الإثنين  29 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

إسرائيل وحكام غزة / بقلم: فارس الصرفندي

خلف الخطوط

2015-06-02 12:59:09 PM
إسرائيل وحكام غزة / بقلم: فارس الصرفندي
صورة ارشيفية

 

ماذا يعني أن يعلن الرئيس الإسرائيلي استعداده للتفاوض مع حركة حماس، ويؤكد بأنه ليس مهماً مع من يتفاوض، المهم على ماذا يتفاوض؟ وماذا يعني تصريح آخرين في إسرائيل أنهم قد يضطرون للتفاوض مع الحركة التي تحكم قطاع غزه؟ وماذا يعني أن يلمح الرجل الثاني فعلياً في حركة حماس موسى أبو مرزوق بأن فكرة التفاوض مع إسرائيل واردة؟ التفاوض بين حركة حماس وإسرائيل لم يعد من المحرمات لدى الحركة التي تمثل تيار المقاومة في الأراضي الفلسطينية... الحركة فاوضت الاحتلال حقيقة بين الأعوام ٢٠٠٧ و٢٠١١... عبر وسيط عربي وآخر أوروبي... خلال هذه المفاوضات كان الأمر يدور حول أسير إسرائيلي ومئات الأسرى من الفلسطينيين واستطاعت الحركة في النهاية أن تحقق أفضل الممكن كما قال قادتها.. لكن التفاوض بين حركة حماس وبين إسرائيل كان قائماً دوماً، وقادة كبار في حماس فاوضوا  إسرائيل وهم داخل السجون حول أوضاع الأسرى... ولم أزل أذكر كلمة لمدير معتقل مجدو الإسرائيلي مخاطباً أحد قادة الصف الأول في حماس كنا مرتعبين من التفاوض معكم بعد أن أصبحتم تحكمون السجون، لكن المفاوضات معكم كانت أكثر عمقاً من  المفاوضات مع الآخرين... اليوم حماس ترى أن لا ضير من التفاوض مع المحتل من منطلق القوة ما دامت لا تعترف به... وفي حماس فقهاء يستندون إلى تفاوض الرسول صلى الله عليه وسلم مع قريش والتي انتهت بصلح الحديبية الذي استمر لأعوام قبل أن تنقضه قريش... التفاوض بالنسبة لحماس ينطلق من شروط تبدأ بعدم الاعتراف بإسرائيل وأن يكون التفاوض من منطلق القوة وأن لا يكون هناك تنازل عن شبر من الأرض الفلسطينية... وحتى فكرة الهدنة طويلة أو قصيرة الأمد، فهي واردة ما دام الهدف النهائي هو إنهاء الاحتلال.. حركة حماس خلال الأسابيع الأخيرة ألقت بعض الرسائل السياسية تجاه تل أبيب.. فعلى لسان أحد قادة حماس الأقوياء فتحي حماد جاء بأن مئة ألف جندي من حماس جاهزون لمعركة القدس.. وفي موقع آخر حماس تحدثت عن ألف وظيفة جديدة لحفر الأنفاق.. إسرائيل هي الأخرى تتحدث عن جاهزيتها لمعركة في قطاع غزة ستخسر فيها حماس الكثير.. هذه الرسائل ليست سوى رسائل الحرب من أجل السلام... حركة حماس تريد الثمار دون دماء وتدرك أن معركة جديدة لن تكون في صالحها... وإسرائيل تدرك أن نتائج الحرب القادمة غير مضمونة.. في إسرائيل يقرأون المشهد بشكل مغاير لما تقرؤه السلطة الفلسطينية... فإسرائيل ترى أن حركة حماس هي صاحبة اليد الطولى في قطاع غزة من الناحية الأمنية... وخلال الأسابيع التي تلت الحرب الأخيرة استطاعت حماس أن تفرض قوتها وأن تثبت الهدنة على الأرض... وفي الدوائر الأمنية الإسرائيلية يثنون على قدرة حماس في تأمين المنطقة الحدودية وهو الأمر الذي فشلت به السلطة قبل أن تفقد سيطرتها على القطاع في العام ٢٠٠٧.. وعليه، ما تريده تل أبيب هو الأمن.. وما تريده حماس هو الحصول على تسهيلات وامتيازات تتعلق بالمعابر والميناء والمطار، وهنا يكون التفاوض على المصالح الفلسطينية دون المساس بالثوابت الفلسطينية.. وكما قال الرئيس الإسرائيلي ليس مهماً مع من نتفاوض، ولكن المهم على ماذا نتفاوض... وبالنسبة لحركة حماس ما دام التفاوض لا يؤدي إلى الاعتراف بإسرائيل ولا يمس بالثوابت، فما المانع من الحصول على امتيازات للشعب الفلسطيني.. وعلى السلطة الفلسطينية أن تقرأ المقدمات جيداً.