الخميس  25 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

ويقولون لنا، دعكم من غزّة

2014-07-16 03:32:07 PM
ويقولون لنا، دعكم من غزّة
صورة ارشيفية
 
بقلم الكاتب في صحيفة "ستار" التركية "أحمد طاشكتيران"
 
 نعم، كنتَ أميناً عاماً لمنظمة "التعاون الإسلامي"، التي تأسست أصلاً من أجل دعم القضية الفلسطينية، ثم أصبحت مرشحاً توافقياً لحزبي الشعب الجمهوري وحزب الحركة القومية التركية المعارضين؛ إلى الانتخابات الرئاسية التركية، التي يصوت فيها الشعب لأول مرة من أجل اختيار رئيس البلاد.
 
إن ما تقوم به إسرائيل من وحشية تجاه غزّة؛ يدفع كل من يحمل الشعور بالإنسانية إلى النهوض، وإني ومن خلال هذا المنبر؛ أدعو "أكمل الدين إحسان أوغلو" إلى الاعتراف بوحشية الممارسات التي تقوم بها إسرائيل تجاه غزّة، وأطالبه بأن يحث العالم لئلا يغض الطرف عن تلك الفظائع المرتكبة، فمن المستغرب أن تظهر منكم في هذه الآونة تصريحات؛ تدعو تركيا إلى الوقوف على الحياد تجاه القضية الفلسطينية.
 
لكن لحسن الحظ، فإن حب فلسطين في هذا البلد ليس حكراً على رئيس الوزراء "رجب طيب أردوغان" ووزير خارجيته "أحمد داود أوغلو". وفي المقابل، فإننا لا نسمع أي تصريح من زعماء المعارضة مثل "كمال قليجدار أوغلو" و"دولت باهجه لي"، حيال الآلام التي تشهدها غزّة، فوحشية إسرائيل أزهقت عام 2009 أرواح 1417 شخصاً بينهم 927 مدنياً بينهم 355 طفلاً، في عملية الرصاص المصبوب ضد غزّة. فضلاً عن أن إسرائيل لا تكتفي بتدمير البنية التحتية وتحويل غزة إلى مكان غير صالح للسكن فحسب، بل وتزهق أرواح الناس حتى في الأشهر المقدسة كشهر رمضان، حيث وصل عدد الذين فقدوا حياتهم في العمليات التي تشن على غزّة في هذه الآونة نحو 200 قتيل، و1500 جريح.
 
إن الكتابة عن غزة بات يرتبط بالكتابة عن وحشية إسرائيل والعجز الدولي، وعن العار الذي بات ملازماً لزعماء الدول الصغيرة والكبيرة، كما أن الكتابة عن عزّة باتت تظهر قبح أولئك؛ الذين يقدمون نفسهم كمنافسين على السلطة في تركيا من ناحية، ويظهرون شعورهم بالخزي من الاهتمام التركي بمنطقة الشرق الأوسط - سوريا والعراق ومصر - . يريدون من تركيا أن تصم الآذان عمّا يجري في البوسنة وبلغاريا وأوكرانيا. ولا يمكن الكتابة عن غزّة  مع تجاهل حقيقة الاحتضان الواضح؛ الذي تمارسه الولايات المتحدة من أجل حماية الكيان الإسرائيلي.
 
 

هل أخطأ أردوغان الذي وقف أمام "بيريز" في "دافوس"؛ عندما وصف المنظومة الدولية ومجلس الأمن بالعجز وعدم القدرة على إصدار القرارات؟ وهل رأينا من الأمين العام للأمم المتحدة "بان كي مون" شيئاً خارج نطاق الإدانات والتنديدات التي لا تثمر ولا تغني من جوع؟ فيما تواصل آهات وصرخات أطفال ونساء غزّة؛ الارتفاع من أرض الرباط حتى تلامس عنان السماء، بينما يواصل البعض ترسيخ اعتبار التجرد من الإنسانية يمثل السياسية والدبلوماسية.