الأربعاء  24 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

"حماس": نحن في حل من أي التزام بالمبادرة.. وإسرائيل تتوعد أي خروق

2014-07-15 03:10:49 PM
صورة ارشيفية

الحدث- محمد الغفري


أعلنت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، ظهر اليوم الثلاثاء، رفضها للمبادرة المصرية لوقف إطلاق النار، والجهاد الإسلامي يؤكد توافقه مع حماس بشأن ذلك، فيما هددت إسرائيل بالتصعيد العسكري إذا لم تلتزم حماس بوقف إطلاق النار، وذلك بعد موافقتها على المبادرة في وقت مبكر من صباح اليوم.

نتنياهو وعلى غير العادة، خرج منذ صباح اليوم الثلاثاء، عقب اجتماع المجلس الوزاري المصغر في تل أبيب، معلنا موافقة حكومته على المبادرة المصرية لوقف إطلاق النار، في وقت قياسي جدا، من إعلان مصر عن المبادرة في الإعلام.
الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، أكدت مجتمعة أنها لم تكن على دراية عن موضوع المبادرة إلى وقت الإعلان عنها في وسائل الإعلام، ولم تكن موجودة عندما صيغت مبادئ المبادرة، وبنودها لا تلائم المقاومة وهي في صالح إسرائيل.
وفي هذا السياق، قال عضو المكتب السياسي لحركة "حماس"، موسى أبو مرزوق، صباح اليوم الثلاثاء، إن المشاورات "لازالت جارية في الحركة حول مبادرة وقف اطلاق النار التي طرحتها مصر، أمس الاثنين.
وأضاف أبو مرزوق في تغريدة على موقع التدوينات القصيرة "تويتر": "لازلنا نتشاور، ولم يصدر موقف الحركة الرسمي، بشأن المبادرة المصرية".
وقال المتحدث باسم حماس سامي أبو زهري، "تم استثناء الحركة من المشاورات، وبالتالي فهي في حل من أي التزام بها، مؤكدا رفضها وقف إطلاق النار دون اتفاق واضح".
وأضاف في تصريحات له، أنه لم يتم التعاطي مع الحركة حول المبادرة، لا يمكن إملاء أي شيء عليها، خاصة في أمر لم تُستشر فيه.
وأكد أبو زهري أن هذه المبادرة التي طرحتها مصر تهدف إلى إنهاء المقاومة وسحب سلاحها، مشيرا إلى أن حماس تدافع عن شعب، وأن المقاومة مستمرة في مواجهتها للعدوان، وهي قادرة على ذلك.
يأتي ذلك بعد ساعات من إعلان كتائب القسام، الجناح العسكري لـ"حماس"، "رفضها" لمبادرة وقف إطلاق النار مع إسرائيل، بحسب بيان صدر عن "القسام" قالت فيه: "إن صح محتوى هذه المبادرة فإنها مبادرة ركوعٍ وخنوع نرفضها نحن في كتائب القسام جملة وتفصيلا وهي بالنسبة لنا لا تساوي الحبر الذي كتبته، إن معركتنا مع العدو مستمرة وستزداد ضراوة وشدةً".
من جهته، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن إسرائيل وافقت على المبادرة المصرية "من أجل إعطاء فرصة لنزع سلاح القطاع من الصواريخ والأنفاق عبر السبل الدبلوماسية".
وأضاف نتنياهو أنه "إذا لم تقبل حماس مبادرة وقف إطلاق النار كما يبدو الوضع الآن، فإن إسرائيل سيكون لديها كل الشرعية الدولية لتوسيع العملية العسكرية لتحقيق الهدوء المنشود".
ويرى الخبير في الشؤون الإسرائيلية أنطوان شلحت في حوار مع "الحدث"، أن إسرائيل وافقت على المبادرة المصرية؛ لأنها تحاول كسب المعركة الدبلوماسية، وبسبب وجود ضغوط دولية عليها من أجل وقف العدوان على غزة، كذلك لأن هذه المبادرة لا تلبي شروط المقاومة التي أعلنت عنها في وقت سابق، وفي المقابل تضمن التهدئة وعدم أطلاق الصواريخ من غزة.
ولفت شلحت النظر إلى أن اليمين الإسرائيلي المتطرف صوت ضد هذه المبادرة ورفضها، لأنه يرى ذلك في مصلحة المقاومة، وكان على نتنياهو أن يفرض شروط أعلى من أجل وقف العملية العسكرية الإسرائيلية.
في حين يرى المحلل السياسي جهاد حرب في حديث لـ"الحدث"، أن المبادرة المصرية لم تلتفت إلى الشروط الفلسطينية، وتنحصر فقط في وقف إطلاق النار والتفاوض عليها فيما بعد، كذلك لم تراعي مسألة الفارق والتفوق الجديدة الذي أحدثته المقاومة الفلسطينية في المعركة.
وأضاف حرب أن هذه المبادرة لا تضمن عدم عودة العدوان الإسرائيلي على غزة، لأن المشكلة في أساسها هي وجود الاحتلال الإسرائيلي، مؤكدا أن: "جذر المشكلة هو القضية الفلسطينة، فطالما هناك احتلال لابد من وجود مقاومة وبالتالي استمرار الاشتباك هنا وهناك".
وبعد إعلان المبادرة المصرية بوقت قصير، ألقى إسماعيل هنية نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس كلمة، شدد فيها على أن مطلب غزة هو رفع الحصار، وأن توقف إسرائيل اجتياح الضفة الغربية وليس العودة إلى تهدئة في ظل مثل هذا الوضع.
أما في رام الله، رحب الرئيس محمود عباس بالمبادرة المصرية، كما ثمن الجهود التي بذلتها مصر لحماية الشعب الفلسطيني، داعيا جميع الأطراف إلى الالتزام بالمبادرة "حفاظا على دماء شعبنا والمصالح الوطنية العليا".
وفي واشنطن، رحب الرئيس الأميركي باراك أوباما، ووزير خارجيته، بالمبادرة المصرية، وأعرب عن أمله أن تتيح العودة إلى الهدوء.
وقال أوباما خلال حفل إفطار رمضاني إن إسرائيل لها الحق في الدفاع عن نفسها ضد هجمات "لا تغتفر"، واصفا في الوقت نفسه مقتل مدنيين فلسطينيين في الهجوم الإسرائيلي على القطاع بأنه "مأساوي".