دعا العضو العربي في الكنيست الإسرائيلي، رئيس القائمة العربية المشتركة، "أحمد الطيبي"، المجتمع الدولي إلى تعزيز مقاطعة منتجات المستوطنات الإسرائيلية، وممارسة أعلى أشكال الضغط الدولي، أخلاقياً وسياسياً، لثني إسرائيل عن سياسة التمييز العنصري التي تمارسها بحق الفلسطينيين.
ولفت الطيبي في لقاء خاص أجرته معه الأناضول، اليوم الخميس، في العاصمة موسكو، التي وصلها للمشاركة في اجتماع الأمم المتحدة الدولي لدعم السلام في الشرق الأوسط إلى "أن أهمية الاجتماع أنه يعقد في موسكو، للتركيز على الدور الهام لروسيا في الشرق الأوسط، وتحديداً في الصراع العربي - الإسرائيلي"، مبيناً أن الاجتماع يركز على الحل القائم على مبدأ الدولتين".
وأردف قائلاً "يهمنا التركيز على أن الاستيطان يمثل عقبة أمام تحقيق حل الدولتين، وعلى أوضاع الفلسطينيين في أراضي 1948، والتمييز العنصري الذي يمارس ضدهم، وسنطرح رؤيتنا لحل الصراع"، مضيفاً "أن سياسة نتنياهو (رئيس الوزراء الإسرائيلي) الاستيطانية التوسعية، باتت مكشوفة للجميع"، بحسب تعبيره.
وشدد الطيبي على ضرورة العمل من أجل جعل الاحتلال مكلفاً، مبيناً " لقد طال عمر الاحتلال كثيراً، لأنه ليس مكلفاً للإسرائيليين، إن دور المجتمع الدولي هو تعزيز المقاطعة لمنتجات المستوطنات الإسرائيلية، وممارسة أعلى أشكال الضغط الدولي، أخلاقياً وسياسياً، كما كان الوضع إبان نظام التمييز العنصري في جنوب افريقيا".
واعتبر الطيبي أن لروسيا الاتحادية دور هام في حل قضية الشرق الأوسط ، كونها قوة دولية كبرى، وإحدى أطراف اللجنة الرباعية الدولية المكلّفة بمتابعة ملف المفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية. وردا على سؤال بشأن إقدام إسرائيل على اعتقال صحفية روسية، كانت على متن إحدى سفن "أسطول الحرية 3"، التي كانت متجهة إلى قطاع غزة، قال الطيبي "إن الغطرسة والعجرفة الإسرائيلية، واعتقاد قادتها أنهم استثناء وفوق القانون، هو ما جعلهم يتصرفون بهذه الصورة"، مشيراً أن إسرائيل رفعت من وتيرة حملاتها ضد الصحفيين، وأن ما تعرضت له الصحفية الروسية هو ما يتعرض له الصحفيون الفلسطينيون في الأراضي الفلسطينية يومياً، وصحفيون أتراك في الآونة الأخيرة.
وأكد الطيبي على ضرورة أن ينتهي الوضع القائم، وأن تخضع إسرائيل كغيرها لأحكام القوانين الدولية، مشيراً أن "روسيا كقوة دولية، قادرة على حماية مواطنيها، ويمكن أن تكون قدوة ونموذجاً، وأن ترسخ لدور أكثر فاعليةً في الشرق الأوسط".
وحول الخيارات البديلة، في حال فشل الحلول المقترحة لحل الصراع العربي الإسرائيلي، قال الطيبي "لا أعتقد أن المفاوضات ممكنة في هذه المرحلة مع رئيس حكومة مثل نتنياهو، هو يعتقد أن عامل الوقت لصالحه، ويحاول المماطلة وإطالة أمد الصراع بالقدر الممكن، لحين الانتهاء من تغيير الأوضاع على الأرض وفرض وقائع جديدة، إنه يستخدم الوقت بشكل ماهر للغاية، كأداة استراتيجية لإبقاء الوضع على ما هو عليه".
وختم الطيبي بالقول "أمام الحكومة الإسرائيلية أحد خيارين، إما حل الدولتين، أو حل الدولة الثالثة، إلا أن حكومة نتنياهو وكعادتها ستختار خياراً ثالثاً، يستند على إبقاء الوضع على ما هو عليه، وتعميق الاحتلال، وتغيير الواقع على الأرض من خلال فرض نظام أبارتيد (فصل عنصري)، لا يمكن للمجتمع الدولي أن يتعايش معه".
.jpg)
