الحدث للأسرى
أكد مركز فلسطين لدراسات الأسرى في تقرير له أن الاحتلال واصل خلال العام الجاري استهداف النساء والفتيات الفلسطينيات بالاعتقال والاستدعاءات، والأحكام التعسفية، حيث رصد المركز (69) حالة اعتقال لنساء وفتيات خلال النصف الأول من العام الحالي.
وقال الباحث "رياض الأشقر" الناطق الإعلامي للمركز إن الاحتلال يستهدف النساء والفتيات الفلسطينيات بالاعتقالات والاستدعاءات، ولم يستثن القاصرات منهن، وكبار السن، والمريضات والجريحات بهدف ردعهن عن المشاركة في مقاومة الاحتلال حتى لو كان بمجرد الكتابة والتعبير عن الرأي على مواقع التواصل الاجتماعي، ومنعهن من الرباط في المسجد الأقصى للدفاع عنه .
وأضاف "الأشقر" أن اعداد الأسيرات في سجون الاحتلال وصلت حتى لحظة إصدار هذا التقرير الى 41 أسيرة، غالبيتهن في سجن الدامون، إضافة إلى عدد آخر في مراكز التوقيف والعزل، منهن 25 أسيرة يخضعن لأحكام مختلفة، 8 منهن يقضين أحكاماً بالسجن فوق 10 سنوات، وأسيرة واحدة تخضع للاعتقال الإداري، والباقي ما زلن ينتظرن محاكمات.
وأشار "الأشقر" إلى أن، معظم حالات الاعتقال التي استهدفت النساء خلال النصف الأول من العام جرت في مدينة القدس المحتلة من بينهن القاصرات "ميار النتشة"، 16 عاماً، و"مرام النتشة"، 17 عاماً ، والفتاة "آية محيسن" 17 عاماً، و السيدتين "سوزان المبيض" و"ابتسام عوض" ، وهما في ال50 من العمر .
ويواصل الاحتلال اعتقال المرابطات في المسجد الأقصى، وقد تم الإفراج عنهن جميعاً بشرط الإبعاد عن الاقصى لفترات مختلفة، ومنهن من اعتقلت خلال الشهور الماضية أكثر من مرة بينهن "خديجة خويص"، و "هنادي الحلواني"، و"نهلة صيام" و "آية أبو ناب.
كما واصل استهداف زوجات وأمهات الأسرى في السجون والشهداء، حيث اعتقل السيدة "أميرة دروبي" زوجة الأسير "نضال انفيعات"، والمقدسية "سناء الرجبي" والدة الأسير "عمار الرجبي" والسيدة "ايمان فطافطه" من القدس وهي زوجة الأسير "عبد المنعم الأعور" ووالدة الأسير "محمد".
كما اعتقلت قوات الاحتلال والدة وزوجة الشهيد "ماهر يوسف زعاترة" من جبل المكبر شرق القدس، وأطلقت سراحهن بعد التحقيق، واستدعت زوجة الشهيد "مصباح أبو صبيح" للتحقيق مها في مركز تحقيق "المسكوبية" وهي والدة الأسير "صبيح أبو صبيح ".
كذلك اعتقل الاحتلال والدة وشقيقة الأسير المقدسي "يزن عبيد" من العيسوية، واعتقل زوجة سكرتير رابطة الأسرى والمحررين في أراضي الداخل "أيمن يحيى" من مدينة الطيبة، مع زوجها وأفرج عنها بعد التحقيق لساعات، واعتقلت والده وشقيقه الناشط المقدسي الأسير "عرين الزعانين".
وبين الأشقر أن الاحتلال واصل استهداف الطالبات الجامعيات بالاعتقال والتحقيق القاسي، حيث اعتقل الطالبة في جامعة خضوري "دعاء عرفة "٢١ عاماً" من طولكرم، و الطالبة في جامعة بيرزيت "ليان كايد" خلال مرورهن عبر حاجز زعترة، والطالبة في جامعة البوليتكنك "ريان جمال أبو حلتم" (21 عاما) من بلدة ترقوميا غرب الخليل بعد مداهمة منزل عائلتها، والطالبة في جامعة بولتكنيك فلسطين " لين عاكف عوض" (23 عاما) من منزلها ببلدة بيت أمر شمال الخليل .
وتطرق الأشقر الى اوضاع الأسيرات خلال الشهور الماضية والتي وصفها بالقاسية حيث واصلت ادارة السجون انتهاكها لحقوق الأسيرات، وحرمانهن من كل مقومات الحياة، بما فيها حقهن في تلقي علاج للمريضات داخل السجن، واللواتي تتضاعف معاناتهن مع استفحال الأمراض في أجسادهن لعدم تقديم العلاج المناسب .
كما لم تفي ادارة السجون بوعدها بتركيب تلفونات عمومية لتمكين الأسيرات من الاتصال بذويهن وخاصة في ظل وقف الزيارات لأكثر من 4 شهور بسبب جائحة كورونا، حيث لم تسمح لهن سوى باتصال واحد لمدة 5 دقائق لكل أسيرة طول تلك الفترة.
واقدمت إدارة سجن الدامون خلال شهر يونيو الماضي على عزل الأسيرتين "فدوى حماده"، و"جيهان حشيمة" من القدس، في زنازين معتقل "الجلمة" في ظروف قاسية وصعبة، بحجة مخالفة تعليمات السجان.
كما تواصل انتهاك خصوصية الأسيرات بوضع كاميرات مراقبة في ساحة الفورة، حيث تضطر الأسيرات للخروج إليها وهنّ باللباس الشرعى، إلى جانب عدم وجود أبواب للمراحيض التي تغطّينها الأسيرات بالشراشف والأغطية، ولا تزال تمنع دخول الأغراض الخاصة بالأشغال اليدوية، هذا عدا عن معاناة النقل في سيارة "البوسطة" التي تعتبر قطعة من العذاب.
فيما لا تزال تهمل متابعة وعلاج 6 أسيرات جريحات ومريضات يعانين من ظروف صحية صعبة للغاية، ولا يتلقين العلاج المناسب، وفى مقدمتهن الأسيرة المقدسية "إسراء الجعابيص" والتي تعاني من حروق في كافّة أنحاء جسدها، و تحتاج إلى عدة عمليات جراحية وتجميلية، ولا تتلقى سوى وعود وهمية ومماطلة، والأسيرة "نسرين حسن" من قطاع غزة والتي تعاني من السكري ومشاكل في الأعصاب، والأسيرة "أنسام شواهنة" والتي تعاني من آلام شديدة في المفاصل لا تستطيع معها النوم
وطالب مركز فلسطين المؤسسات الدولية المعنية بشؤون المرأة، التدخل لحماية نساء فلسطين من جرائم الاحتلال وخاصة الاعتقال التعسفي دون مبرر قانوني.