الجمعة  29 آذار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

الانتخابات الأمريكية والقضية الفلسطينية/ بقلم: عبدالله أبو شاويش

2020-11-14 07:39:47 PM
الانتخابات الأمريكية والقضية الفلسطينية/ بقلم: عبدالله أبو شاويش
عبدالله أبو شاويش

يمكن القول وبكل أريحية إن الانتخابات الأمريكية قد حُسمت لصالح الديمقراطي، جوزيف بايدن، وباستثناء اليمينيين والفاشيين حول العالم، فقد تنفس الجميع الصعداء بإبعاد ترامب عن قيادة دفة أكبر الفاعلين السياسيين عالمياً؛ أي الولايات المتحدة الأمريكية.  الفلسطينيون بكافة أطيافهم السياسية، أكثر الفرحين بسقوط ترامب في الانتخابات الأمريكية، كيف لا وقد حول هو وفريقه ثلاثي المستوطنين، فريدمان، وكوشنر، وجرين بلانت، حياتهم إلى جحيم لا يطاق، وذلك بعد تبنيهم وبشكل مطلق لرؤية ورواية اليمين الإسرائيلي حول مستقبل الفلسطينيين، وتسببهم في ضرر سياسي لا يمكن لأي إدارة أمريكية قادمة مهما كانت ميولها إصلاحية.

خلال السنوات الثلاث الماضية، ألحقت إدارة ترامب بالفلسطينيين انكسارات سياسية، بعضها باق ومستدام وبعضها الآخر ذو أثر ممتد لسنوات، وهذا مبرر كاف لأن تسود بينهم حالة من الفرح لنتائج الانتخابات الأمريكية، ومما يعزز هذه الحالة أيضا الوعود المُطَمئنة التي أطلقها بايدن بشأن العلاقات مع الفلسطينيين إبان حملته الانتخابية، إلا أن هذا الفرح لن يكون مستداما بالمطلق، وهذا نتيجة لعدد كبير من الأسباب يمكن تبويبها في محورين هما، تعقيدات الساحة الأمريكية، وتغيرات المشهد السياسي في الإقليم.  إن محاولة سرد بعض الأسباب، لا تعني بالمطلق أنها قاطعة ونهائية، فهناك مؤثرات عالمية كثيرة تتداخل فيما بينها لتشكل الجغرافيا السياسية للإقليم بشكل عام وللفلسطينيين بشكل خاص، يضاف لذلك، أن هناك الكثير من الأسرار والخفايا تؤثر في تشكيل المشهد السياسي والتي يعلمها ويطلع عليها قلة من صناع القرار الفلسطيني تكون دوما بعيدة عن متناول المُحَلّلين والمراقبين السياسيين.

أولا: الساحة الأمريكية وتعقيداتها.

المتابع للسياسة الأمريكية تجاه القضية الفلسطينية لا يراوده شك بالمطلق بالانحياز التام لإسرائيل، وهذا من وجهة نظري هو موضوع عقائدي بالدرجة الأولى، يجسده الدعم غير المشروط من قبل المسيحية الصهيونية أو الايفانجلكن، كما يسمونها اختصاراً، والتي تبني رؤيتها لنهاية العالم وعودة السيد المسيح بضرورة تحقيق ثلاثة شروط هي قيام دولة إسرائيل وعودة اليهود إليها، وبناء الهيكل، ومن ثم حصول معركة هرمجدون التي سَيهزم المسيح وأتباعهِ فيها الأشرار، وستؤسس للألف سنة السعيدة قبل نهاية العالم.  المسيحية الصهيونية ضاربة جذورها في صناعة القرار الأمريكي، فالرئيس رونالد ريجان وبوش الإبن ودونالد ترامب ونائبه مايك بنس وغيرهم العشرات من صناع القرار في الولايات المتحدة الأمريكية هم أبناء لهذه الكنيسة، والتي يَربوا أتباعها عن السبعين مليون في أمريكا وحدها.  كنيسة نشطة ومؤثرة ولها امتدادها في البنى السياسية والاجتماعية والاقتصادية الأمريكية، وستظل هذه الكنيسة تعكس تصوراتها اللاهوتية على صناعة القرار الأمريكي لصالح الرؤية والرواية الإسرائيلية.

