الجمعة  12 أيلول 2025
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

إدانة مصرية ثانية لتصريحات نتنياهو التوسعية

2025-08-15 06:56:39 AM
إدانة مصرية ثانية لتصريحات نتنياهو التوسعية
مخطط إسرائيل الكبرى على الخارطة (صورة مركبة)

الحدث العربي والدولي

في رسالة قوية من القاهرة، أصدرت مصر تحذيراً ثانياً لإسرائيل خلال 24 ساعة، رافضةً الخطاب التوسعي لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. وقد أدانت وزارة الخارجية المصرية "المعتقدات الوهمية" حول إقامة "إسرائيل الكبرى" وحذرت من محاولات تصفية القضية الفلسطينية، مؤكدة أن مثل هذه الأفعال غير مقبولة ولن يُسمح بها.

تصعيد الإدانة المصرية

وكانت وزارة الخارجية المصرية قد أصدرت بياناً أولاً مساء الأربعاء، طالبت فيه بتوضيحات بشأن التقارير الإعلامية الإسرائيلية حول "إسرائيل الكبرى" واحتمال ضم مصر والأردن. وأكدت الوزارة أن هذه التصريحات تهدد الاستقرار الإقليمي وترفض خيار السلام، وتتعارض مع الجهود الدولية لتحقيق الأمن والاستقرار.

جاءت هذه الإدانة بعد مقابلة نتنياهو مع قناة i24 الإسرائيلية، حيث تحدث عن "مهمة روحية وتاريخية" لتحقيق رؤية "إسرائيل الكبرى". وخلال المقابلة، أُهدي تميمة تحمل خريطة "إسرائيل الكبرى" وأكد ارتباطه العميق بهذه الرؤية. ورغم أن نتنياهو لم يذكر دولاً بالاسم، فإن وسائل الإعلام الإسرائيلية فسرت تصريحاته على أنها تشمل مصر والأردن ضمن نطاق هذه الرؤية.

تهديد للسلام والأمن الإقليمي

ووفقًا للسفير علي الحفني، نائب وزير الخارجية المصري الأسبق، فإن تصريحات نتنياهو تمثل تحولاً خطيراً في الصراع. ووصفها بأنها "استفزاز وانتهاك لاتفاقيات السلام"، مما يعقّد الوضع الراهن في غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة. وشدد الحفني على أن هذا الحديث ينقل المواجهة إلى مربع جديد وخطير لا يرغب فيه أحد في المنطقة أو المجتمع الدولي.

كما عبرت الأحزاب السياسية وأعضاء البرلمان المصريون عن إدانتهم. وأكد رئيس لجنة الشؤون العربية بمجلس النواب، أحمد فؤاد أباظة، أن تصريحات نتنياهو تمثل "انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي وتهديداً خطيراً للأمن القومي العربي الجماعي". ودعا المجتمع الدولي ومجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياتهم في مواجهة هذا الخطاب العدواني.

دعوات للعمل وحل الدولتين

واقترح عضو مجلس النواب مصطفى بكري أن يكون الرد الطبيعي على تصريحات نتنياهو هو تجميد اتفاقية السلام لعام 1979. وشدد على أنه إذا لم يعتذر نتنياهو عن تصريحاته، فيجب اتخاذ إجراءات رادعة.

وتجدد مصر تأكيدها بشكل متكرر على أنه لا بديل عن حل الدولتين، وإقامة دولة فلسطينية على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. وتعتبر القاهرة أن استمرار إسرائيل في رفض السلام وتبني السياسات المتطرفة هو المصدر الرئيسي لعدم الاستقرار في المنطقة. ولا يُنظر إلى الحديث المتكرر عن "إسرائيل الكبرى" على أنه مجرد ملاحظة عابرة، بل إعلان واضح لمشروع طويل الأمد يهدد أمن جميع الدول المجاورة.