو حصل تعاون بين السلطة في الضفة والذين يديرون قطاع غزة.
وأضاف ما نود التاكيد عليه أن القضية تمر بأخطر مراحلها وعلى القوى والفصال والنخب والاكادميين أن يتحلوا بالجرأة في عرض المشاكل والمكاشفة فلايجوز أن نجامل بعضنا على حساب الشعب ولايجوز أن نصر على المواقف التي أثبتت الأيام والتجربة عدم صحتها ويجب أن نولي اهتماما بالحياة اليومية لهذا الشعب فهذه مسألة لاتقل أهمية عن قضية الرواتب على سبيل المثال التي تقتضي ضرورة أن يكون هناك حل فلا يجوز أن يلقة بآلاف من الموظفين في الشارع فلابد من الاتفاق على آلية للحل.
 س: بماذا تفسر علاقتكم الجيدة مع مصر في الوقت الذي وصلت فيه العلاقة بين مصر وحماس إلى طريق مسدود خاصة بعد أن اعتبرت مصر كتائب القسام منظمة إرهابية؟
الحركة تحرص على أن تطل بعيدة عن التدخل في الأوضاع التي تعيشها الدول العربية والمنطقة وبالنسبة لمصر فنحن نحرص على استمرار العلاقة الجيدة مع المصريين ولسنا هنا بصدد التذكير بدور مصر التاريخي والعلاقات التي تربط بين الشعبين الفلسطيني والمصري ونشعر بأسف شديد تجاه ما وصلت إليه العلاقة بين مصر وحماس ما آلت اليه من توتر غير مسبوق نتمنى أن يتم محاصرته وإزالته انطلاقاً من أننا ننظر لمصر دائماً على أنها داعم رئيسي للفلسطينيين، ونتمنى أن يستمر هذا الأمر وأن يزول التوتر أما عن السبب الرئيسي لاستمرارية وقوة العلاقة بين مصر وحركة الجهاد الإسلامي فإن ذلك يرجع لعدم انخراط حركة الجهاد بالسلطة وظلت بعيدة عنها فالسلطة تجلب الكثير من المتاعب.
س: هل حاولتم لعب دور الوسيط بين الطرفين "مصر وحماس"؟
نحن دائماً مستعدون لبذل الجهد اللازم لخدمة القضية الفلسطينية وفي سبيل تنقية الأجواء مع أي دولة عربية أو إسلامية، ولكن لم يطلب منا التدخل في ما وصلت إليه العلاقة من تدهور بين حماس ومصر.
ويذكر في هذا الشأن أن حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين استنكرت التفجيرات التي استهدفت مؤخراً قوات الجيش والشرطة المصرية في عدة مدن بشمال سيناء وأعربت عن رفضها في ذات الوقت لقرار "محكمة القاهرة للأمور المستعجلة" اعتبار "كتائب القسام"، الذراع العسكرية لحركة حماس منظمة إرهابية، مؤكدة بأن الزج بــ "كتائب القسام" أو أي فصيل فلسطيني مقاوم في الشأن الداخلي المصري، هو نوع من خلط الأوراق، ولا يخدم إلا الاحتلال.
س: كيف تنظرون للتقارب بين حماس وإيران؟
هذا شي إيجابي وإيران من أكبر الداعمين لنضال الشعب الفلسطيني على مدى عقود وبالتالي يكون شيئاً إيجابياً عندما تقوى العلاقة بين الطرفين رغم أن العلاقة بينهما قائمة ولكن ربما اعتراها بعض الفتور لذا فإن تفعيلها لم يتوقف بين الجهتين وهذا الأمر ينسحب على تحسن العلاقة بين حماس وحزب الله وهذا أمر إيجابي، (وذلك في معرض رده على الدعوة التي وجهها مؤخراً محمود الزهار القيادي البارز في حركة حماس لحسن نصر الله الأمين العام لحزب الله إلى التنسيق مع حماس من أجل برنامج لفلسطينيي الخارج للاستعداد على حدود فلسطين).
س: بماذا ترد على اتهام الحركة بوجود تيار بداخلها يناصر ويساهم بنشر المذهب الشيعي؟
هذا الأمر غير صحيح على الإطلاق وهو ناتج عن أكاذيب تم ترويجها عمداً منذ نجاح الثورة الإسلامية في إيران والهدف من وراء ذلك واضح كأحد أساليب التشويش على حركات النهوض والانتصار الكبير الذي حققته الثورة في إيران، وحركة الجهاد الإسلامي تقف من الشيعة الموقف الصحيح الذي أخذه علماء السنة على مدار التاريخ فموقفنا من الشيعة لم يتجاوز قيد أنملة موقف العلماء وأئمة أهل السنة وليس هناك تيارين في الحركة فهذا الأمر غير صحيح على الإطلاق موقفنا هو موقف كثير من التيارات الإسلامية الوطنية أما إثارة الخلاف بين السنة والشيعة لن يخدم سوى أعداء هذه الأمة وهو مخطط لتفتيت جهدنا وتأجيج الفتن بما يبعدنا عن الأهداف الرئيسية.