نتائج الانتخابات الأمريكية وإن حسمت لصالح بايدن بأصوات المجمع الانتخابي، إلا أنها جاءت متقاربة في الكثير من الولايات، فيما ولايات أخرى تقدم فيها ترامب، وهذا يعني أنه وبالرغم من تجاوزات إدارة ترامب على المستوى الداخلي، كازدرائها للسود الأمريكيين والملونين والمثليين وتشجيعها للعنصرية، إلا أن قاعدتها الشعبية ما زالت متماسكة وثابثة وعند التدقيق العددي بين مناصري الحزبين، سنجد أن الفوارق ضئيلة جداً فهناك 70 مليون ناخب صوتوا لأفكار ورؤية ترامب، أي أكثر من تلك التي أوصلته للرئاسة الأمريكية سنة 2016، ما يعني أن مؤيدي ترامب ازدادوا عدداً ولم ينفضوا عنه، بينما صوت لبايدن 74 مليون ناخب، ليسوا جميعهم بالضرورة ملتزمين وقريبين من رؤيته وأفكاره، بل صوتوا هروبا من ترامب، وبالتالي فإن عودة الجمهوريين إلى الحكم خلال السنوات الأربع القادمة واردة جداً، وكما مرت سنوات ترامب الأربع بسرعة البرق؛ بما خلفته من دمار، بعضه مستدام وباق معنا طويلاً، فإن سنة 2024 قريبة جداً بعمر السياسة وما ربحه الديمقراطيون بصعوبة بالغة، قد يستعيده الجمهوريون بسهولة.

بايدن، أو كما فضل أن يسميه ترامب Sleepy Jo، أي جو النائم، سيحتفل بعيد ميلاده ال78 قبل 20 يناير 2021، موعد دخوله البيت الأبيض، وبذلك يكون أكبر رئيس أمريكي سناً يبدأ مهام منصبه.  يبدأهُ مع طيف واسع من الملفات المرهقة، مجتمع منقسم بشكل رأسي وحاد، واقتصاد منهك تجاوز فيه الدين العام الأمريكي حاجز الـ 27 تريليون دولار، فاقمت جائحة كورونا وعمقت الأزمة الاقتصادية، وتراجع الناتج المحلي، فيما فقد سوق العمل ملايين الوظائف، هذا على المستوى الداخلي، وأما على المستوى الدولي، فالملفات أمام الإدارة الجديدة كثيرة جداً، على رأسها بالتأكيد صراع القوة والنفوذ مع التنين الصيني، وقد شهدنا أهم تجلياته في تعزيز الوجود الأمريكي في جنوب آسيا وفي بحر الصين، ناهيك عن الصراع السياسي أيضا مع كل من روسيا وإيران، إلى جانب فشل إدارة ترامب في تنصيب رجلها رئيسا لفنزويلا، وعودة اليسار إلى الحكم في بوليفيا، هذا بالإضافة إلى الجفاء مع حلف الناتو، وغير ذلك الكثير من الإرث السيء الذي سيتركه سلفه ترامب وبحاجة  لجهود مضنية لجبر الضرر.

من خلال مسيرته الطويلة في الكونجرس الأمريكي، وكنائب للرئيس أوباما، وما أعلنه في برنامجه الانتخابي، فإن الخطوط العريضة لسياسة بايدن باتجاه الشرق الأوسط معروفة، فبالنسبة لإيران، فقد كان موقفه واضحاً وداعماً لسياسة أوباما، وعليه فمن المؤكد أنه سيعيد العمل بجوهر الاتفاق النووي مع طهران، وإن كان من المرجح استغلاله للظروف التي نشأت وترتبت في السنوات الأربع الماضية لإدخال تحديثات على هذا الاتفاق، كالضغط على إيران للحد من قدراتها وبرنامجها للصواريخ البالستية، وكذلك تدخلاتها في دول الجوار.  أما موقفه من تركيا، فقد صرح سابقاً، بأنه يجب إعمال القانون الأمريكي القاضي بوضع عقوبات على أي دولة تشتري سلاحا متقدما من روسيا، وذلك عقب شرائها لمنظومة الصواريخ S400 المضادة للطائرات، والتي راوغ سلفه ترامب في ذلك باعمال تفسيرات أخرى للقانون كي لا يتم تطبيقه على الأتراك.

ملفات جداً كبيرة ومتشابكة ومعقدة وأكثر أولوية في حد ذاتها من المسألة الفلسطينية الإسرائيلية، وبحكم خبرته العميقة بتعقيدات الأمور، فإنه لن يُغامر كثيراً بمحاولة إيجاد حلول لمشكلة قائمة منذ أكثر من قرن من الزمان فيما فشل غيره بذلك، سيما مع وجود حكومة يمينية إسرائيلية على وشك الانهيار، ومن المرجح أن تأتي حكومة يمينية أكثر تطرفا منها، فإذا ما صدقت التوقعات، فإن نفتالي بينت هو رئيس الحكومة القادم.  لهذه الأسباب وغيرها، فإن أكثر ما ستقدمه إدارة بايدن هو المحافظة على وعودها التي أعلنتها أثناء الانتخابات والمتمثلة في العودة لتقديم الدعم لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى "الأونروا"، وإعادة الاتصالات مع القيادة الفلسطينية وإعادة فتح مكتب م ت ف في واشنطن، إلى جانب عودة القنصلية الأمريكية للعمل في القدس الشرقية، والتزامها بحل الدولتين، مع الضغط على إسرائيل للحد من وتيرة وتسارع البناء الاستيطاني وليس توقفه، وفوق كل هذا، فإنه لن يكون هناك ضوء أخضر لعملية الضم كما هو مخطط لها في صفقة القرن، باختصار سيعمل بايدن على إدارة الأزمة وليس حلها، أي إبقاء الوضع بحالة موت سريري لا أكثر إن صح التعبير.

