الجمعة  03 أيار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

تل أبيب تضع سيناريوهات وخطط وصول "داعش" لـ"صقلية"

2015-02-26 06:22:24 AM
تل أبيب تضع سيناريوهات وخطط وصول
صورة ارشيفية

 

الحدث-تل ابيب
 
وضع عدد من الخبراء العسكريين والاستراتيجيين الإسرائيليين سيناريوهات وخطط وصول تنظيم "داعش" الإرهابى، لجزيرة "صقلية" الإيطالية، التى تعتبر بوابة الاتحاد الأوروبى، مؤكدين أن 300 كم فقط تفصل مقاتلى التنظيم الإرهابى الذين سيطروا على أجزاء كبيرة من مدن ليبيا عن السواحل الإيطالية. وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، التى نشرت خرائط خلال تقريرها حول كيفية وصول "داعش" لإيطاليا، توضح المسافة البحرية بين ليبيا وأقرب نقطة حدود إيطالية وهى جزيرة "صقلية" وخط السير الذى يمكن استخدامه من جانب عناصر التنظيم للوصول إلى هناك، مضيفة أن الخبراء حذروا من أن حصول عناصر "داعش" على الصواريخ بعيدة المدى من طراز "سكود" التى كانت بحوزة الجيش الليبى خلال عهد الرئيس "معمر القذافى" سيشكل تهديدا كبيرا للغاية لكافة أرجاء القارة الأوروبية.
 
وأوضحت الصحيفة العبرية أن تنظيم "داعش" يريد الانتقام من ما اسماه بـ"الحملات الصليبية" ضد بلاد الإسلام، وأن ليبيا أصبحت القاعدة الأمامية للانطلاق نحو أوروبا، وفى حال سقوط الصواريخ المخزنة فى "مخازن القذافى" فى أيديهم ستكون روما أول عاصمة سيتم قصفها، مشيرة إلى أن الخطر الأكبر هو حملات الهجرة غير الشرعية التى تصل إيطاليا يوميا من ليبيا، موضحة أن عناصر التنظيم قد يندسوا وسط المتسللين والقيام بعمليات إرهابية هناك. وأوضحت يديعوت أن الرئيس الليبى السابق معمر القذافى، كان محقا عندما حذر فى مارس 2011، من قصره الرئاسى فى مدينة "مصراتة" أوروبا من وصول تنظيم "القاعدة" والجماعات الجهادية المتعطشة للدماء إليها بعد سقوط ليبيا، مضيفة أن القذافى أكد حينها أن المنطقة كلها ستتحول إلى حالة فوضى فى حال انهيار ليبيا، قائلا "يجب على المجتمع الدولى أن يدرك ضرب ليبيا سيخلق مئات أسامة بن لادن يحتلون ليبيا وأفريقيا".
 
وأضافت الصحيفة العبرية أنه برغم من أن القذافى تعامل مع أبناء شعبه الذين خرجوا ضده بوحشية ودموية إلا أن توقعاته كانت صحيحة، موضحة أنه عقب سقوط أنظمة الحكم القديمة فى المنطقة كمبارك فى مصر، وزين العابدين بن على فى تونس، والقذافى فى ليبيا، ضربت المنطقة عاصفة من الاضطرابات بعد أن كانت منطقة أمان وهدوء، وأن هذه الاضطرابات أصبحت الآن فى طريقها إلى إيطاليا ومالطا وأسبانيا، مشيرة إلى أنه بعد مرور حوالى 4 سنوات على سقوط تلك "الأنظمة الاستبدادية" غزا فكر "الجهاد" المتطرف جميع أنحاء المنطقة بما فيها سيناء وتونس والمدن الرئيسية فى شرق ليبيا وطرابلس.
 
وأوضحت يديعوت أن تهديد "داعش" لإيطاليا الذى ظهر فى مقطع فيديو ذبح الاقباط المصريين الأخير فى ليبيا هو تهديد صادق وحقيقى، قائلة "إن المقاتلين المرضى نفسيين أمامهم 300 كم فقط للوصول إلى إيطاليا فهم يرون إن الصليبيين هم عملاء لليهود، وهم يخططون الآن الوصول إلى رمز المسيحية الأكبر فى العالم وهو مقر البابا فى الفاتيكان عبر روما". ونشرت الصحيفة العبرية الغلاف الجديد لمجلة "دابق" التى يصدرها التنظيم الإرهابى شهريا باللغة الإنجليزية، وكان يحمل غلاف العدد الأخير للمجلة صورة لساحة القديس بطرس فى الفاتيكان وتتوسط الصورة سارى علم مرفوع عليه علم "داعش" ومكتوب تحت الصورة انتظروا مطرًا من الصواريخ على صقلية، مهددة أيضا بالوصول إلى مالطا وإسبانيا".
 
