الحدث ـ جهاد الدين البدوي
أفادت وكالة تاس الروسية أن مدير مركز الدراسات الأوروبية والدولية المتكاملة، في المدرسة العليا للاقتصاد بجامعة الأبحاث الوطنية دميتري سوسلوف يتوقع أن يستمر الصراع بين الحزبين الأمريكيين في محاكم البلاد لعدة أسابيع، مع تحدي الجانب الخاسر للنتائج.
وأضاف الخبير سوسلوف أن رفض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بهزيمته في الانتخابات الرئاسية أمام المرشح الديمقراطي جو بايدن قد يؤدي إلى أعمال شغب جماعية ونوبات عنف في جميع أنحاء المدن الأمريكية.
ويوضح الخبير الروسي أن "رفض ترامب الاعتراف بالهزيمة، وإصراره على مواصلة الصراع، يحمل في طياته ليس فقط مخاطر الانغماس في مداولات قضائية طويلة. نحن لا نعرف كيف ستنتهي القضية في نهاية المطاف، مع الأخذ بالاعتبار وجود بعض السيطرة للمحافظين في المحكمة العليا".
وحذر سوسلوف من أن هذا الموقف قد يتحول إلى تصاعد للعنف في الشوارع الأمريكية، وهذا لم يحدث حتى الآن، لكن إذا استمر بايدن في إعلان فوزه، وواصل ترامب القول إن النصر قد سرق منه، فمن الممكن حدوث أعمال شغب جماعية.
ويتوقع الخبير الروسي أن يستمر الصراع بين الحزبين الامريكيين في محاكم البلاد لعدة أسابيع حيث يصر الجانب الخاسر على موقفه المشكك بالنتيجة. وتكهن سوسلوف بأن يتم إعادة فرز الأصوات في عدة ولايات، بالنظر إلى الأغلبية الجمهورية في المحكمة العليا. ووفقاً للخبير، من غير المرجح أن يؤدي ذلك إلى تغيير نتائج الانتخابات بشكل كبير.
وأوضح الخبير بأنه لا يوجد حالياً ما يشير إلى أن الرئيس الحالي سيعترف بهزيمته.
وأكد على أن ترامب يدرك بأن نحو نصف الأمريكيين يقفون إلى جانبه، وليس من طبيعته الاعتراف بالهزيمة.
كونغرس غير ودي
وتوقع سوسلوف أنه في حال فوز جو بايدن، فإنه سيواجه معركة شاقة لتنفيذ سياساته، وستستمر الأغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ في عرقلة تنفيذ وعود بايدن الانتخابية، وعلى وجه الخصوص، يمكن لأعضاء مجلس الشيوخ تخريب مبادرات السياسة الخارجية التي اتخذها بايدن من خلال رفض التصديق على المعاهدات الدولية.
وأضاف سوسلوف: وفي غضون عامين، قد يسيطر الحزب الجمهوري على أغلبية مجلس النواب إلى جاب سيطرته على مجلس الشيوخ. سيكون العامان القادمان صعبين على التنمية الاقتصادية الأمريكية: فجائحة كورونا والازمة الاقتصادية ليسا على وشك الزوال، إلى جانب ذلك، ووفقاً للتقاليد السياسية الأمريكية، فإن فوز أحد المرشحين في سباق الرئاسة لأحد الأحزاب سيؤدي إلى فوز الحزب الآخر في الكونغرس خلال انتخابات التجديد النصفي.
وتعليقاً على أولويات السياسة الخارجية لبايدن، أشار سوسلوف إلى أن الزعيم الجديد سيلتزم إلى حد كبير بأجندة سلفه تجاه روسيا وبسياسة ضبط النفس فيما يتعلق بالصين. ومن ناحية أخرى، تكهن المحلل بأن الادارة الحالية قد تحاول تمديد معاهدة ستارت الجديدة لمدة عام على الاقل، من أجل الادعاء بإنجاز في السياسة الخارجية. ومع ذلك، فإن مثل هذه الخطوة من شأنها أن تغلق النافذة على تمديد الصفقة لفترة أطول مع الإدارة الجديدة.