ترامب لا يزال وسيظل حاضراً على الساحة الأمريكية، اجتماعياً وسياسياً، فما فعله في السنوات الأربع الماضية، من تأجيج لروح العنصرية لدى الرجل الأبيض، وازدرائه للملونين والمثليين، بعثت الانقسامات الحادة داخل المجتمع الأمريكي، إلى جانب هذا، فإن له قاعدة انتخابية كبيرة أعطته أصواتها، ناهيك عن طبيعة شخصيته التي لا تقبل الهزيمة وعدم قبوله بنتيجة الانتخابات، كل هذا سيظل ماثلا كتحدٍ صعب وممتد أمام بايدن، وقائمة المعيقات كثيرة، وعلى سبيل المثال لا الحصر، فإلى جانب الطعون في نتائج الانتخابات في بعض الولايات، فإن العديد من الوظائف والقرارات الحساسة يتعين على بايدن أخذ موافقة مجلس الشيوخ عليها، هذا المجلس غير مضمون الأغلبية للديمقراطيين كما تشير التقارير، وهناك مواقع وظيفية حساسة أخرى من المتوقع أن يُشغلها برجاله قبل خروجه من البيت الأبيض، وبالتالي، فإن هناك عثرات في الطريق لتقدم بايدن نحو تنفيذ برامجه الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، سَتَستَنزف الكثير من وقته وجهده، وعلى رأس أولوياته بلا شك سيكون علاج الانشقاق في المجتمع الأمريكي.

لا يزال في عمر ترامب الرئاسي أو كما تسميه الأدبيات السياسية الأمريكية، الرئيس البطة العرجاء Lame Duck President حتى العشرين من يناير، وعلى الرغم من أنه جرت العادة أن لا يتخذ الرؤساء الأمريكيين قرارات كبيرة جداً في الفترات الانتقالية وقُبيل مغادرتهم المكتب البيضاوي؛ إلا أن إدارة أوباما سمحت في الأيام الأخيرة من عمرها بتمرير قرار مجلس الأمن 2334 المصيري، وعليه فإن الإسرائيليين يأملون من ترامب، وفي طريقه لمغادرة البيت الأبيض، اتخاذ مجموعة من القرارات المصيرية في صالحهم، منها بالتأكيد إعطاء الضوء الأخضر لعملية الضم، وبالنظر إلى تصرفات ترامب وفريقه المحيط به على مدار السنوات الماضية، فإن حدوث هذا يَظل قائماً، وإن كان بعيداً إلى حد ما، نظراً لشعوره بالخذلان نتيجة لتصويت الجالية اليهودية في أمريكا لبايدن، وكذلك عدم دعم نتنياهو له في مكالمتهم الأخيرة قبل الانتخابات حين سأله ترامب عن مرشحه للانتخابات الأمريكية وتجنب نتنياهو دعمه بشكل صريح.

إيران واحدة من الأهداف الموضوعة على قائمة ترامب ومناصريه الإقليميين، وبالإضافة إلى التحضيرات الجارية لفرض سلسلة عقوبات جديدة عليها بدعوى انتهاكها لحقوق الإنسان، فإنه من غير المستبعد أن يتم توجيه ضربات جوية لها، وذلك لإغلاق باب العودة للاتفاق النووي وتعقيد الأمور أمام الرئيس الجديد، سيما وأن إيران، وعلى لسان روحاني، أعلنت موقفها مسبقاً من الرئيس الأمريكي "بالنسبة لطهران فإن سياسات الإدارة الأمريكية القادمة هي المهمة وليس من يفوز في الانتخابات الأمريكية"، وإنها لن تعود للاتفاق النووي لأنها لم تخرج منه أصلاً، وأن المطلوب هو تعويضات أمريكية عن الفترة السابقة التي أعقبت خروجهم من الاتفاق.