وأوضحت يديعوت أنه عقب التهديدات التى أطلقتها "داعش" مؤخرًا، رفعت حالة التأهب القصوى فى كل من فرنسا وبلجيكا والدنمارك وإيطاليا خلال الأسبوع الجارى، مشيرة إلى أن روما نشرت 4800 جندى فى الشوارع، لحماية المنشآت العامة خاصة المواقع السياحية والمؤسسات اليهودية، وطالبت بعقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن، وأكد وزير الخارجية الإيطالى أن هناك حاجة ملحة لتشكيل قوة دولية ضد دعاش فى ليبيا. وقال الخبراء الإسرائيليون إن داعش تسيطر حاليًا على أجزاء كبيرة من ليبيا، وعلى مدن بالكامل مثل "درنة" فى الشرق وعدة أحياء فى طرابلس وبنغازى، وهما أكبر المدن فى البلاد، مشيرين إلى أنه منذ الإطاحة بالقذافى تحولت ليبيا إلى دولة فاشلة يحكمها مئات من الميليشيات المسلحة التى تحارب بعضها البعض، فى ظل وجود حكومتين منفصلتين بالبلاد، إحداهما منتخبة فى شرق البلاد معترف بها دوليًا، والأخرى يسيطر عليها الإسلاميين فى الغرب، مما هيأ الأرض لاستغلال داعش تلك الظروف لنشر الفوضى والعنف لجذب مقاتلين جدد فى صفوفه وقد انضم إليهم مقاتلون من تونس ومصر واليمن ومناطق السلطة الفلسطينية.
 
وأوضحت الصحيفة العبرية أن هذا الوضع الأمنى المضطرب فى ليبيا أعطى لعناصر التنظيم قوة إضافية وجعلهم يهددون بصورة جدية بمهاجمة إيطاليا، مشيرة إلى أن التنظيم قد يستخدم قوارب اللاجئين لضرب السواحل الإيطالية بصواريخ تطلق من على الكتف. وأضافت يديعوت أن هجوم داعش على الأراضى الليبية وتهديده لأوروبا ليس مجرد سيناريو بعيد المنال، مشيرة إلى أنه فى عام 1986 أطلق القذافى صواريخ على قاعدة أمريكية فى البحر المتوسط قرب إيطاليا انتقاما لهجوم أمريكى على بلاده، وأن الأمريكيين والأوروبيين يعرفون جيدا أن القذافى كان يمتلك ترسانة قوية من الأسلحة لأنه كان لديه هاجس شراء جميع أنواع الأسلحة من دبابات، وصواريخ "سكود" إلى بناء برنامج نووى طموح تخلى فى بداية العقد الماضى عنه خلال المصالحة مع الغرب، مشيرة إلى أنه كان القذافى كان بحوزته مجموعة من صواريخ سكود B يصل مداها لـ 300 كم، كما كان يمتلك صواريخ سكود Cالتى يصل مداها لـ 550 كم، مشددة على أنه فى حال سقوط تلك الصواريخ بعيدة المدى فى أيدى الجهاديين، فإنه يمكن ضرب إيطاليا بكل سهولة، مما يشكل تهديدا قويا ومباشرا لإيطاليا.
 
وأوضحت الصحيفة الإسرائيلية أن التهديد الحقيقى يأتى مباشرة من البحر، حيث وصل 170 ألف مهاجر غير شرعى فى إيطاليا عبر البحر الأبيض المتوسط خلال العام الماضى فقط، وذلك على متن قوارب متهالكة، ومعظمهم جاءوا من ليبيا، وأنه من المتوقع أن يضم إليها 200 ألف مهاجر جديد خلال العام الجارى، مشيرة إلى أن خطة تنظيم داعش هو تجنيد أكبر عدد ممكن من هؤلاء المهاجرين، بالإضافة إلى إرسال مقاتلين من ليبيا إلى إيطاليا تحت ستار اللاجئين. وأشارت يديعوت إلى أنه فى وقت سابق من الأسبوع الماضى، حدث اشتباك مسلح بين مهربين أفارقة وأفراد خفر السواحل الإيطالية، واستخدام المهربين بنادق الكلاشينكوف وكانت هذه الاشتباكات إنذار خطر لأنه فى حال استخدام تنظيم "داعش" هذه القوارب وحدثت مواجهات مع الإيطاليين لن تكون ببنادق الكلاشنيكوف بل ستكون بمئات الصواريخ التى تطلق من الكتف التى فى حوزتهم، لافتة إلى أن الآلاف من هذه الصواريخ اختفت من مخازن ترسانة القذافى دون أن يعلم أحد أين ذهبت، وفى المستقبل سوف تكون هذه الصواريخ قادرة على الإبحار مع عناصر التنظيم عبر البحر وإطلاقها على أهداف عسكرية وإغراق سفن تجارية أو تنفيذ هجمات داخل البلاد.