الأربعاء  16 تموز 2025
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

صحيفة عبرية تكشف العقبة التي تقف وراء تأخير الإعلان عن اتفاق صفقة التبادل

2025-07-09 12:56:16 PM
صحيفة عبرية تكشف العقبة التي تقف وراء تأخير الإعلان عن اتفاق صفقة التبادل
أرشيفية

ترجمة الحدث

في ظل استمرار المفاوضات بشأن صفقة تبادل الأسرى، ومع إعلان المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف عن تضاؤل الفجوات بين "إسرائيل" وحماس، ما يزال هناك عائق رئيسي يعرقل التوصل إلى اتفاق: الانسحاب من محور موراج، الواقع بين رفح وخان يونس. ووفقًا لصحيفة يديعوت أحرونوت، فإن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو كان قد كشف قبل نحو ثلاثة أشهر عن سيطرة الجيش على هذا المحور، واصفًا إياه بـ"محور فيلادلفيا الثاني"، وأعلنت "إسرائيل" حينها نيتها إقامة "مدينة إنسانية" جنوبه على أنقاض رفح.

وبحسب ما أوردته يديعوت أحرونوت، فإن "المدينة" المخطط إنشاؤها ستكون في الواقع مجمّعًا مدنيًا ضخمًا، يهدف إلى تركيز السكان الغزيين وفصلهم عن حركة حماس. وفي هذا السياق، أوضحت حكومة الاحتلال الإسرائيلي أن نيتها هي الإبقاء على محور موراج تحت سيطرة جيش الاحتلال في كل الأحوال، بينما تصر حماس على انسحاب كامل من هذا المحور، وهو ما يعيق حتى اللحظة التوصل إلى اتفاق.

وتضيف الصحيفة أن الهدف الإسرائيلي من الإبقاء على المحور هو استخدامه كنقطة تفتيش لفحص مئات آلاف الفلسطينيين الذين سيعودون إلى رفح، سواء طوعًا أو قسرًا، والتي ستُحوّل إلى "مدينة إنسانية خالية من المسلحين". وستُقام على المحور حواجز يديرها الجيش لفحص العائدين، رغم أن رفح لم تعد تحوي أي بنية تحتية صالحة للسكن بفعل العدوان الأخير، ما دفع حكومة الاحتلال للتخطيط لإقامة بنى مؤقتة أشبه بمخيمات لاجئين.

وتشير يديعوت أحرونوت إلى أن الانسحاب من المحور، حتى لو كان جزئيًا، يُعد بمثابة تنازل يُذكّر بما تصفه الصحيفة بـ"فشل محور نيتساريم"، الذي فتحته "إسرائيل" سابقًا لعودة مئات الآلاف إلى غزة، بما فيهم عناصر من حماس، بحسب زعمها.

وتوضح الصحيفة أن السيطرة على محور موراج، والذي سبق وأن تحركت فيه قوات الاحتلال العام الماضي، نُفذت من قبل فرقة 36، بهدف تطويق ما تبقى من كتائب حماس في رفح، وزيادة الضغط عليها، والوصول إلى مناطق لم تُقتحم من قبل. ورغم أن الجيش أراد حينها التزام الغموض، فإن نتنياهو أفصح بأن "الجيش يسيطر على محور موراج، الذي سيكون فيلادلفيا الثاني".

وبحسب تقرير يديعوت أحرونوت، فإن اختراق المحور، الممتد لمسافة 12 كيلومترًا من معبر كيسوفيم حتى ساحل البحر، استغرق أيامًا قليلة وبمقاومة محدودة. إلا أن قوات الاحتلال المنتشرة عليه اليوم لا تشن هجمات على حماس، بل تقوم بمهمتين: حماية مواقعها المؤقتة، وتأمين عمليات توزيع المساعدات الغذائية على مئات الآلاف من الفلسطينيين، وهي مهام أدت لاستشهاد مئات الفلسطينيين. 

 

كما تشير الصحيفة إلى أن محور موراج يفصل بين خان يونس (بما فيها منطقة المواصي التي تحولت لمدينة نازحين) ومدينة رفح المدمرة، والتي لا تزال تضم آخر جيوب المقاومة وآلاف المدنيين. ويرى نتنياهو، وفقًا لـيديعوت أحرونوت، أن السيطرة على المحور "تمزق القطاع وتزيد الضغط على حماس للإفراج عن الأسرى"، مهددًا بأن "كلما تأخر ذلك، سيزداد الضغط".

