الحدث العربي الدولي
قال السفير الأمريكي لدى الاحتلال مايك هاكابي في مقابلة إذاعية إنه لا يرى من الحكمة أن ينصح نتنياهو بما يجب أن يفعله. وزعم أن الخطوة الأولى هي التأكد من أن حركة حماس جادة بشأن إجراء صفقة التبادل. وأكد أن موقف الولايات المتحدة واضح، إذ قال الرئيس دونالد ترامب إن جميع الأسرى يجب أن يعودوا، وإن حماس لا يمكن أن تبقى في الحكم.
وأوضح هاكابي أن بلاده لا ترى من المناسب أن تملي على إسرائيل ما تفعل، بل ستترك لها اتخاذ القرار الذي تراه الأفضل لها وللأسرى، مشيراً إلى أن هذه قرارات صعبة بطبيعتها، وفي كل الأحوال سيكون هناك مؤيدون ومعارضون. وأضاف أن المعاناة الحاصلة اليوم ليست بسبب إسرائيل بل بسبب حماس.
وبشأن شروط الصفقة، قال إنه ليس في موقع يسمح له بالكشف عن تفاصيل ما هو مطروح على الطاولة، وأنه لا يعرف كل التفاصيل، لكنه شدد على أن حماس يجب أن تزول كما أُزيل النازيون من مراكز القوة بعد الحرب العالمية الثانية. وأوضح أنه لا يمكن التسامح مع ما فعلته حماس في السابع من أكتوبر، ولا يمكن تركها في موقعها ومنحها شعوراً بالنصر بعد أن قتل مقاتلوها 1200 مستوطن وأسروا 250 آخرين.
وعندما سئل عن موعد أمريكي لإنهاء الحرب، أجاب بأن من غير المناسب الحديث بلغة الجداول الزمنية، بل يجب السؤال عن الهدف. فإذا كان الهدف منع تكرار ما حدث في السابع من أكتوبر، فلا يمكن وضع إطار زمني لذلك. وأشار إلى أنه شاهد مقاطع الفيديو للأسرى ويتمنى لو أن العالم كله يدين حماس، لكنه تأسف لوجود دول أوروبية تضغط على إسرائيل أكثر مما تضغط على حماس.
وأضاف أن الولايات المتحدة تمارس ضغوطاً نشطة على الدول الأوروبية لعدم الاعتراف بالدولة الفلسطينية، موضحاً أن واشنطن أوضحت مسبقاً أنها لا تنوي الدخول في هذه “اللعبة السخيفة” التي أخرت الإفراج عن الأسرى.
وأشار إلى أن الأوروبيين بدأوا الحديث عن اعتراف أحادي بالدولة الفلسطينية، ما دفع حماس إلى وقف المفاوضات. وحذّر من أنه إذا أعلنت أوروبا الاعتراف بدولة فلسطينية، فإن إسرائيل سترد بإعلان سيادتها على أجزاء من الضفة الغربية، معتبراً أن هذه الخطوة ستضر بالقضية وتشكل خرقاً لاتفاق أوسلو الذي ينص على التعاون بدلاً من الخطوات الأحادية. ورأى أن الأوروبيين ربما يعتقدون أن هذه الخطوة ستساعد، لكنها في الواقع تلحق الضرر.
وعن الوضع الإنساني في غزة، قال هاكابي إنه متأكد من وجود "أشخاص جائعين" هناك، وإن لم يسمع تقارير مؤكدة عن مجاعة جماعية. وأوضح أنه لا يشك بوجود جائعين، لكنه شدد على ضرورة تحميل حماس المسؤولية. وأضاف أنه لا يفهم لماذا لا يصدر المزيد من الإدانات لآلية الأمم المتحدة التي وصفها بأنها غير فعالة إلى درجة أن 92% من المساعدات – وفق بياناتها – تُسلب قبل أن تصل إلى الناس.