الأحد  16 حزيران 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

بركة الشيخ رضوان بغزة.. قنبلة بيئية موقوتة

2024-05-23 10:17:20 AM
بركة الشيخ رضوان بغزة.. قنبلة بيئية موقوتة

الحدث الفلسطيني

تشكل بركة الشيخ رضوان، التي تُخصَّص لتجميع مياه الأمطار شمال مدينة غزة، قنبلة صحية وبيئية موقوتة قد تنفجر في أي لحظة، بعد تسرب مياه الصرف الصحي إليها، نتيجة تدمير الجيش الإسرائيلي البنية التحتية في القطاع.

ويعاني الفلسطيني رامي اليازجي، مثل غيره من السكان الذين يعيشون في محيط بركة الشيخ رضوان، من المشاكل الصحية والبيئية الناجمة عن انتشار الروائح الكريهة والحشرات الضارة وغيرها.

وتمتلئ بركة الشيخ رضوان بالمياه الملوثة بعد تسرب مياه الصرف الصحي إليها نتيجة استهداف الجيش الإسرائيلي للبنية التحتية في مدينة غزة وتدمير الخطوط الناقلة وخطوط التصريف.

خلق أزمات

ويقول اليازجي لمراسل الأناضول: “بركة الشيخ رضوان ممتلئة بمياه الصرف الصحي والقمامة وأصبحت تسبب أذى لسكان المنطقة، وتحولت إلى مكرهة صحية”.

ويضيف “الاحتلال تعمد خلق أزمات وكوارث بيئية وصحية في هذه المنطقة المكتظة بالسكان لدفعهم إلى النزوح، وذلك بإخراج البركة عن العمل بقصف المضخات والمولدات الكهربائية”.

ويشكو اليازجي وسكان حي الشيخ رضوان من تكاثر حشرة البعوض والقوارض في المنطقة، ما يزيد من معاناتهم ويعقّد الوضع الصحي والبيئي في المنطقة في ظل الحرب.

مدير دائرة الصرف الصحي في بلدية غزة، محمد الإمام، يعزو تسرب مياه الصرف الصحي إلى البركة إلى استهدافات الجيش الإسرائيلي لمحطات الصرف الصحي شرق المدينة وخطوط الضخ الرئيسية.

ويقول: “بركة الشيخ رضوان قنبلة صحية وبيئية موقوتة قد تنفجر في أي لحظة، بعد تسرب مياه الصرف الصحي”.

ويوضح الإمام لمراسل الأناضول أن نحو مليون متر مكعب من مياه الصرف الصحي تجمعت داخل البركة، ويصعب التعامل معها أو تفريغها بعد تدمير مضخات البركة ومولدات الكهرباء الاحتياطية.

ولفت إلى أن “التصريف الوحيد المتاح الآن باتجاه مياه الخزان الجوفي وبالتالي زيادة تلوث المياه الجوفية بكميات كبيرة من الصرف الصحي، الأمر الذي يتطلب سنوات طويلة للتخلص من هذه المشكلة”.

إشكالية مركبة

من ناحيته، يقول عضو لجنة الطوارئ في بلدية غزة، عاصم النبيه: “مشكلة الصرف الصحي كبيرة جدًا وبدأت منذ بداية الحرب الإسرائيلية في السابع من أكتوبر الماضي، بعد تسرب كميات كبيرة في مختلف أنحاء المدينة، بسبب استهداف الخطوط والشبكات الرئيسة.”

ويضيف: “هناك إشكالية مركبة تتمثل في اختلاط مياه الصرف الصحي بمياه الأمطار في بركة الشيخ رضوان، وبالتالي أصبح هناك خطر كبير جدًا يتمثل في تسرب المياه العادمة إلى الخزان الجوفي في مدينة غزة”.

ويوضح أن بلدية غزة منذ بداية الحرب طالبت المؤسسات الدولية والمؤسسات العاملة في هذا المجال بضرورة التدخل العاجل لإنقاذ مدينة غزة والمواطنين من الكارثة الصحية والبيئية التي يتعرضون لها بسبب تسرب كميات كبيرة من الصرف الصحي، بالإضافة إلى شح الوقود اللازم لتشغيل المضخات.

ويبين أن “البلدية لم تستلم إلا كميات قليلة جدًا من الوقود في الأشهر الماضية، في ظل الحاجة الكبيرة لكميات كبيرة لتشغيل مضخات الصرف الصحي في مختلف أنحاء المدينة وتفريغ بركة الشيخ رضوان من مياه الصرف الصحي أو تقليل منسوب المياه العادمة في هذه البركة، لكن للأسف حتى هذه اللحظة لا يوجد استجابة حقيقية أو استجابة كافية لحل هذه المشكلة والكارثة الصحية”.

ويقول: “تسرب مياه الصرف الصحي سواءً في أنحاء مدينة غزة أو إلى بركة الشيخ رضوان ينذر بكارثة صحية وبيئية كبيرة جدًا على المواطنين من ناحية انتشار الأوبئة والأمراض، وأيضًا بسبب تسرب المياه العادمة إلى المياه الجوفية وبالتالي تلويث الخزان الجوفي لمدينة غزة وهذه مشكلة كبيرة جدًا قد يحتاج حلها إلى سنوات وربما إلى عقود قادمة”.

ويضيف النبيه: “إن زيادة نسبة تلوث المياه الجوفية يجعل هذه المياه غير صالحة للشرب والاستخدام خاصة في المناطق المحيطة ببركة الشيخ رضوان، وقد يتسع ذلك في حال طال أمد الأزمة”.

وفي أبريل الماضي، أشار مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إلى تفاقم أزمة الصرف الصحي الخطيرة في الأصل مع اقتراب فصل الصيف، لاسيما بعد انهيار نظام معالجة مياه الصرف الصحي.

وبركة الشيخ رضوان أكبر مكان لتجميع مياه الأمطار في مدينة غزة، لكن تدمير الجيش الإسرائيلي لخطوط الصرف الصحي الناقلة أدى إلى تسرب المياه العادمة إليها وتحويلها إلى مكرهة صحية.

وفي مارس/ آذار الماضي، قال متحدث الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، إن 80 بالمئة من الأسر في غزة لا تتوفر لديها مياه نظيفة.

وتواصل إسرائيل الحرب رغم العدد الهائل من الضحايا المدنيين، ورغم اعتزام المحكمة الجنائية الدولية إصدار مذكرات اعتقال دولية بحق رئيس وزرائها ووزير دفاعها؛ لمسؤوليتهما عن “جرائم حرب” و”جرائم ضد الإنسانية”.

كما تتجاهل إسرائيل قرارا من مجلس الأمن الدولي بوقف إطلاق النار فورا، وأوامر من محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير فورية لمنع وقوع أعمال “إبادة جماعية”، وتحسين الوضع الإنساني بغزة.

 

المصدر: الأناضول