وتفيد الصحيفة بأن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية أوضحت خلال السيطرة على المحور أن الهدف من التوغل هو الضغط على حماس من أجل الصفقة، إذ صرّح رئيس الأركان بأن "ما سيوقف التقدم هو الإفراج عن الأسرى"، فيما أكد رئيس الشاباك السابق رونين بار أن الهدف من السيطرة على الأرض هو إيصال رسالة لحماس مفادها أن "ثمن تأخير الصفقة سيكون باهظًا".

غير أن يديعوت أحرونوت تؤكد أن حماس وافقت في المقابل على صفقة محدثة، إلا أن "إسرائيل" ما زالت ترفض الانسحاب من ما تسميه "فيلادلفيا الثاني"، في خطوة تشير – بحسب الصحيفة – إلى وجود أهداف سياسية لدى المستوى القيادي الإسرائيلي، تتجاوز قضية الأسرى، نحو هدف أوسع هو السيطرة على الأرض.

وتوضح الصحيفة أن التسمية "محور موراج" تعود إلى مستوطنة إسرائيلية سابقة في جنوب القطاع تم إخلاؤها عام 2005. وتهدف التسمية – وفق يديعوت أحرونوت – إلى ترسيخ طموح سياسي لبعض الوزراء، مثل بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير، لإعادة الاستيطان في غزة. كما أكد وزير جيش الاحتلال يسرائيل كاتس أن "رفح ستُفرغ من سكانها وستصبح منطقة أمنية"، في إشارة صريحة إلى نوايا الاحتلال.

وفي هذا السياق، تكشف يديعوت أحرونوت أن نتنياهو أصر لعدة أشهر على البقاء في محور فيلادلفيا الأصلي، الفاصل بين جنوب غزة ومصر، حتى على حساب تعطيل صفقة التبادل، رغم أن المؤسسة الأمنية أكدت أن استعادة السيطرة عليه ستكون سريعة. كما نشر الصحفي رونين بيرغمان أن نتنياهو أدرج هذا المحور ضمن وثيقة "توضيحات" صاغها في يوليو 2024.

كما استحضرت يديعوت أحرونوت تجربة محور نتساريم، الذي قسم غزة إلى شطرين، وأثار خلافًا خلال الصفقة السابقة. ففي ذلك الحين انسحب الجيش جزئيًا، ما سمح بعودة 800 ألف فلسطيني إلى شمال القطاع، من دون رقابة، بما فيهم – بحسب مزاعم الجيش – أكثر من 10 آلاف من عناصر حماس.

وتخلص الصحيفة إلى أن جوهر الخلاف الحالي بين حماس و"إسرائيل" يتعلق بانسحاب جيش الاحتلال من غزة، حيث صرّح مصدر في الوفد الإسرائيلي إلى مفاوضات الدوحة بأن "علينا أن نتذكر أننا نتعامل مع منظمة إرهابية - حسب وصفه -، ولا يمكن التكهن بتصرفاتها".

وفي ظل هذه الأجواء، أشارت يديعوت أحرونوت إلى أن نتنياهو عقد اجتماعًا ليليًا ثانٍ خلال أقل من 24 ساعة مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، حيث ركز اللقاء على الوضع في غزة. وقال ترامب قبيل اللقاء: "علينا حل هذه الأزمة. غزة مأساة. هو (نتنياهو) يريد الحل، وأنا كذلك، وأعتقد أن الطرف الآخر أيضًا".

ووفقًا للصحيفة، جرت الجلسة في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض، من دون توثيق وصول نتنياهو. وكشف مصدر مطلع أن وفدًا قطريًا وصل واشنطن للقاء مسؤولين أميركيين، بالتزامن مع استمرار المحادثات بين وفدي حماس و"إسرائيل" في الدوحة.

وتشير يديعوت أحرونوت إلى أن الصيغة المطروحة للنقاش في قطر تتضمن هدنة لمدة 60 يومًا، وإطلاق سراح نصف الأسرى الإسرائيليين الأحياء (10)، على دفعتين: 8 في اليوم الأول و2 في اليوم الـ50، وإعادة جثامين 18 أسيرًا في ثلاث دفعات، بالإضافة إلى إطلاق سراح أسرى فلسطينيين وزيادة المساعدات الإنسانية لغزة، مع التزام الرئيس ترامب بالإشراف على مفاوضات إنهاء الحرب.