الجمعة  29 آذار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

الحليب مقابل الدخان بين فلسطين والأردن.. طالع ماكل ونازل ماكل

2021-09-22 10:58:38 AM
الحليب مقابل الدخان بين فلسطين والأردن.. طالع ماكل ونازل ماكل
الحدود الأردنية الفلسطينية

 خاص الحدث

تفاجأ عبد الرحمن الذي يسكن إحدى مدن شمال الضفة الغربية من عدم تمكنه من شراء أكثر من "كروزين دخان" خلال تواجده في محل السوق الحرة الاردنية بعد اجتيازه لجسر الملك حسين باتجاه عمان، وقد أوضح له بائع السوق الحرة أنه لا يمكن بيعه أكثر من ذلك. بينما حصل ابن عمه الذي يرافقه في السفر على 6 كروزات.

لم يكن يعلم عبد الرحمن أن ما سمح لابن عمه بشراء هذه الكمية، هو المعرفة المسبقة بينه وبين بائع السوق الحرة الأردنية، فقد كشف له الأخير أنه معروف لدى معظم الباعة في السوق الحرة، وبالتالي لا تتم معاملته كشخص يشتري لمرة واحدة أو بشكل غير دوري.

حولت هذه الصدفة وكم التساؤلات عبد الرحمن من زائر إلى تاجر. يقول عبد الرحمن في مقابلة مع صحيفة الحدث إن رحلته للأردن كانت بهدف حل نزاع على قطعة أرض مع أقاربه، وما جرى مع ابن عمه لفت انتباهه، فقد استبدل الكروزات الستة بحليب النيدو، وحصل على باكيت حليب بوزن (2.250 غم) مقابل كل كروز. 

ويوضح عبد الرحمن أن سعر باكيت حليب النيدو في الأردن (9.40 دينار) وبعد تهريبه إلى الأراضي الفلسطينية يباع بـ (16 دينارا) تقريبا. مشيرا إلى وجود مهربين متخصصين في تهريبه من الأردن لفلسطين يعملون بنفس الآلية السابقة، إذ يحققون ربحا من عملية الاستبدال بالسجائر التي تجري في الجانب الأردني من جسر الملك حسين، بالإضافة للربح الذي يحققونه من بيع الحليب في الأراضي الفلسطينية، كما أنهم يهربون السجائر في طريق عودتهم.

ويؤكد عبد الرحمن في حديثه مع صحيفة الحدث أن المشكلة ليست في عمليات التفتيش والتدقيق، بل إن علاقات جيدة تربطهم بعناصر الجمارك الأردنيين والفلسطينيين بسبب تحركهم بشكل مستمر من وإلى جسر الملك الحسين، وإنما في المنافسة بين التجار، إذ أن هذه التجارة (عمليات التهريب) أصبحت رائجة وتتضخم وهناك أشخاص يطلق عليهم "الحيتان" يحاولون السيطرة على هذا النوع من التجارة.

حاولت الحدث التواصل مع أحد الأردنيين الذين يرتبطون في هذه التجارة مع فلسطينيين من سكان الضفة الغربية لكنه رفض الحديث، واكتفى بالقول: لو كان الأمر خطيرا لما عملنا به، ولما تجاهلت السلطات المعنية أمره، نحن نعمل في التجارة بغض النظر عن توصيف البعض لها، ولا أستطيع أن أضيف أكثر من ذلك.

ويستهجن عبد الرحمن والتاجر الأردني الذي قابلناه ما توصف به تجارتهم بأنها عمليات "تهريب"، مشيرين إلى أن عددا كبيرا يعمل في هذه التجارة، دون اعتراض أو ملاحقة من أي جهة، على حد قولهما. لكنهما شددا على أن بيع السجائر بكميات كبيرة في السوق الحرة لا يكون إلا للمعروفين كمهربين لدى التجار.