الأحد 15 حزيران 2025
ترجمة الحدث
في ظل التصعيد المتسارع في الشرق الأوسط، تواصل وسائل إعلام أميركية مساء الخميس نشر تقارير حول احتمال تنفيذ "إسرائيل" لضربة عسكرية ضد إيران خلال الأيام القليلة المقبلة، رغم المباحثات المرتقبة في سلطنة عُمان بين ممثلين عن الولايات المتحدة وإيران مطلع الأسبوع. ونقلت شبكة "ABC" الأميركية عن ثلاثة مصادر مطلعة أن "إسرائيل" تدرس بشكل جدي خيار توجيه ضربة عسكرية وشيكة.
ووفقًا للمصادر، لم يتضح بعد ما إذا كانت الولايات المتحدة ستشارك بشكل مباشر في أي عملية عسكرية، غير أن واشنطن قد تؤدي دورًا لوجستيًا، بما في ذلك تزويد الطائرات الإسرائيلية بالوقود جوًا، وتقديم معلومات استخباراتية لدعم الهجوم على أهداف إيرانية. كما أفادت شبكة "CBS" بأن إدارة الرئيس دونالد ترامب تدرس سبل تقديم الدعم لـ"إسرائيل" دون أن تقود العملية بنفسها.
في المقابل، ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" نقلًا عن مسؤول إيراني رفيع أن القيادة العسكرية والسياسية الإيرانية عقدت اجتماعات لبحث رد محتمل على هجوم إسرائيلي، مشيرًا إلى أن الرد الإيراني سيتضمن على الأرجح إطلاق مئات الصواريخ الباليستية تجاه "إسرائيل".
وفي تصريحات لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، قال السفير الأميركي في "إسرائيل"، مايك هاكابي، إن من غير المرجح أن تقدم "إسرائيل" على تنفيذ هجوم من هذا النوع دون الحصول على ضوء أخضر من واشنطن، لكنه أوضح أن القرار النهائي يعود إلى حكومة الاحتلال نفسها. وأضاف: "لست أنا من يتخذ هذا القرار، لكن من غير المعقول تصور سيناريو من هذا النوع في ظل العلاقة الوثيقة والثقة القائمة بين الجانبين".
وفي تطور لافت، ألغت وزارة الخارجية الأميركية بشكل مفاجئ الإيجاز الصحفي المقرر مساء الخميس، في خطوة فسّرها مراقبون بأنها قد تعكس تحولات عاجلة في الموقف أو القرار الأميركي.
من جانبه، علّق الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان على التصعيد المحتمل، مؤكدًا أن حتى في حال استُهدفت المنشآت النووية الإيرانية، فإن بلاده لن تتراجع عن مواصلة تطوير برنامجها النووي. وقال: "حتى لو تعرضت منشآتنا للهجوم، فلن يتوقف التطوير النووي الإيراني".
في المقابل، حاولت إيطاليا تهدئة الأجواء، حيث صرّح وزير خارجيتها، أنطونيو تياني، بأنه لا توجد مؤشرات لدى روما على أن "إسرائيل" تخطط لشن هجوم على إيران في المستقبل القريب، قائلاً: "ليس لدينا دلائل على هجوم وشيك، باستثناء الإجراءات الأميركية الأخيرة".
وكان الوزير الإيطالي يشير إلى الخطوات التي اتخذتها الإدارة الأميركية مؤخرًا، حيث أمرت سفاراتها وقنصلياتها في عدد من دول الشرق الأوسط، وأيضًا في مناطق بأوروبا الشرقية وشمال أفريقيا، بتفعيل خطط الطوارئ واتخاذ تدابير لحماية الموظفين في ظل التهديدات المتصاعدة.
وفي السياق ذاته، أصدرت السفارة الأميركية لدى الاحتلال تعليمات أمنية لموظفيها وعائلاتهم، تقضي بتقييد حركتهم داخل مناطق محددة فقط: تل أبيب الكبرى، القدس، وبئر السبع. وأوضحت السفارة أن القرار يأتي بسبب "تصاعد التوترات الإقليمية"، مشيرة إلى أن التنقل مسموح فقط بين هذه المناطق، بما في ذلك الوصول إلى مطار بن غوريون عبر الطريق رقم 1، والعبور إلى معبر اللنبي المؤدي إلى الأردن.
