أظهرت نتائج دراسة جديدة لمعهد "تاوب" أن الدخل الشهري للعائلة الأثيوبية في إسرائيل هو أقل بـ 35% من متوسط دخل العائلة الواحدة في المجتمع اليهودي في إسرائيل. وتعلل الدراسة الفجوة في دخل العائلات الأثيوبية بأنه يعود لعدة أسباب من بينها متوسط الثقافة لدى الأثيوبيين وهو أدنى مستوى في المجتمع اليهودي في إسرائيل وكذلك أوضاع الأثيوبيين في سوق العمل والمهن التي يعملون بها والأجور التي يحصلون عليها.
وأجرى معهد "تاوب" لبحوث السياسة الاجتماعية في إسرائيل الدراسة التي فحصت مزايا الثقافة والعمل لدى الإسرائيليين من أصول أثيوبية بين الأعوام 1998-2011. وأظهرت الدراسة أن معطيات التعليم والعمل لدى الشباب اليهود من أصول أثيوبية قد تحسنت مقارنة بالجيل السابق، إلا أن تقليص الفجوات بشكل كامل يحتاج إلى وقت إضافي.
وبحسب معطيات مركز الإحصاء الإسرائيلي فقد تلخص متوسط دخل العائلة اليهودية الأثيوبية في إسرائيل بـ 11.453 شاقلا بينما وصل متوسط دخل العائلة الواحدة في المجتمع اليهودي إلى 17.711 شاقلا. وبحسب الدراسة أيضا فإن نسبة الشبان الأثيوبيين العاملين في جيل العمل الأساسي (25-54) قد ارتفعت بشكل كبير خلال العقد الأخير. وبحسب الدراسة فقد استقرت نسبة العاملين من بين الأثيوبيين في إسرائيل على 72%، إلا أن هذا المعطى هو أقل من نسبة العاملين في المجتمع اليهودي الكلي والذي يصل إلى 79%.
وأظهرت الدراسة أن 50% من اليهوديات الأثيوبيات اللواتي قدمن إلى إسرائيل في جيل متأخر يعملن في مجال النظافة والمطبخ، فيما تبلغ نسبة الرجال العاملين في هذا المجال 17%. أما نسبة الأثيوبيين ممن نشئوا في إسرائيل من بين العاملين في مجال النظافة فتبلغ 3.9% وهي مشابهة لجميع شرائح المجتمع الإسرائيلي.
وأشارت الدراسة أيضا أن معظم المتعلمين لدى اليهود الأثيوبيين يعملون في مجال التدريس والعمل الاجتماعي وبالتالي ينعكس ذلك على الأجور التي يحصلون عليها، مقارنة بوظائف أخرى في إسرائيل. وبحسب الدراسة فإن نسبة الحاصلين على شهادة التوجيهي الإسرائيلية "البجروت" من بين الطلاب الأثيوبيين الذين درسوا في البلاد قد بلغت 53% فيما تصل النسبة لدى مختلف شرائح المجتمع اليهودي في إسرائيل إلى 75%.
وبحسب الدراسة، ووفق معطيات حتى عام 2008، فإن نسبة اليهود الأثيوبيين الحاصلين على ألقاب جامعية في إسرائيل قد وصل إلى 20% وهو نصف نسبة الأكاديميين لدى اليهود في إسرائيل والتي تبلغ نسبتهم نحو 40%.
وقال الباحث غلعاد برناد من معهد تاوب: "نتائج الدراسة تشير إلى أن نسبة التعليم المنخفضة نسبيا لدى الأثيوبيين هي السبب الأساسي للمعطيات الخاصة بسوق العمل"، وأضاف: "هذا المعطى يدعم أهمية التعليم العصري والنوعي مع التأكيد على أهمية دراسة مواضيع مهمة وذلك كوسيلة رئيسية من أجل دمجهم بشكل أفضل في سوق العمل".