ثورة الطاقة الشمسية في "إسرائيل"... استثمار كبير ومشاريع متزايدة

 الحدث ـ محمد بدر

اعتبرت صحيفة معاريف العبرية، أن إحدى إيجابيات تعطيل النظام التعليمي في مدينة أسدود، هو إتاحة الفرصة أمام 14 مدرسة إسرائيلية لتشغيل نظام الألواح الشمسية، حيث من المتوقع أن تساهم هذه الخطوة في زيادة دخل البلدية بـ 2 مليون شيقل سنويا.

وبحسب الصحيفة، فإن هذه الخطوة تتجاوز كونها تجربة للألواح الشمسية في المؤسسات الرسمية، بل هي أيضا عملية تنمية للموارد الخاصة بالمدينة، التي تنتمي إلى المنتدى الخامس عشر، الذي يجمع المدن المستقلة في "إسرائيل"، حيث إن هذه المدن لا تتلقى أموالا حكومية أو منحًا للتنمية ويتم التعامل معها كاقتصاد مغلق قائم بذاته.

وساهم المنتدى الخاص بالقضايا البيئية في إنشاء "معاهدة حماية المناخ والحد من تلوث الهواء" وصياغة برنامج تحالف حضري من أجل البيئة، وكانت مدينة أسدود واحدة من المدن، التي اشتركت به. ويقول رئيس البلدية يحائيل ليسري، إنه تم التخطيط لإمكانية توليد الكهرباء من خلال الألواح الشمسية لسنوات عديدة، وفي هذا العام بدأ المشروع الذي طال انتظاره.

وتقول مدير إدارة الاستدامة والبيئة في بلدية أسدود ياميت بيريتس: "هذا العام، سارت جميع الأمور على ما يرام، والفرق الكبير مقارنة بالسنوات السابقة هو التكاليف التي تغيرت والجدوى الاقتصادية التي تحسنت بشكل كبير، وبناء منشأة للطاقة الشمسية على سطح مدرسة في أسدود يحقق دخلا مهما للبلدية".

والاستثمار بالألواح الشمسية من قبل البلديات في "إسرائيل" ليس أمرا جديدا،  ويوجد بالفعل 130 مؤسسة في القدس تستخدم هذه الألواح، وهناك أيضا نماذج مهمة في هذا الإطار في كل من تل أبيب وبئر السبع، وفق معاريف.

وقررت بلدية أسدود تخصيص المبالغ، التي توفرها الألواح الشمسية في بناء قاعات رياضية جديدة، وحدائق عامة، ونواد للشباب، ومراكز للمسنين، وسيكون هناك صندوق مخصص لصيانة الأماكن العامة التي تخدم الجمهور، مثل الحدائق والمنتزهات.

وقامت بلدية أسدود بالتعاقد مع شركة للطاقة الخضراء لإدارة المشروع، ويقول جيل بونديك، الرئيس التنفيذي للشركة، إن هناك توجها كبيرا لدى البلديات في "إسرائيل" نحو هذا النوع من المشاريع، وهناك العشرات من المشاريع، التي يجري العمل عليها.

وأشارت معاريف إلى أن حكومة الاحتلال تشجع إنتاج الطاقة المتجددة، وينعكس هذا التشجيع في منح تراخيص الإنشاء والتنظيم، في سياق "التوجه العالمي نحو الانتقال إلى الطاقة الشمسية والطاقة المتجددة، ووقعت العديد من البلديات على ميثاق المناخ الخامس عشر بشأن جودة الحياة والبيئة وإجراءات الحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري. 

وأوضحت الصحيفة أنه تم تخصيص حوالي مليون متر مربع لإنتاج الطاقة الشمسية من قبل أكثر من 140 بلدية في "إسرائيل"، وقد تقدمت لقروض تمنحها تسهيلات كبيرة، تشمل، الفوائد البسيطة والتسديد اليسير، الذي يمتد لسبع سنوات تقريبا.

وتحتل "إسرائيل" المرتبة الأولى بين دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية والمركز الثاني في العالم في القدرة على توليد الطاقة الشمسية، وفقًا لتقرير صدر العام الجاري عن وكالة الطاقة الدولية.

ويظهر التقرير أن الطاقة المنتجة من خلال الطاقة الشمسية في "إسرائيل" تبلغ 8.7٪، وهي في المركز الثاني بعد الهندوراس التي تبلغ النسبة لديها 14.8٪ ، وفي ألمانيا 8.6٪، وشيلي 8.5٪، وأستراليا واليونان 8.1٪.

وفقًا للتقرير، من المتوقع حدوث انخفاض كبير في تكاليف معدات إنتاج الطاقة الشمسية في السنوات القادمة، مما أدى بالفعل إلى مناقصات لمنشآت الطاقة الشمسية في جميع أنحاء العالم في عام 2019 لتصل إلى أسعار أقل من 0.02 دولار لكل كيلوواط ساعة.

وبحسب وزارة الطاقة الإسرائيلية، فإن هذه الأرقام تعكس أنشطة الوزارة في السنوات الأخيرة لزيادة الاعتماد على الطاقة الشمسية في توليد الكهرباء، وأعلن وزير الطاقة الإسرائيلي يوفال شتاينتس أن الشمس ستصبح العامل الرئيسي والمهم في إنتاج الطاقة في "إسرائيل".