الإثنين  29 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

الأسير كريم يونس حرّا.. والاحتلال يحاول التنغيص عليه في اللحظات الأخيرة

2023-01-05 09:40:59 AM
الأسير كريم يونس حرّا.. والاحتلال يحاول التنغيص عليه في اللحظات الأخيرة
الأسير المحرر كريم يونس يزور قبر والدته التي توفيت قبل 8 أشهر

الحدث الفلسطيني

أفرجت قوات الاحتلال الإسرائيلي، صباح اليوم الخميس، عن الأسير كريم يونس، بعد 40 عاما قضاها في سجون الاحتلال، حيث يعتبر يونس من أقدم الأسرى في السجون الإسرائيلية. 

محاولات إسرائيلية لمنع الاحتفالات 

قوات الاحتلال عمدت في الساعات الأخيرة محاولة التنغيص على الأسير المحرر يونس وعائلته فرحتهم، فأفرجت عنه في ساعات مبكرة لمحاولة تخريب استقباله الذي تحضر له العائلة منذ أسابيع، وأكدت مواقع عبرية أن قرار الإفراج عنه مبكرا جاء لتجنب الاحتفالات بالإفراج عنه.

كما اقتحمت قوات الاحتلال الليلة الماضية، منزل عائلته في بلدة عارة بالداخل المحتل واستولت على الأعلام الفلسطينية، وأبلغت العائلة، بمنع رفع الأعلام الفلسطينية والبوسترات ذات العلاقة بالقضية الفلسطينية أو تشغيل الأغاني الوطنية.

المستوطن ووزير الأمن القومي الإسرائيلي ايتمار بن غفير، حاول التدخل كذلك لإلغاء الاحتفالات باستقبال المحرر يونس، وكشفت مواقع عبرية، أن بن غفير اتصل بقائد شرطة الاحتلال يعقوب شبتاي الليلة الماضية، وطالبه بالتدخل لمنع الاحتفالات بتحرر يونس. 

وطالب وزير داخلية الاحتلال أرييه درعي قبل أيام، بسحب الجنسية الإسرائيلية من الأسيرين كريم وماهر يونس قبل أيام من الإفراج عنهما، وقالت القناة 12 الإسرائيلية، إن درعي وجه نداءً عاجلاً للمستشارة القضائية لحكومة الاحتلال، وطلب منها العمل لممارسة سلطتها بموجب قانون "المواطنة" لسحب الجنسية الإسرائيلية من الأسيرين كريم وماهر يونس.

يونس: والدتي حملتني في دموعها وقلبها ووجدانها 

فور الإفراج عنه، توجه الأسير كريم يونس لزيارة قبريّ والديه في مقبرة بلدة عارة، واللذين توفيا وهو في الأسر؛ وأحتضن كريم قبر والده الذي توفي قبل 10 سنوات، والذي حُرم من لقائه لأكثر من 17 عاما، وقبر والدته التي توفيت وهي تنتظره قبل 8 أشهر فقط من الإفراج عنه.

وقال يونس من أمام قبر والدته: والدتي كانت سفيرة لكل أسرى الحرية.. أمي تحملت فوق طاقتها لكنها اختارت أن تراني من السماء بعد انتظار طويل، لقد حملتني في دموعها وقلبها ووجدانها على مدار 40 عاما.

عن تفاصيل الإفراج عنه

روى كريم يونس لوسائل الإعلام تفاصيل الإفراج عنه، حيث تم اقتحام السجن ليلا ونقله بشكل مفاجئ من السجن إلى الخارج وتم نقله من مركبة إلى أخرى، وتركه لاحقا عند محطة الباصات حيث وجد يونس عمالا فلسطينيين تحدث من هاتف أحدهم مع أشقائه.

يونس، لم يجد ما يوصف به مشاعره فور التحرر، بعد أربعة عقود من الاعتقال، وقال: لا أستطيع أن أتحدث عما بداخلي وشعوري، اليوم فقط استنشقت الهواء ورأيت الشمس وأسرانا يستحقون الحرية وهم داخل السجون يحملون الموت على أكتافهم.

وأردف: لدينا استعداد لتقديم 40 سنة أخرى من أجل الحرية، وهذا العطاء موجود لدى كافة الأسرى، وأنا خرجت من السجن لأنشد نشيد بلادي وأواصل طريق الحرية، قد تكون حريتي بادرة لحرية الأسرى.

من هو كريم يونس؟

يعتبر كريم يونس أحد أقدم الأسرى في سجون الاحتلال، ويلقب بعميد الأسرى الفلسطينيين.

ولد يونس في 24 ديسمبر 1956 في قرية عارة الواقعة في الداخل المحتل، وخلال تعليمه الجامعي اعتقلته قوات الاحتلال في يناير 1983 وانتزعته من مقاعد الدراسة في الجامعة وهو في الـ 23 من العمر ولأشهر بقي مكان اعتقاله مجهولا لعائلته والمحامين.

وجه الاحتلال لـ يونس، عدة تهم أبرزها الانتماء إلى حركة فتح التي كانت محظورة في حينه، والانخراط في المقاومة المسلحة، وقتل جندي إسرائيلي، وحكم عليه بالإعدام شنقا، ثم خفف الحكم إلى المؤبد المفتوح ثم تم تحديده بـ 40 عاما. 

كتابان من داخل الأسر

أكمل يونس تعليمه الجامعي في داخل أروقة سجون الاحتلال، وأصدر كتابين أحدهما بعنوان "الواقع السياسي في إسرائيل 1990"، والآخر بعنوان "الصراع الأيديولوجي والتسوية 1993".

الرسالة الأخيرة ما قبل التحرر

كتب يونس رسالته الأخيرة من داخل سجنه قبل التحرر بعثها مع محاميته، قال فيها: "ها أنا أوشك أن أغادر زنزانتي المظلمة، التي تعلمتُ فيها ألا أخشى الظلام، وفيها تعلمتُ ألا أشعرَ بالغربة أو بالوحدة، لأنني بين اخوتي، اخوة القيد والمعاناة، اخوة جمعنا، قسمٌ واحد، وعهدٌ واحد".

وأضاف: أُغادر زنزانتي، ولطالما تمنيتُ أن أغادرها منتزعًا حريتي برفقةِ اخوة الدّرب، ورفاق النّضال، متخيلًا استقبالا يعبر عن نصرٍ وانجازٍ كبيرين، لكنني أجد نفسي غير راغب، أحاول أن أتجنب آلام الفراق، ومعاناة لحظات الوداع لإخوة ظننتُ أني سأكمل العمرَ بصحبتهم، وهم حتما ثوابت في حياتي كالجبال، وكلما اقتربت ساعة خروجي أشعر بالخيبة وبالعجز، خصوصا حين أنظر في عيون أحدهم، وبعضهم قد تجاوز الثلاثة عقود".

وتابع: "سأترك زنزانتي، وأغادر لكن روحي باقية مع القابضين على الجمر المحافظين على جذوة النّضال الفلسطينيّ برمته، مع الذين لم ولن ينكسروا، لكن سنوات أعمارهم تنزلق من تحتهم، ومن فوقهم، ومن أمامهم، ومن خلفهم، وهم ما زالوا يطمحون بأن يروا شمس الحرّيّة لما تبقى من أعمارهم، وقبل أن تصاب رغبتهم بالحياة بالتكلفِ والانحدار".