الأربعاء  24 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

الممثل الفلسطيني حسين نخلة: تأثير الدراما يمكن أن يوازن رصاصة

2023-03-21 08:10:49 AM
الممثل الفلسطيني حسين نخلة: تأثير الدراما يمكن أن يوازن رصاصة
الممثل حسين نخلة

تدوين- سوار عبد ربه

قبل نحو سنتين، بزغت ومضة في مخيلة المخرج الشاب بشار النجار أسر بها إلى الممثل الفلسطيني حسين نخلة، فنتج عن تلك الومضة، فكرة لمسلسل فلسطيني تدور أحداثه في مدينة نابلس، ويغطي الفترة الواقعة ما بين 129-1936، ليبدأ التحضير لهذا العمل، إلى أن أصبح نصا مكتملا وتم البدء بتصويره، منذ حوالي الشهرين،  ليعرض على الشاشات في رمضان القادم.

يتناول العمل حقبة زمنية هامة في التاريخ الفلسطيني، وتنطلق أحداث  المسلسل  من مدينة نابلس والتي هي موقع الحدث، بتفاصيلها الاجتماعية  والنضالية، وتقاليدها، وما مر عليها  من أحداث وتداعيات في ذلك الوقت  والتي شملت كامل تراب فلسطين.

حول هذا، التقت تدوين، الممثل حسين نخلة وأجرت معه الحوار التالي: 

تدون: قبل الخوض في الأسئلة، أطلعنا على التفاصيل الأساسية لمسلسل "أم الياسمين" من حيث طاقم العمل بما يشمل الممثلين، المخرج، الكاتب، الشركة المنتجة، وغيرها.

نخلة: العمل اسمه ام الياسمين، فكرة وإخراج بشار النجار، وتأليف طاهر باكير، فاخر أبو عيشه وبشار النجار، بالإستناد على المراجع التاريخية التي أرّخت لتلك الحقبة إضافة لامتلاكهم الخلفية عن مدينة نابلس وتاريخها والأحداث التي دارت فيها في الفترة التي يتناولها المسلسل والتي تقع ما بين 1929- 1936 مرورا بثورة البراق، وإعدام الشهداء الثلاثة في عكا (محمد جمجوم، عطا الزير، وفؤاد حجازي). 

ويشارك في العمل أكثر من 50 شخصية رئيسية وكم كبير من الممثلين المساعدين  والأدوار الثانوية و(الكومبارس).

 ومن بين الممثلين الرئيسيين على سبيل المثال لا الحصر: أسامة ملحس ،أحمد أبو سلعوم، حسام أبو عيشة، حسين نخلة، عبود عبيد، طاهر بكير،  أمجد غانم، خالدة غوشة، منيرة زريقي، باسل عطالله، نوال حجازي، رفيف ملحس، نغم كيلاني، زينة مقبول، عماد الصابر، سعيد سعادة، سليم الدبيك، وميساء أبو صاع، منذر بنوره، رياض الصابر، مراد وديع، فيحاء الصابر، عامر كوسا، باسل خليل، سحر عرقاوي، وحنين بني شمسه، وغيرهم.

تدوين: تحت أي نوع درامي يندرج هذا العمل؟ 

نخلة: العمل يصنف على أنه وطني اجتماعي، نشاهد من خلاله عادات وتقاليد أهل نابلس ومقاومتهم للإنجليز  في ذلك الوقت حيث تنطلق أحداثه كما قلنا  من مدينة نابلس وتمتد لتشمل مساحة الوطن، وكما يعلم الجميع فقد كانت فلسطين حينها تحت ما يسمى الانتداب البريطاني  بعد الحرب العالمية الأولى، وهزيمة العثمانيين آنذاك.

تدوين: من خلال الصور ومقاطع الفيديو المرفقة على مواقع التواصل الاجتماعي من داخل مواقع التصوير، يمكن الملاحظة أن الملابس والأمكنة تتشابه مع أعمال البيئة الشامية التي تشتهر بها الدراما السورية، إلى أي مدى تتشابه مدينة نابلس وعاداتها مع العادات في سوريا؟ 

نخلة: يستعرض المسلسل ملابس أهل نابلس في تلك الحقبة خدمة لواقعية الحدث والفترة الزمنية التي يدور فيها الحدث،  والتي تشبه إلى حد ما الزي الشامي ، لكن هنا أريد أن أوضح أن بلاد الشام في ذلك الوقت كانت  تتشابه في عاداتها وتقاليدها وزيها. فالطبيعة واحدة والعادات والتقاليد متشابهة إلى حد كبير،  ولا ننسى أن  نابلس معروفة بإسم دمشق الصغرى.

أما إن قصدت بأن هناك تشابه أو تقليد لأعمال درامية سورية فأنا أؤكد أننا بعيدين عن التقليد تماما، وليس هناك أي علاقة ما بين العمل الذي نصوره  والذي يمس قضيتنا كفلسطينيين وأي عمل سوري.

تدوين: لماذا وقع الاختيار على مدينة نابلس بالتحديد؟ 

نخلة: القصة التي كتبت، كتبت انطلاقا من مدينة نابلس، اي أن منبع الحدث في الحكاية هو مدينة نابلس. رغم أن الحدث يمتد ليشمل مساحة الوطن بقراه ومدنه في ذلك الوقت.

