الإثنين  29 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

هل الصواريخ الباليستية متخلفة تكنولوجياً؟

2020-10-04 10:03:11 AM
هل الصواريخ الباليستية متخلفة تكنولوجياً؟
الصواريخ الباليستية

الحدث_ جهاد الدين البدوي

ذكرت صحيفة "سينا" الصينية أنه في الآونة الأخيرة أجرت الصين اختبارات عدة على سلسلة صواريخ "Dongfeng" في عدة مناطق تابعة لمقاطعة جيجيانغ الصينية، وقد أصابت الصواريخ أهدافها بدقة متناهية بعد أن حلقت عدة آلاف من الكيلومترات، وهي أهداف بحرية متنقلة قابلة للمناورة، وهو ما يمثل نضج وفاعلية حقيقية للتكنولوجيا الصينية في مكافحة حاملات الطائرات.

وتشير الصحيفة إلى أن شاشة عرض إطلاق الصاروخ الباليستي الصيني المضاد للسفن من طراز "DF-26" تظهر أن منصة الإطلاق المتنقلة تستخدم نظام الإطلاق البارد. مضيفة أنه عند الإطلاق، يكون أنبوب إطلاق الصاروخ في حالة عمودية، والغاز عالي الضغط الذي ينتجه مولد الغاز يلقي بالصاروخ عالياً في الهواء، ويصاحب ذلك دخان أسود واضح جداً.

تصف الصحيفة المشهد: مباشرة وبعد إطلاق صاروخ "DF-26" في الجو، يشتعل ذيل فوهة الصاروخ بشعلة برتقالية، حاملة معها جسماً ضخماً من الفولاذ مباشرة إلى الغيوم، وقدرته القوية على التسارع تفوق بكثير قدرة مركبة الإطلاق. تاركة خلفها أثراً أبيضاً بين السماء والأرض، في مشهد مذهل للغاية.

توضح الصحيفة بأنه غالباً ما تستخدم صواريخ الدفاع الجوي الصينية والروسية تقنية الاطلاق البارد، ولكن بالنسبة للصواريخ الباليستية الضخمة، لا تزال تقنية الاطلاق البارد نادرة نسبياً، فما هي خصائص ومزايا طريقة الإطلاق هذه؟

ومن الجدير بالذكر أن هناك نوعين من الإطلاق في هذا النظام، وهما الساخن والبارد. ففي الإطلاق الساخن ترتب الصواريخ في شبكة ولكل صاروخ غطاء، وعند الإطلاق يعمل محرك الصاروخ في الخلية، ويستخدم هذا النظام في الغرب.

وعلى عكس نظام الاطلاق الساخن التقليدية، فإن النظام البارد يقذف الصاروخ من خلية الاطلاق بقوة مساعدة قبل أن يبدأ المحرك بالعمل، ويستخدم هذا النظام من قبل روسيا والصين.

وعندما يصل الصاروخ إلى ارتفاع معين، يمنع نظام الاطلاق البارد اشتعال الصاروخ بواسطة لهيب الذيل الساخن عند الاشتعال. في الوقت نفسه يحمي أيضاً معدات الاطلاق من تأثير الغاز عالي الحرارة، الذي لا يقارن بنظام الإطلاق الساخن. حيث تحتاج خلايا الاطلاق الامريكية التي تستخدم نظام الاطلاق البارد إلى فترة طويلة لعملية الإصلاح.

تنوه الصحيفة إلى أن تقنية الإطلاق البارد استخدمت لأول مرة لإطلاق أسلحة بحرية مثل الطوربيدات، وهذا النظام مناسب جداً للإطلاق من السفن. ومع نشأة الصواريخ، استخدمت تكنولوجيا الاطلاق البارد لأول مرة في عملية إطلاق الصواريخ من الغواصات، ولكن سرعان ما تم توسيع هذه التقنية إلى عمليات الإطلاق البرية من تحت الأرض، وعبر السفن الحربية ومختلف منصات الاطلاق المتنقلة المحمولة على العربات.

تضيف الصحيفة بأن أنابيب إطلاق الصواريخ هي المعدات الأساسية لعمليات الإطلاق البارد. كما أن وظيفة هذا النظام لا تنحصر على عملية إطلاق الصواريخ فقط، بل يمكن حاوية مهمة لتحميل وتخزين الصواريخ، وتستخدم عملياً مواد فولاذية وموثوقة نسيباً كمادة لبناء الهيكل. من أجل تقليل الوزن الإجمالي للمعدات، يتم أيضاً تستخدم منصات الاطلاق الأرضية المتنقلة مواد مركبة مثل ألياف الكربون كمواد لبناء هيكل أنابيب الإطلاق، وهو أكثر فائد لتقليل وزن العربة وتحسين قدراتها على المناورة.

ولكن أياً كانت المواد المستخدمة، يجب أن تكون منصات إطلاق الصاروخ قادرة على تخزين ونقل وإطلاق الصاروخ، فضلاً عن تحمل تأثير تدفق الهواء عالي الحرارة والضغط العالي المنبعث من عمليات الإطلاق.

ووفقاً لمواقع عسكرية متخصصة أهم مميزات نظام الاطلاق البارد تأتي على النحو التالي:

1. هامش النمو: حيث يسمح الاطلاق البارد لصواريخ أكبر وذات قوة للمنصات البحرية أو الأرضية.

2. تخفيض تكلفة دورة الحياة: يوفر المال من خلال تقليل متطلبات الصيانة.

3. المرونة: ميزات الهندسة المعمارية المفتوحة للنظام تسمح لاستيعاب تغيير المهمة أو حاوية إطلاق مختلفة الحجم، دون إجراء تغييرات على السفينة.

4. السلامة: عند إطلاق الصاروخ، يتم إبعاد الصاروخ من السفينة قبل اشتعال المرحلة الأولى، مما يزيل مخاطر الحرائق المقيدة بسبب زيادة أحجام الصواريخ.

5. قلة استهلاك الوقود لعملية الإطلاق البارد على عكس الاطلاق الساخن الذي يتطلب وقود أكثر لعملية اشتعال المحرك وحتى عملية توجيه الصاروخ.

6. يمكن استخدام الإطلاق البارد بشكل آمن على العربات الصغيرة المتنقلة دون أن يلحق أي أضرار للطاقم كما في منصة نظام Tor.

7. في حالة الصواريخ البالستية الارضية الصاروخ يخرج من الصومعة دون أن يتسبب في أضرار كبيرة بحيث في فترة وجيزة يمكن إصلاحها وإعادة استخدامها بينما الصوامع الامريكية تحتاج إلى فترة طويلة لعملية الإصلاح.