الخميس  28 آذار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

سيعود للزمن تدفقه/ بقلم: الأسيرة ليان كايد

كتبت من سجن الدامون

2020-09-14 08:37:25 AM
سيعود للزمن تدفقه/ بقلم: الأسيرة ليان كايد
ليان كايد

الحدث للأسرى

سيعود للزمن تدفقه وسنصل إلى (عوالم أخرى) وسنقول كم كان زمن الرمل قصيرا. أجهل، بينما أكتب لكم، موعد خروج رسالتي، لكنّي أعرف أنّ الوقت ما عاد يعنيني كثيرا- أو ربما ما عُدتُ أنا أعنيه - وأنّ الزمان باختلاف تواريخه وأحداثه هو ذاته ينطبق على ذاته، يذوي كل ما اقترب من جدراننا، فتتلاشى سماته وملامحه، وتتلاشى قدرتنا على أنّ نقطع الزمان أو نحاذيه، نعاكسه أو نجاريه فأيامنا تدور في حلقات متشابهة، متاهةٌ هي أيامنا نعيدها وتعيدنا، نكررها وتكررنا يعودوننا فيها ونحن بدورنا نعدها.

لولبية خطواتنا تعنينا ونعيها -تتبعنا، ولا نعيها- ندركها، وكيف لنا أنّ نعاين الوقت ونحن لا نستطيع أن نرقب زهرة تموت أو تحيا، أن نرقب جبلا به عشب أو سحابة تزحف. لنا من الزمان غبار وقع أقدامه السريعة المتخبطة، غبار يملأ وجوهنا وتغبر به أطرافنا نحن الواقفين على رصيف التاريخ على محطة قطار منسية، ومركبنا تاريخٌ لم يحدث بعد ومرادنا (عوالم أخرى ممكنة). ولنا من الوقت دقات ساعة غريبة، صوت مفاتيح صدئة، تنهش معالم إنسانيتنا. في حقيقة الأمر، اعتدت السجن، كمن يعتاد من الموسيقى نشازها لكني اعتدت وأحلام منامي تتحول تدريجيا، فتستبدل صور العالم وتسقطها لتحول محلها صور خيالات من القسم. اكتشفت لاحقا أن الأسيرات يحاولن ويتحايلن على لاوعيهن باستحضار صور للأهل والأحبة في أحلامهن.