ثانياً: تغيرات عميقة في الإقليم

انطلق سباق التطبيع، ولن يتوقف، والطريق الذي عبدته إدارة ترامب سَيُجبر بايدن على السير عليها، وذلك لأنه يريد أن يقدم شيئا مميزاً لصالح اللوبي الصهيوني، والدول التي كانت مرشحة للتطبيع في عهد ترامب لا تزال مرشحة وبقوة للتطبيع في عهد بايدن، سيما أن خطوات ترامب لاقت ترحيباً من قبل بايدن نفسه، وعليه فمن الطبيعي أن يستمر الأخير في سعيه لاستكمال ما بدأه سلفه، وهذا ليس فقط نتيجة لقناعاته الشخصية الموجودة بالفعل، بل أيضا كإرث سياسي يرغب بمراكمته خلال فترته الرئاسية الأولى، تُعزز من فرصة وفرص الديمقراطيين في الدورة القادمة للانتخابات.

المتابع للكم الكبير من الاتفاقيات والتعهدات التي تم توقيعها منذ تاريخ 13 سبتمبر 2020 بين الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل، أي في فترة قياسية، يعلم تمام العلم أن هذه الاتفاقات جاءت نتيجة لعلاقات ممتدة وعميقة وسابقة بكثير لتوقيع الاتفاق، وما رأيناه من تبني واضح للرواية الإسرائيلية في الكثير من إعلام بعض الدول العربية يؤشر بوضوح للخطر القادم على الفلسطينيين.  المتابع أيضا لإعلام بعض دول الإقليم الفاعلة، يرى بوضوح العداء الكبير الذي تكنه هذه الدول للديمقراطيين حتى بعد خسارة ترامب، حيث ظل هذا الإعلام نشطا وفعالا لصالح الأخير، ويسوق روايته حول تزوير الانتخابات، حتى ذهب البعض منهم إلى القول بأن انتشار فيروس كورونا ما هو إلا مؤامرة من الصين لإسقاط ترامب، متجاهلين في الوقت عينه، وبشكل متعمد كم الخراب الذي جلبته هذه الإدارة على الفلسطينيين.

بايدن له موقف واضح ممن يسميهم القادة الاستبداديين الذين يحكمون الشرق الأوسط، ويعتبرهم يقوضون موقف أمريكا الأخلاقي على مستوى العالم حين لا يقيمون وزنا لحقوق الإنسان وللديمقراطية، ويعرضون حياة المعارضين للخطر، وذلك في إشارة واضحة لقضية مقتل أحد الصحفيين، ووصف ترامب لأحد الرؤساء بـ"الديكتاتور المفضل لديه"، أضف إلى ذلك موقف البعض الداعم لخصمه السياسي بتقديمهم التطبيع مع إسرائيل هدايا سياسية عززت من فرص نجاحه أثناء الحملة الانتخابية، ولذا فليس من المستبعد أن يتم السماح بتفعيل قضايا ضد زعماء شرق أوسطيين في المحاكم الأمريكية.  إلى جانب هذا، فإن تقارير الأمم المتحدة المتعلقة بالحرب في اليمن سنراها تؤشر بشكل أكثر صراحة ومباشرة لارتكاب دول التحالف جرائم حرب ضد المدنيين اليمنيين بما يعنيه ذلك من تبعات على هذه الدول.

بايدن كان واضحا أيضاً في سياسته تجاه إيران، وكما هو معلوم، فإنه كان من داعمي الاتفاق النووي 5+1 معها، إبان حكم أوباما حين كان نائبا له، وقد أعلن صراحة عن نيته العودة للاتفاق مع إيران، والعودة لهذا الاتفاق تعني رفع بعض العقوبات كتحصيل حاصل، ويعني أيضاً وبالضرورة لجوء دول الخليج نحو تمتين علاقاتها على كافة المستويات مع دولة الاحتلال، إسرائيل، وبطبيعة الحال، فإن ذلك سينعكس بالابتعاد أكثر وبشكل عملي عن مساندة نقيض دولة الاحتلال الفلسطينيين، وباستثناء العبارات المكررة في السرديات الورقية للجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي؛ فإن المواقف العملية لبعض الدول العربية ستنحاز أكثر للموقف الإسرائيلي من الصراع، وفي بعض الأحيان سيكونون وسيلة ضغط على الفلسطينيين.

في الختام، تجدر الإشارة إلى أن ترامب ليس ظاهرة فردية وعابرة في التاريخ الحديث، فالترامبية حالة منتشرة حول العالم وتذكرنا بحقبة الثلاثينات من القرن الماضي، حين ظهر اليمين الشعبوي في أوروبا الذي أنتج النازية والفاشية، إلى جانب هذا، فإن هناك حوالي سبعين مليون ترامب في المجتمع الأمريكي من السهل جداً تجميعهم وتعبئتهم بأفكار بعينها، سيكتب الكثير جداً حولها في قادم الأيام لتأثيرها المباشر على العالم برمته، وعلينا نحن الفلسطينيين أن نكون على دراية ووعي بما يجري على الساحة الأمريكية لما لذلك من تأثير سلبي مُباشر علينا.

المستشار: عبدالله ابو شاويش

بعثة فلسطين لدى الأمم المتحدة - نيويورك