تدوين: ما هي الأماكن التي قمتم بالتصوير فيها؟ 

نخلة: استغل الاستاذ بشار النجار الأماكن القديمة في المدينة  حيث  تم تصوير بعض المشاهد في بيت إبراهيم وفدوى طوقان الذي ما زال ماثلا في البلدة القديمة  حتى الآن، وكذلك في الصبانات، والحمام التركي ، وبعض أحياء المدينة القديمة . واماكن اخرى.

تدوين: كيف كانت ظروف التصوير سيما وأن نابلس لم تعرف الهدوء منذ مدة طويلة، هل أثرت اقتحامات الاحتلال والاشتباكات المسلحة على سير العمل؟ 

نخلة: نعم ، مررنا كطاقم عمل بظروف صعبة بسبب انتهاكات الاحتلال المتواصلة للمدينة، أدت لتأخير التصوير أياما عديدة، لكننا مصممون على إنجاز العمل قبل شهر رمضان المبارك رغم كل هذه الظروف، لدينا فريق رائع  من التقنيين والفنانين والمصورين وعاملي الإنتاج ومساعدي الإخراج، كلهم يعملون بجد وجهد كبير، ويعملون تحت ضغط الظروف من أجل أن يخرج هذا العمل إلى النور بصورة مشرفة وراقية.

تدوين: ما الإضافة التي سيقدمها هذا العمل للدراما الفلسطينية سواء المحلية أو الدراما العربية التي تناولت القضية الفلسطينية؟ 

نخلة: الدراما الفلسطينية ما زلت في بداياتها، وتشق طريقها على خارطة الدراما العربية. صحيح  يوجد عدة محاولات، ومجموعة أعمال تم تنفيذها كدراما فلسطينية لكن بغالبيتها لم ترق إلى المستوى المطلوب إلا القليل منها، ويرجع ذلك لعدة أسباب، منها عدم وجود شركات إنتاج فلسطينية تمول مثل هذه الأعمال، إذ أن أي عمل سواء كان مسرح، تلفزيون، سينما يحتاج إلى مال لكي ينتج.

وأنا وطاقم العمل نرى أن هذا المسلسل سيكون نقلة نوعية في الدراما الفلسطينية وسيفتح الباب لإنتاج أعمال فلسطينية ذات موضوع وقيمة فنية وفكرية تضاهي اي عمل درامي عربي.

تدوين: كيف انعكس هذا على مسلسل "أم الياسمين"؟ 

نخلة: كما علمت فقد توجه الاستاذ بشار النجار لجهات ثقافية ورجال أعمال للمساهمة في دعم العمل لكن للأسف دون جدوى، فالجهود التي بذلت كانت جهود ذاتية يتكفل بها بشار النجار بشكل شخصي، ولإيمان فريق العمل بما يقدمه أصر على إتمام العمل حتى لو لم يتوفر أي مردود مادي.. صحيح كان هناك شعور بالإحباط لكن وقوف فريق العمل يدا واحدة كان له الأثر الكبير في استمرار تصوير العمل حتى إنجازه كاملا. وللأسف في فلسطين لا يوجد دعم للأعمال الدرامية كما ينبغي رغم أننا دائما نقول أن الدراما هي نوع من أنواع المقاومة، وتأثيرها يمكن أن يوازي رصاصة .ونحن مستمرون من أجل إنجاز عمل درامي يليق لموضوعنا الفلسطيني.

تدوين: هل تعتقد أن المسلسل كونه محلي الصنع ويتناول حقبة مهمة من التاريخ الفلسطيني سيحظى بمكانة عند المشاهد الفلسطيني والعربي الذي أصبحت تقدم له أعمال تجارية بحتة بغض النظر عن مضمونها، ويتقبلها بل وتحظى بنسب مشاهدة عالية؟ 

نخلة: حاولنا في المسلسل أن نسخر كل طاقتنا للقيام بعمل ذو قيمة فنية وفكرية ولسنا قاصرين عن ذلك .كما أن الدعاية التي حظي بها المسلسل كبيرة جدا، وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، الناس تترقب هذا العمل بشغف كبير وهذه ملاحظاتي وملاحظات كل الزملاء العاملين بالمسلسل، نحن وفيون لقضيتنا ولفننا ولما وعدنا الناس به بأن نكمل العمل قبل شهر رمضان ليبث على الشاشات في الشهر المبارك.

تدوين: على أي شاشات سيعرض العمل؟

نخلة: لا أعلم بعد، لكن تواصلت بعض الجهات من دول عربية مع المخرج بشار النجار، واعتقد أنه سيبث على اكثر من فضائية إن شاء الله.

نبذة عن الضيف:  

حسين نخلة: ممثل فلسطيني وشاعر  من مواليد رام الله، بدأ مسيرته الفنية على خشبة المسرح في أواخر السبعينات من القرن الماضي، احترف الفن في بداية التسعينات ،شارك في العديد من الأفلام والمسلسلات والمسرحيات الفلسطينية والعربية. وحاز على عدة جوائز كأحسن ممثل عن أدوار مختلفة في السينما. وشارك في العديد من المهرجانات العربية.