السبت  27 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

القمة الدولية من أجل مستقبل بدون الأونروا/ بقلم: سامي مشعشع

ماذا تعرف عن منظمة "مراقبة الأمم المتحدة" و"مركز الشرق الأدنى لبحوث السياسات"؟

2024-03-04 01:40:00 PM
القمة الدولية من أجل مستقبل بدون الأونروا/ بقلم: سامي مشعشع
سامي مشعشع

منظمة "مراقبة الأمم المتحدة " هي مؤسسة مقرها العاصمة السويسرية، أنشئت في العام ١٩٩٣ وهي معتمدة، للأسف، كمؤسسة غير حكومية بمجلس الأمم المتحدة الاقتصادي والاجتماعي ECOSOC . لسنوات طوال عملت هذه المنظمة تحت مظلة "المؤتمر اليهودي العالمي" ولاحقا عبر "اللجنة اليهودية الأمريكية" وهذا ينبئك بالكثير! المدير التنفيذي لمراقبة الأمم المتحدة UN Watch هذه هو هليل نوير (وهو صاحب طاقة سلبية كبيرة) وهوسه الأول والرئيس هو مهاجمة الأونروا والقضاء عليها. يتمتع بدهاء وطاقة كبيرتين ويشرف كذلك على تحالف دولي (كما يسميه) تحت مسمى "قمة جنيف للديمقراطية وحقوق الإنسان" والتي تنضوي تحت عباءتها ٢٥ مؤسسة غير حكومية [وهنا تكمن قوته وتأثيره وقدرته على التشبيك الفعال وهي مهارة غائبة عنا وإن كانت الأمور بالنسبة لنا في هذا المضمار في تحسن مستمر خصوصا بعد السابع من أكتوبر].

المؤسسة الثانية، وغير المعروفة لكثيرين،  مقرها القدس وتعمل تحت مسمى "مركز الشرق الأدنى لأبحاث السياسات". Near East Center for Policy Research والتي أنشئت في العام ١٩٨٣ ويشرف عليها شخص يدعى ديفيد بدين، ويعد نفسه صحفيا وهو أمريكي المولد. هذا المركز وهذا الشخص يكاد يوظفون جل جهدهم و"أبحاثهم" لتشويه سمعة الأونروا وشيطنتها، تثبيت خطورة حق العودة للاجئين الفلسطينيين وإقناع صناع القرار خصوصا بأن على الأونروا أن تحل لأنها تحض على الكراهية والعنف والاتكالية وإطالة أمد القضية وأنها شريكة "بالإرهاب" وأن مناهجها التعليمية وطواقمها ومعلميها تهدف لتدمير الكيان. لشديد الأسف عمل معهم عبر السنوات حفنة قليلة لا تتعدى أصابع اليد الواحدة فلسطينيين!

"أبحاث" ومؤتمرات و"دراسات" ولقاءات دولية ومداخلات أمام أجهزة الأمم المتحدة المختلفة واستخدام ممنهج للنفوذ بهدف الضغط والحصول على تأييد البرلمانات وصناع القرار والساسة حول العالم.. خصوصا العالم الغربي. أموال مرصودة بسخاء، استئجار لأقلام وصنع خبيث لمحتويات مضللة وتلفيقات ضد الأونروا عبر فيديوهات وكتابات ومضمون ينفث سمومه بدون كلل وملل عبر وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي.

هاتان المؤسستان على وجه الخصوص، ولعقود، استنفذتا جهودا كبيرة من طاقم صغير للغاية داخل جسم الأونروا، كان لي شرف العمل معه، بهدف فضح أساليبهم وتفنيد اتهاماتهم وأكاذيبهم. كان لنا عبر السنين بعض النجاحات والكثير من الإخفاقات للأسف.

"القمة الدولية من أجل مستقبل بدون أونروا" والتي دعت إليها UN Watch الأسبوع الماضي هدفت فيما هدفت إليه جمع ١٠٠ ألف توقيع على عريضة تطالب بتفكيك الأونروا وتقديمها للأمين العام للأمم المتحدة. الحملة لم تنجح ولضعف الحضور تم تحويل "القمة" من قاعة كبيرة إلى مطعم مجاور! حسنا، ومن كان أبرز الحضور؟ دينيس روس (مبعوث بيل كلينتون للشرق الأوسط!) والذي فتحنا له أبوابنا ومكاتبنا وأسرارنا. الآن، وهو بدون حاجة للتلون، هاجم "بقمة المطعم" الأونروا بشراسة مطالبا بإدخال تغييرات جوهرية على جسم الوكالة ومناديا بذات الوقت بضرورة إيجاد بدائل لها!

هاتان المؤسستان لهما يرجع "الفضل" الأساس في خطورة وشراسة الهجمة على الأونروا وعلى حق العودة التي نشهدها الآن.

إذن أين نحن من كل ذلك؟ 

للأسف وبحزن شديد لا يوجد لدينا مركز /هيئة/ مؤسسة/ جهاز رسمي كان أو قاعديا أو بحثيا يقف أمام هكذا منظمات باحثا، مدافعا، ومهاجما ومسلحا بدراسات وأبحاث وينتج مضمونا وعملا إعلاميا متعددا مفندا لرواية وتلفيقات الطرف الآخر.

كانت هناك محاولة قبل أكثر من عشر سنوات لإنشاء "جمعية الأمم المتحدة — فرع فلسطين " United Nations Association – Palestine Section  وتسجيلها واعتمادها رسميا والتصويت على قبولها عضوا فى اتحاد جمعيات الأمم المتحدة الدولية WUNA والتي تضم جمعيات أمم متحدة في دول كثيرة، ومنها دولة الكيان، تدعم عمل الأمم المتحدة وتطالب بتصويبه إن دعت الحاجة وتثير قضايا ذات اهتمام لبلدانها. فشلت في هذا الجهد للأسف لأنه يتطلب جهدا جمعيا لم أوفق بتشكيله ولأن هذه المحاولة اصطدمت بكوني كنت أعمل مع الأونروا وأن هكذا محاولة تعتبر تجاوزا لمفهوم الحيادية المطلوب من عاملي الأمم المتحدة التمتع بها! 

هي إذن مناشدة لنا جميعا للتدبر والنظر في إنشاء هكذا جمعية وإن تعذر فعلى الأقل التداعي لإنشاء "جمعية أصدقاء الأونروا" وأن تبدأ هكذا جمعية بالعمل على الدفاع عن الأونروا (بكل ما لها وما عليها) والدفاع عن حق العودة وعن اللاجئين الفلسطينيين.